رواية ميراث الندم (كاملة) بقلم الكاتبة أمل نصر
المحتويات
دهشان دا على كدة اللي سمعته وشايع في البلد يبجى صح
امي سليمة.
تمتمت بها بزعر تطالع وقفتها المتحفزة بمدخل الاستراحة تحمل على ذراعها معتز الذي ترك كف والدته منذ بداية الشجار ومن هيئتها بدا واضحا انها قد سمعت معظم الحديث على الاقل مما زاد عليها تشعر بقدميها كالهلام وغصة تشق حلقها في الدفاع عن موقفها.
ضغط على نواجزه يحدجها بشرار عينيه حتى ود ان يمسك بلسانها الأحمق بيده يعيد على تهذيبها من جديد حتى تكف عن التفوه بتلك الحماقات وأذيته ثم ما لبث ان يعود للمرأة مخاطبا لها بشجاعة
داخل الشرفة بعيدا عن عروسه بسبب الزيارة المفاجئة من الأقارب الذين أتو للزيارة من عائلتها وبعض الفتبات الصديقات.
الله يبارك يا صلاح عجبالك يا سيدي لما ربنا يهديك انت كمان.
لمااا ربنا يهديني بقى ع العموم انا فرحتلك اوي يا صاحبي عشان انت طلعت شاطر بجد نفذت اللي في مخك واتجوزت في وقت قياسي حتى وانت مغير العروسة شابوه.
رغم ان برضوا زعلان منك عشان طلعت ندل وما قولتليش ولا ادتني خبر. ع الميعاد بس اشطة ملحوقة لازم اردوهالك.
ضحك عمر معقبا لقوله
ماشي يا سيدي ردهاللي لما تعملها انت وانا عند فيك هاجي واجوم بالواجب ما انا اصلا مش محتاج عزومة بس انت مجولتليش عرفت منين جابلت حد من اهل البلد وبلغك
اصلا في البلد ازاي يعني
ساله بفضول عاقد الحاحبين وجاء رد الاخر
قي البلد يعني نزلت مصر يا عم عمر حضر نفسك بقى بالمحمر والمشمر عشان خلال كام يوم كدة هتلاقيتي طابب عليك.
تزورني فين
تمتم يعتدل مستقيما بجسده ليعيد على سؤاله مستفسرا بانتباه شديد
لا اله الا الله يا بني بقولك جاي ازورك معناه اني في البلد بجد مش هزار بقالي اسبوع اهو بس انت طبعا مشغول وكمان مبتسألتش يبقى هتعرف منين
خلاص عرفت يا صلاح تعالى يا سيدي واحنا نشيلك فوج راسنا .
ايوة كدة اتعدل
وسمعني الكلمتين دول عشان اجي ازورك بقلب جامد .
وصل لأسماعه اصوات التوديع المرافقة للأحاديث والضحكات قرب مخرج المنزل ف انتظر حتى غادرن جميع الزائرات حتى خرج هو من الشرفة نحو تلك التي وقفت بوسط المنزل تنتظره بابتسامة تنير وجهها الجميل من الأساس ولكن......
اخيرا مشوا بجالهم ساعة في اللت والسؤلات معايا امي كانت بتخمس وشهم كل شوية عشان العين والحسد.
تفوهت بلهفة اعتاد عليها كأسلوب لها للتعبير عن فرحها الدائم منذ ارتباط اسمها بأسمه.
عشان مجابلة الحريم اللي من ناسنا مش انا لازم ابان جدامهم عروسة والعروسة لازم تتزوج
دنى برأسه نحوها يردد خلفها بما يقارب الاستهزاء
وهي العروسة متتعرفش غير بكيلو دهان على وشها.
ابتعلت الباقي من كلمات كانت تود ان تجادله بها ولكنه أللجمها بمنطقه القاسې لتصمت مبدية الطاعة والإنصات لانتقاده حتى انه تناول محرمة ورقية يمسح بها على بشرتها
الواحدة جبل ما تحط اي شيء في وشها تبجى فاهمة وعارفة باللي يناسبها مش تسيب امها تمشيها على اسلوب الناس والستات اللي لا فاهمة في الموضة ولا حتى فاهمة في اي حاجة بالجهل والتخلف بتاعهم.
توقف على استكانتها منتبها لهذا الغشاء الرقيق بمقلتيها ليستدرك لحالتها على الفور ويلطف من لهجته
حبيبتي انا بتكلم ان انتي حلوة مش محتاجة مكياج
القى بالمحرمة الورقية من يده ليكوب وجهها بين كفيه مواصلا استرضائها
انا عاذرك يا هدير عشان انتي صغيرة ولسة متفهميش الدنيا يبجى انتي كمان تعذريني لما انبهك عشان اعلمك وتعرفي ولا انت عايزة تبجى زي الحريم الجاهلة
بدا عليها التردد بالتركيز في نصائحه الموجهة لها ليواصل بنعومة لاقناعها
لازم تعرفي ان انا منجيتش اي واحدة والسلام عشان اتجوزها انا اخترتك عشان عجبتني وجولت ان هيجي من وراكي لما تبجي شاطرة وتسمعي الكلام مش انتي بتسمعي الكلام برضوا ولا هتتنفخي زي البنات الهبلة مع اي توجيه ولا نقد انا بجوله عشان مصلحتك وعشان تبجي زينة والناس تشاور عليكي انك مرة عمر اللي صبر ونال بيها
لا طبعا انا عايزة اشرفك بيا.
خرجت منها بعفوية وعلى الفور لتبزغ ابتسامة الرضا على ثغره وزاد من تقريب وجهها منها يخاطبها بانتشاء قبل ان يضمها من خصرها ويرفعها اليه
وانا جولت من اول انك احسن اختيار ليا حلوة ومطيعة وهتسمعي الكلام عشان تطوري معايا وتبجي احسن واحدة في البلد صح
صح صح طبعا....
سألتها بلهفة عبر الهاتف بعدما اخبرتها الأخرى عما تم تداوله داخل المنزل من ساعات وغادرت على اثره جليلة عائدة لإبنتها صاحبة الشأن وقد وصلها هي الأخرى ما وصل الجميع .
ايوة يا فتنة ما هي صفية لما سمعت متحملتش على اختها وانتي عارفاها بجى عصبية كانت هتتعرك وتكبر الموضوع لولا بس امها جليلة هي اللي شددت عليها عشان الفضايح ربنا يسترها عزب عفش ولو عرف ممكن بۏلع في البلد كلها انا خاېفة جوي يا فتنة .
على الفور ردت الأخيرة بلؤم تدعي عدم المعرفة
بصراحة عندك حج يا عزيزة انا مش عارفة الناس بتألف من مخها ليه يعني عشان واحدة اطلجت من جوزها وعيشها اتجطع معاه مالهم بجى يركبوا ويأللفوا في القصص بلد فجرية تحبل وتجوز من دماغها.
جارتها عزيزة في الحديث وهي لا تبتلع هذه الكلمات العاقلة منها ف هي الأدرى بچنونها وعجرفتها
عندك حج يا فتنة هي فعلا بلد فجرية ياريته الواحد كان اتجوز في البندر ولا من البلاد الحلوة دي اللي كل واحد فيها بيبجي في حاله وملهوش دعوة بحد.
دا كلامي انا من زمان يا عزيزة جبل ما حظي يخيب واخد نصيبي هنا بس معلش ملحوجة.
قالتها بنبرة تقارب الثقة اكثر من التمنى لتعقب الأخرى بعدم استيعاب
ملحوجة فبن تاني كمان هو انتي ناويتي تاخدي سكن انتي وبناتك برا البلد
غبية.
نعتت ترددها داخلها وقد استفزتها ببلاهتها كالعادة ولكنها تفيدها في نقل الاخبار على الاقل
بجولك ايه يا عزيزة اجفلي دلوك عشان امي بتنده عليا ماشي هبجى اكلمك بعد شوية انا .
ماشي يا فتنة مع السلامة.
انهت الأخيرة المكالمة وابتسامة اتسعت على ثغرها كانت تضحك دون ان تدري لقد فعلتها الملعۏنة نفيسة نقلت وأضافت وحبكت القصة بشكل درامي كعادتها وبالطبع لن يكشفها احد مدام الحديث بين النساء هكذا تكون الاستفادة بحق من اصناف هذه المرأة مهما طلبت ونالت من المال لكنها تثلج الصدر حينما تنفذ إحدى مخطاطاتها هذه.
اردف شارحا لها عن كل ما حدث منذ البداية وهذا
الاتفاق الذي تم بموافقة شقيقها لإخراص جميع الألسنة وغلق باب القيل والقال من الأصل ليختم بمطلبه امام سكون الأخرى والتي التزمت الصمت بجلستها معهم وقد بدا ان طاقتها نفذت من كل شيء تنتظر فقد انتهاء الأمر
كدة يا ست سليمة ابجى انا بينت ووضحت كل شيء جدامك وانتي ست عجلك يوزن بلد أكيد تعرفي الحل لوحدك وانا بجولها اها معتز في كل الحالات انا معتبره ولدي اللي مخلفتهوش من صلبي هو وامه في حمايتي لحد ما ربنا يفك الكرب او حتى على مدار عمري كله..
صمت دقيقة امام تركيز الثلاث نساء معه ليزفر خاتما بمطلبه
يمكن تكون تجيلة عليكي بس انا بطلبها منك زي ما طلبتها من اخوها انا طالب يد نادية منك بصفتك والدتها اللي خاېفة عليها هي وولدها...
سليمة يا خيتي اديكي شوفتي بنفسك المچنونة بتي وعمايلها وغازي واد عمنا وكبير عيلتنا يشهد ربنا ما شوفنا منه غير كل خير والكلام اللي جالهولك من شوية ما كدب في حرف منه وبيعمل غير للصالح وبس.
ايوة بس انا برضوا لحد دلوك مش موافقة مش موافجة يا جدعان يلبسوني في الكلام والحديت ليه
عقبت بها نادية بدفاعية تبرء ساحتها فقاطعتها سليمة
لكنك مخطوباله بالفعل يا نادية ولا انتي مش واخدة بالك منها دي
شحبت تجيبها برفض تام
لا طبعا هو جالي انه مستني رأيي زي ما جالك انتي كمان دلوك ولا يكون فاكراني هتجوز بالطريجة الغبية دي واتبع كلامهم والاتفاق الزفت ده يولع ناجي بجاز ۏسخ ايه هيهمني
بهمك ولدك يا نادية.
تفوهت بها سليمة توقف استسرالها لتتابع مستطردة وكأنها تحدث نفسها
حتى بعد ما بعدتكم عن البيت برضك الڼار محاوطاكم من كل ناحية مفيش فايدة مكتوب علينا التعب يعني حتى لو عملتي اللي في دماغك وسيبني البيت برضك مش هيبطلوا تلسين ولا كلام وحديت عليكي مفيش مهرب من المكتوب.
سألتها بعدم فهم
يعني ايه انا مش فاهماكي.
كنت عارف اني هوافج!
هتفت بها فور ان اقتربت منه اسفل المظلة الخشبية الكبيرة بحديقة المنزل والتي اتخذ جلسته عليها بعدما غادرهم وكأنه كان يعرف بمجيئها.
ارتفعت رأسه اليها يشير لها أن تجلس مقابلة له مخاطبا لها بتوقير
عشان عارف ان عجلك يوزن بلد وان أمان معتز وامه اهم عندك من الدنيا وما فيها.
عقبت تجفله بردها
بس انت الأمر عندك مش معتز وبس انا شايفة دا في عيونك زين .
مباشرة كالقطر على قدر ما ضاعفت من دهشته لفطنتها وذكائها الشديد في كشفه على قدر ما احرجته بصراحتها حتى انه اضطرب على غير إرادته في الرد مقرا لها
الله يرحمه ويصبر جلبك عليه يارب.
تمتم بها بمؤازرة ليخرج بسؤاله الملح رغم تردده
قال بلهفة جعل الأخيرة تتبسم على غير ارادتها تطالع الرجل المهيب وقد غلبه عشق امرأة ضعيفة لا حو لها ولا قوة وكم من عروش وممالك اهتزت لنفس هذا السبب.
اخوكي عملها يا روح.
هتف مجلجلا بضحكاته ليجبرها على الخروج سريعا من المرحاض بمئزرها الأببض والمنشفة التي كانت ومازالت تجفف بها شعر رأسها لتسأله بلهفة
عمل ايه المچنون دا يخليك تضحك وتفتحها كدة ع الرابع
سقط يجلس بركبتيه على الاريكة أسفله ليجيبها غامزا بعد أن توقف بصعوبة عن ضكاته
خد الموافجة اخيرا وهيتجوز حلم عمره بت هريدي جبلت بيه يا روح
يا سلام.
توسعت عيناها واشټعل الشغف برأسها لتجلس جواره
على الفور تخاطبه بإلحاح
طب ومستني ايه ما تجول على طول يا عارف.
تحركت رأسه بالنفي يشاكسها بتسلية
بالساهل كدة عايزاني اعترف واجرلك على سر
متابعة القراءة