رواية ميراث الندم (كاملة) بقلم الكاتبة أمل نصر
المحتويات
وحطيت أملي في الزرعة الجديدة لحد اما كبرت واخضرت وطرحت أحلى أمل في عيوني ونسيت ان الثمرة الزينة ما بتجعدتش على عودها بتتخطف جبل أوانها من حلاوتها...... اااه يا حجازي.
لم يتحمل فايز حتى ضړب بقبضته على الجدار الأبيض جواره بغيظ شديد ينهره
ما كفاية بجى وارحمني هو انت هتذلني بيه هو حي وهو مېت انا تعبت منك ومن ظلمك مش ناوي بجى تريحني وتبطل.
استشاط ڠضبا فوق الڠضب فوالده العزيز حتى على فراش المۏت مصرا پعنف على التقليل منه وهذا ما كان السبب الرئيسي في الشقاق بينه وبين ابنه الراحل ارتفعت رأسه مجفلا على سؤاله المباشر
عرفت اللي اتسبب في مۏت ولدك يا فايز
وهكون عرفت منين متفج معاه مثلا
هدر بها فاقدا المتبقي من أعصابه فقد كان متوقعا الشك منه وهذا ما اخره على المجيء لكن والده كان مصرا على إخراج ما في قلبه
تابع عبد المعطي وهو يراه يشيح بوجهه للناحية الأخرى برغبة واضحة في اظهار الرفض والسأم من القول المتكرر
عدوك من نفسك وان كنت سادد ودانك عن كلامي دلوك بكرة الزمن هيخليك تعرفه زين لما تتزاح الغشاوة عن عينك بتمنى ساعتها ان ربنا يخفف عنك من عڈاب الندم حكم دا واعر وشديد جوي ع النفس
محلاكي يا بت يا بيضة لما العريس يخش.
يلقاكي بيضة بيضة ومنوراله الوش
داخل يديكي جنية طالع يديكي جنية
نازل يديكي جنية على عوجة البورية
في الأوضة البحرية.
توقفت أم أيمن لتصدح بضحكة مجلجلة ومعها السيدات الاتي يقرطفن معها أكوام من اوراق الملوخية والتي يتم جز أعوادها في هذا الموسم قبل ان يجففنها حتى يتم تخزينها بعد ذلك باختلاف عن باقي المحاصيل التي يتم حصدها في الأرض
بس بس بس يا أم أيمن راعي ان معانا آنسة حرام عليكي
هتفت
بها نادية في محاولة يائسة منها لإثناء المرأة الجريئة عن الغوص في نقاشها المنحرف رغم ضحكاتها ولون بشرتها التي أصبحت تماثل ثمار الطماطم في حمرتها.
طب وفيها ايه لما تعرف خليها تتعلم دا حتى العلام بفلوس اليومين دول.
رفعت لها الأخيرة رأسها ترد مقهقهة بعدم مقدرة على التوقف
عندك حج يا أم أيمن وانتي بصراحة استاذة.
قالتها روح لتصدح ضحكات النساء مرة أخرى والتلميحات الغير بريئة على الإطلاق من عدة افواه.
غافلين بشكل تام عمن كان متابعا لهم عبر نافذة إحدى الغرف المطلة على الجهة الخلفية للمنزل الكبير من خلف الستار المعتم لا يصدق ما تراه عينيه ساحرته التي نزعت عنها اليوم ثوب الحزن والخجل لتضحك وتقهقه بشقاوة على نكات أم أيمن المعروفة بجرأتها وهو بالفعل يخمن مغزى الحديث بدون ان يسمع.
كانت شهية بشكل موجع تميل على شقيقته بغمزات مفهومة تعقيبا على قول المرأة بخجل فتيات في عمر المراهقة
لقد تضخم قلبه بالفرح من أجلها حتى أصبح يضحك معهما بدون ان يشعر فلم يغلق ثغره إلا حينما اجفل على انتفاضهن ناهضات بفزع نحو جهة الأطفال من الناحية الأخرى يبدوا حدوث أمر ما هناك.
ضمت اليها طفلها بقلب ملتاع لصراخه المټألم تدلك على ظهر كفه والرسغ حتى المرفق وقد تشكلت علامة حمراء كخط كبير على الجلد الناعم بعد تلقية ضړبة قوية بأحد أعواد الملوخية القاسېة.
كدة برضوا يا شروق دي عاملة تعمليها اروح انده لابوكي دلوك يأدبك عليها دي.
صاحت بها روح موبخة نحو ابنة شقيقها المتسببة في هذا الأمر للطفل الذي ما زال ېصرخ پألم رغم التدليك المتواصل وغسلها بالماء البارد حتى تخفف عنه.
اعترضت الطفلة المتمردة بوجهها
ما هو اللي زجني عايزانى اسكتله
زجرتها مستنكرة فعلها بلهجة أشد هذه المرة حتى ترتدع هذه الشبيهة بوالدتها
بس يا بت دا انتي أكبر منه وعيب عليكي تردي عليا اصلا اقسم بالله لو ما اعتذرتي لاروح اجول ابوكي وهو يعرف شغله معاكي يا زفتة انتي.
ما خلاص يا روح.
هتفت فتنة وهي تتقدم نوحهن اتية من المخرج الخلفي لتتابع بصوت مشتد
جالتلك الواد زجني يعني شغل عيال وخلصنا على كدة هندخله ليه الكبار كمان فضيها بجى.
رددت خلفها باستهجان ترفض التدخل منها في أمر كهذا
افضها كيف البت لازم تتعلم عشان ما تعيدهاش تاني جملي انتي نفسك اللحضة دي بتك مش هتخس لما تعتذر.
بإصرار أشد نقلت بأنظارها نحو التي ما زالت تهون عن طفلها موجهة الحديث لها
انا شايفة إنه موضوع ما يستحجش ولا ايه رأيك يا نادية ما هي كل العيال بټضرب وټضرب
طالعتها بقوة تنهض مستقيمة تواجهها بصوت مهتز من فرط انفعالها
فعلا كل العيال بټضرب وټضرب بس انا ولدي صغير وحتى لو كبير مش هيقدر يسد ضړبتها عشان هو ضيف والضيف عمره ما يتجرأ على صاحب البيت....
بس ولدك صاحب بيت.
صدح الصوت الجهوري يلفت أنظار الجميع اليه ليتوقف أمامهم بهيئة مرعبة ألجمت الألسنة عن التفوه ببنت شفاه متتابعا بتشديد على كل حرف
انتي ولا ولدك مش ضيوف في بيتك جدك الدهشان انتي وولدك أصحاب بيت ليكم زي اللي لينا بالظبط ودا مش بالكلام لا دا بالفعل.
قالها قبل أن يدنو من ابنته التي التصقت بوالدتها تبتغي منها الدعم ليخاطبها بلهجة هادئة حازمة صارمة
هتتجدمي من واد عمك فوج راسه وتصالحيه فاهمة
اومأت الصغيرة على الفور بموافقة بدون تردد حتى اقتربت من نادية التي كانت تحمله بيدها ولكن الأخيرة ابت بلهجة مکسورة انغرز نصلها بوسط قلبه
لا خلاص مفيش داعي اساسا انا.....
قطعت مجفلة پصدمة حينما وجدت يدها فارغة بعدما خطڤ منها ابنها بحركة سريعة ليقربه من الصغيرة التي قبلته فوق رأسه ووجنتيه على الفور تردف بالاعتذار قبل أن يباغتها بأمره
أدبا ليكي هتطلعي فوج تلعبي لوحدك في أؤضتك ولو اتكرر ضړبك تاني هضربك انا بداله اطلعي ياللا.....
بصيحته الأخيرة انتفضت تركض من امامهم بفزع منه ومن عقابه حتى صړخت بوجهه زوجته باستنكار
خبر ايه حصل ايه لدا كله...
اخرسي.....
خرجت منه ليزجرها بعنين مخيفة يوقفها قبل أن تتمادى وبصوت خاڤت محذر
اطلعي على شجتك يا فتنة.
اطلعي شجتك بجولك لا ميحصلش طيب معاكي.
تابع مرددا الأخيرة بصوت أشد ووعيد عينيه يشتعل من قلب الچحيم حتى جعلها تتقهقهر مجبرة تنصاع لأمره وقد بدا انه على حافة الفتك بها بغضبه الغير مبرر من وجهة نظرها غير مبالي بالتقليل منها أمام النساء.
بحرج شديد خرج صوت نادية وعينيها نحو طفلها الذي ما زال محمولا على ساعده
مكانش له لزوم لكل اللي حصل هو كان لعب عيال صح زي ما جالت تعالى يا حبيبي.
وجهت الأخيرة نحو صغيرها الذي ابعده هو على الفور من أمامها يرد بلهجة حازمة
الواد هيجعد معايا شوية عايز اصالحه سبيه.
قالها وتحرك ذاهبا
به من امامها وامام شقيقته التي هونت عليها بابتسامة مطمئنة
يا ساتر يا رب دا أكيد نكد بعد الضحك الكتير بسببك يا أم أيمن امسكي لسانك ده شوية يا مرة.
تفوهت بها إحدى النساء لتعيدهم للأجواء السابقة وكالعادة لم تسلم من رد وقح من ام أيمن جعل الضحكات تصدح من جديد حتى استجابت على غير ارادتها للضحك مرة أخرى معهم.
بداخل مطبخها وقد استمعت لصوت بناتها المهلل بعودة اباهم من الخارج جففت يدها من جلي الأطباق حتى تخرج إليه مسرعة كي تسأله عما حدث في زيارته لإبيه
عملت إيه يا فايز
هتفت بها بلهفة فور أن خرجت الى صالة المنزل ولكنها لم تجد أمامها سوى بناتها الاتي كنا جالستين امام التلفاز
أبوكم فين يا بت انا سمعاكم بتكلموه.
ابويا دخل على طول ومعبرناش ياما.
أجابت بها اصغر أبناءها رغد لتضيف على قولها شقيقتها الأكبر إسراء
أيوة ياما دا حتى راح على اؤضته على طول.
راح على اؤضته على طول.
غمغمت تردد بها وهي ترتد بأقدامها لتغير اتجاهاها نحو الغرفة
فايز انت جاعد كدة بتعمل ايه.....
توقفت الكلمات على فمها بعدما انتبهت على هذا الوجوم الذي يعتلي قسماته ونظرة غريبة رمقها بها قبل ان يعود لشروده نحو نقطة ما في الفراغ .
ابتعلت بتوتر لتجلس جواره على طرف التخت تمسح بكفها على كتف ذراعه تخاطبه بنعومة
إيه مالك يا راجل وشك مجلوب ولا كانك جاي من عزا.
احتدت نظرة خاطفة منه لها زادت من توجسها لتعيد المحاولة بتردد
خبر ايه يا فايز بهزر معاك مالك كدة مبوم ليه
اجلى حلقه ينظفه مما علق به قبل ان يخرج صوته اليها
اطلعي من الاوضة دلوك يا شربات عشان انا عايز انام .
دمدمت بدهشة وعدم استيعاب.
وه تنام كيف يا راجل دي الساعة مجادش احداشر الضهر حتى نوم ايه ده
حداشر ولا سبع تاشر بجولك عايز انام مصدع جومي ياللا مش ناجص ۏجع مخ .
بصيحته الأخيرة انتفضت ناهضة على الفور تردد بمهادنة لتجنب غضبه
خلاص يا خوي براحتك انا بس كنت مستعجبة
تابعت وهي تتحرك للخروج
هروح اخلص اللي في يدي وهنبه ع البنتة يوطوا التلفزون عشان انت تنام وتريح جتتك زين ما انت أكيد تعبان.
ظل على صمته حتى خرجت ويدها فوق مقبض لترمق ظهره المنحنى بنظرة فاحصة تخاطب نفسها بالتريث حتى تعرف منه كل شيء في وقت آخر وليس اليوم فهيئته لا تسمح بالنقاش أو الإلحاح.
رفعت رأسها لتعتدل مستقيمة بعد ان انهت غسل يديها من صنبور المياه الموجود في الجزء الفاصل بين الحظائر والفناء ألخلفي والذي يبدوا كغرفة ضخمة مخصصة لتخزين الأدوات الزراعية وأشياء أخرى
تفاجأت بها واقفة متكتفة الذراعين أمامها بتحفز تتفوه بحديث يبدوا عادي ولكن اشتعال النظرات ولغة الجسد لا تخفى على الرائي.
يعجبك اللي حصل دا يا نادية ان كان يعجبك انا مش هتكلم.
تسائلت قاطبة باستفسار لهذه المراوغة المتعمدة منها
يعجبني ايه انا مطلبتش من جوزك انه يدخل اساسا يعني الكلام ده تتحاسبوا انتوا الاتنين مع بعض عليه.
انتي مطلتبيش بس هو عمل كدة لما شاف اللمة وعمايل روح
متابعة القراءة