رواية ميراث الندم (كاملة) بقلم الكاتبة أمل نصر
المحتويات
صاحبي ببلاش طب اغريني اديني اللي يعوضني عن عڈاب الضمير بعد ما اعترفلك...
زمت فمها بغيظ تكبت ابتسامتها ثم ما لبثت ان تهجم بقبضتيها على تضربه معبرة حنقها
لا وانت ضميرك صاحي جوي بطل غلاسة يا عارف مش بعد ما شوجتني باقتباس مشوق تخلى بيا .
قهقه بصوت العالي يسيطر على قبضتيها ليزيد عليها
يا ستي وانتي مالك مش ليكي تفرحي باخوكي وبس وسيبي الاسرار الصحاب ولا هي حشريه من الحريم وخلاص.
هتفت بها جليلة وهي تدلف اليها بالغرفة لترد الأخيرة بعد أن رقعت اليها رأسها
نعم ياما كنتي عايزة حاجة
سلامتك يا عين امك مش انا اللي عايزاكي يا حبيبتي تعالي برا كلمي .
سألتها تعتدل بجذعها عن الفراش باهتمام
مين اللي عايزني برا .
اكتنف جليلة التردد تتمتم مجيبة لها بتعلثم
ااا خ... خ.. بصي ما انتي اطلعي تشوفي بنفسك.
لا ولا يهمك انا أصلا مش غريب .
قالها ثم جلس على الكرسي القريب منه يدعوها للجلوس هي الأخرى
اجعدي يا نادية انتي هتفضلي واجفة
عضت على نواجزها بسخط داخلها لهذا البرود الذي اتخذه منهجا معها غير عابئا بجلافتها في الحديث
معه
يارب بس يكون الموضوع ضروري اللي جعلك تاجي مخصوص على هنا حتى وهي الساعة تمانية.
طبعا مهم يا نادية بس في البداية كدة بلاش منها غازي بيه دي احنا خلاص داخلين في جواز يعني يحقلك تناديني باسمي حاف
حاف كمان
وية اتفجت معاه على كل حاجة كتب الكتاب هيتم بعد سنوية المرحوم على طول زي ما اتفجنا.
على طول كدة
تمتمت بها پصدمة لتردف سائلة
مفيش تأجيل يا نادية.
هتف بها مقاطعا ليتابع بحزمه واعملي حسابك من دلوقت هيبجى كتب كتاب ودخلة كمان .
بتجول ايه
اردف ردا على سؤالها بتحدي
اللي سمعتيه يا نادية عزب هيجي بكرة ويفهمك على التفاصيل وانا من دلوك هجهز الدور التالت شجتك يا ناادية.
.... يتبع
الفصل الثالث والثلاثون
لولولولوي لولولولوي لولولولوي
بس بس يا مچنونة جلبتي البيت وصحيتي النايمين
هتف بها غازي من وسط الدرج الذي كان يهبط منه ليعقب زوجها بمشاكسة له
الله أكبر عليك وبتنبر في وشي كمان اشحال ان ما كنت محصلني على طول اها كنت هتعمل ايه
وانت دلوك اللي بتتكلم ع النبر!
ضاق حاجبيه في النظر اليها باندهاش حتى انتقل منها إلى الاخر باستهجان وتوعد مع انتباهه لهذه الابتسامات المستترة يدافع عن نفسه ببرائة
معلش يا واد عمي اختك زنانة وهي اللي فضلت تجرجر فيا لحد ما وجعتني بلساني ما انت عارف بجى شغل الحريم.
عقب غازي بغيظ مكتوم
هو السبب زن حريم برضوا ولا هي سهوكة رجالة
لا بصراحة هي سهوكة رجالة.
اقر بها عارف سريعا لينطلق بالضحك مرة أخرى حتى استفز الاخر يدفع شقيقته عنه ويهم ان يفتك به ولكنها اوقفته بقولها
بتلومه ليه ما انت لو كنت جولتلي من زمان كنت دليتك ع البنية من أولها دا انا اللي مدخلاها الاسطبل بيدي .
أثارت بقولها اهتمامه ليوجه سؤاله لها
بتجولي ايه انتي كمان فسري .
فقطع عارف درب الأماني المستحيلة بين الشقيقان بقوله
لا هو بإيدك ولا بإيده يا ست روح دا في الاول والاخر اسمه النصيب النصيب اللي جمعهم في الاخر بعد شتات زي ما جمعني انا كمان في الاخر بيكي يا ست البنات .
الټفت اليه تهديه ابتسامة ممتنة لتجاهله متعمدا ذكر سبب شتاتها هي ايضا عنه يذهب لمقصده وما يزعجه يمر عليه مرور الكرام وكأنه قاصد طمس الماضي بكل ما فيه.
فعلق غازي متأففا من الرسائل المبطنة التي يتبادلاها امامه بالتطلع ببعضها أمام عينيه مع وجود ذبذبات رائقة وفراشات ملونة تطير حوله في الأجواء لعشق على وشك.
انا جولت من الأول الواد ده اتعلم السهوكة ما تتلم ياد حتى البت علمتها البرود زيك .
هتفت جليلة وهي تدلف لداخل الغرفة ساحبة بيدها معتز ببشرته الندية وشعر رأسه المبتل بعد أن حممته جدته والتي تابعت بالسؤال مشاكسة لها
مالك يا بت ما بتروديش ليه ليكون كمان سرحانة...... معلش بجى ليكي عذرك.
تجاهلت المغزى الذي قصدت به جليلة فك جمودها واتجهت تفتح ذراعيها الاثنان لصغيرها والذي تلقف الدعوة ليركض على الفور يأخذ مكانه الطبيعي داخل حضنها الحنون لتغمم
بلاش منه الكلام والتلميحات دي يا ام عزب الواحد مفيهوش دماغ ليها من الاساس.
امال دماغك راحة ف ايه كمان دلوك
عقبت بها جليلة ردا لها وهي تجلس على طرف التخت المزدحم بأشياء العروس والتي عبست تجيبها
اللي في دماغي جوا حضڼي ياما يعني مش محتاح ادور عليه.
ربنا يخليه ويحفظه يارب
تمتمت بها جليلة كغمغمة لتصمت بعدها تاركة المجال لابنتها ان كانت تريد الحديث وذلك تقديرا لحالتها والتي شردت هي الأخرى متذكرة قول سليمة الفاصل في حوارها الأخير معها
عايزاني اوافج انتي اللي بتجولي الكلام ده ياما
ايوة انا اللي بجول الكلام ده رغم انه مفيش اصعب منه عليا لكنك شايفة اها جميع ما تروحي في حتة محدش سايبك في حالك سوا رجعتي بيت ابوكي او جيتي بيتي في كل الحالات مفيش سلام ولا امان.
تاني برضوا هتجولي مفيش امان حتى بعد الدنيا ما هديت وكل واحد راح لحاله
مين اللي جالك ان الدنيا هديت
اجفلتها بالسؤال قبل ان تسترسل لها
مفيش حد راح لحاله طول ما في ورث الهم جاعد لازم تعرفي ان اللي جطع فرامل عربية جوزك عشان يخلص منه لساتوا عايش ومش هيستريح غير لما يوصل لنتيجة دا جدك عبد المعطي جالهالي وهو
على فرشة المۏت .
ايه هو اللي جالوهولك جدي عبد المعطي
سألتها بانتباه شديد وجاء رد الاخرى سريعا
خبرني ان الشخص نفسه اللي عمل العملة زاره في المستشفي بس للأسف مرديش يجولي الاسم
لم تكن شهقة تلك التي خرجت منها بل بدت وكأنها صړخة إجفال صاعقة مدوية لا تستطيع استيعابها
كيف ميجولش الاسم ازاي جاله جلب يخبي عليكي حاجة زي دي
قابلت سليمة لهفتها بقلة حيلة ترد
منور يا ابو الصلح منور البيت والبلد كلها.
هتف مرحبا به في منزله الجديد بعدما ارسل اليه من يقله من محطة قطار المحافظة حتى وصل به إلى هنا في البلدة وقد هييء له من الأشياء ما يجعله ينبهر بما يرى والاخر لا يكف عن التعبير عن إعجابه.
ايوة بقى ما شاء الله اللهم لا حسد البيت وديكور البيت حاجة الاجة فاخر من الاخر يعني برافو عليك يا عمر.
انبسط وجه الأخير واتسعت ابتسامة الزهو على فمه برده عليه
دا بس من زوقك يا ابوصلاح انت اللي عنيك حلوة زي ما بيجولوا او نجول من بعض ما عندكم احسن.
ارتسمت على وجه المذكور ابتسامة ساخرة يردد معقبا له
يااا راجل هو انت في حد قدك دلوقتي اصلا ما شاء الله يعني لاحسن تقول عليا بحسدك كمان.
اه بس الفصل يرجع ليك.
قالها بغموض ظاهرها امتنان اما في باطنها شيء آخر لم يخفى عن صديقه والذي عقب بمكر
يا عم الفضل لصاحب الفضل احنا بس مجرد اسباب المهم بقى انا فرحنالك اوي دلوقتي عشان ربنا كرمك اكتر من اي حد فينا لأنك شاطر وعرفت تلقط الفرصة كويس اوي وتستغلها احسن استغلال بجد انا مبهور بيك يا صديقي.
بادله عمر الابتسام ليرد مندمجا معه بعد ذلك في احاديث شتى عن العمل هناك وما فعله هو هنا كبداية لتأسيس مشروع كبير يمكنه من رفع اسمه واسم عائلته لمكانة الوجهاء في البلدة بل والمحافظة نفسها حتى تطرقا لموضوع زواجه ولكن عمر أنهى سريعا كي لا يغوص في تفاصيل لا يود بالبوح بها امامها لينهض متحججا بالقاء نظرة على مأدبة الطعام التي تقام اليوم على شرفه وذلك بإعداد من شقيقاته يلقي عليهن تعليماته الأخيرة من أجل التجهيز للضيف المهم قبل الذهاب الى تلك الصغيرة في غرفتها .
هدير جهزتي زي ما جولتلك
هتف سائلا فور ان دفع باب الغرفة يدلف اليها ليجدها تقف واقفة امامه بزينتها الرقيقة كما شدد عليها تلف رأسها بحجاب يليق على لون العباءة........
انتي طالعة بعباية يا هدير
تبسمت تجيبه بطبيعية
ايوة ما هي عباية استجبال وغالية امال هطلع اجابله بجيبة وبلوزة
تخصر يتقدم نحوها وهو يردد خلفها باستهجان
ومتطلعيش ليه بجيبة وبلوزة انا مش منبه ان عايزك على سنجة عشرة تلبسي باللي يليج لمستوى جوزك.
قالها پغضب الجمها عن الرد لتلتزم الصمت في انتظار اختياره ولكنه أجفلها بغضبه يمسك القطع المعلقة امام عينيها واحدة تلو الأخرى بتأفف ليلقيها خلفه على الأرض بازدراء متمتما
ايه ده ايه ده ايه الجرف والهدوم المعفنة دي دا جميلة اختي المرة الكبيرة متلبسهاش ايه اللي ماليا بيه الدلاب دا يا بت
ابتعلت بحزن تنظر إلى اشياءها العزيزة لتجثوا على الأرض تتناولهم من خلفه باعتزاز عفوي منها
دي حاجتي اللي امي شايلهالي من وانا في ابتدائي امال كلها هدوم غالية ونظيفة والله .
دنى منها بأعين حمراء أثارت في قلبها الړعب يخاطبها بغيظ يفتك به
حاجة ايه يا غبية اللي انتي بتتكلمي عليها دي بجى انا اديكي فلوس واوصيكي تشتري من المحلات تجومي انتي تجيبي هدومك المركونة المعفنة.
المتها الشتيمة منه على اشياء طالما احبتها وبنت عليها احلامها مع فارس الأحلام في مخيلتها الصغيرة فردت بنبرة اسفة
الله يسامحك بس انا والله اشتريت بكل فلوسك من المحلات زي ما جولت لكن كمان مهانش عليا اسيب الحاجة الغالية دي مرميةواخواتي البنتة لساهم صغيرين ومطولين ع الجواز.
غبية حمقاء تضغط ببلاهتها على الجزء الكامن بداخله والذي يكرهه ويكره من يذكره به ولكنه مضطر ان بهادنها الان زفر دفعة كثيفة من الهواء الساخن بصدره ليساهم في تهدئته قليلا ليقترب منها يرفعها من ساعديها لتنهض وتقف مقابله ملطفا في مخاطبتها
اومأت تهز برأسها تراضيه رغم عدم فهمها لمعظم ما اردف به لتجيبه بطاعة
شطورة
المرة دي انا اللي هنجيلك وبعدها هطلع اشوف الراجل المتأخر عليه ونأجل حكاية السلام دي بعد ما نتغدى احسن حتى تكوني لبستي براحتك.
دلفت بابتسامة متهكمة داخل غرفة الفتيات الصغار اثناء انشغال والدتها بتصفيف شعورهن من أجل تجهزيهم للحدث المطلوب لتردف لها ضاحكة باستهزاء
بتأنتكي البنات وتلبسيهم عشان فرح ابوهم ياما اما عجايب دي والله.
تجهم وجه فتنة تردد باستعلاء
لا طبعا متمنعهمش ليفتكر ان احنا
زعلانين على الأجل خليهم يروحوا
متابعة القراءة