رواية شيخ في محراب قلبي (كاملة حتى آخر الفصل الاخير) بقلم رحمة نبيل

موقع أيام نيوز


قديما لكنها ورغم ذلك ادعت عدم الاهتمام وهي تنظر ببرود لماسة التي ابتسمت لضغطها على الوتر الحساس فهي أكثر من تعرف بثينة وتعرف جيدا أنها لم تحب
هادي لكنها تود إثبات فقط أنها تستطيع الحصول عليه طالما وضعت عينها عليه وأنها مرغوبة بعد فشلها مرتين في الحصول على الحب مرة رفقة رشدي الذي لم ينظر لها يوما حتى إلا كابنة عم رفيقه ومرة مع رفيقها الثري أثناء الجامعة والذي تخلى عنها بأمر من والده وسافر لإكمال دراسته وإدارة اعمال والده في إحدى الدول الأجنبية تاركا إياها خلفه لا تملك غير أن تعود لهادي الذي كان أمامها دائما ولم تفكر يوما به لرؤيتها أنه أقل من طموحها لكن كل ذلك تغير حينما صارحها هادي بحبه لشيماء ورغبته في الزواج منها وقتها شعرت أن شيء ملكها يسحب من بين أصابعها ولم تدرك بسذاجتها أن هادي لم يكن يوما ملكها 

ابتسمت ماسة على ملامح بثينة الشاحبة ثم اقتربت منها وهمست لها في أذنها بشړ كبير 
لو شيماء حصلها حاجة محدش هيقف ليك غيري يا بثينة 
انهت حديثها ثم صعدت للأعلى تاركة بثينة تنظر في اثرها بنظرات مريضة مرددة بنبرة خبيثة 
طب كويس إنك بلغتيني لاني مش ناوية اعمل حاجة لشيماء لاني ببساطة اقدر اتصرف معاها واسيب الباقي لغبائها إنما أنت بقى فمحتاجة شوية شغل لانك تعرفي حاجات كتير اوي مكنش لازم تعرفيها
يعني حضرتك بعد كده اللي هتحفظيني 
هزت وداد رأسها بتعجب لبسمة فاطمة تلك وكأنها أخبرتها للتو بخبر نجاحها ولا تعلم أن فاطمة الان تشكر الله في قلبها لعدم اضطرارها للتعامل مع زكريا مجددا فهي يكفيها ما تتعرض له كل مرة حينما تكون معه وكأن المصائب تنتظر تلك اللحظة لتظهر 
تمام بما إني وضحت الموضوع نبدأ 
ابتسمت لها فاطمة سريعا تهز رأسها بإيجاب سعيدة كثيرا ومرتاحة لهذا الوضع 
تمام بس انا مجبتش المصحف بتاعي معايا مكنتش اعرف اني هاخد دلوقتي 
ابتسمت لها وداد وهي تنهض 
هروح اجيب واحد من مكتبة زكريا ونبدأ ولا يهمك انا زكريا وراني هنبدأ في ايه وعرفت كل حاجة 
انهت حديثها ثم اتجهت للداخل تحضر المصحف تاركة فاطمة في الخارج تحمد ربها لاستجابته دعائها فهي دعت ألا تراه مجددا بعد ما تعرضت له معه
أنهى هادي عمله وكان في طريقه للمنزل قبل أن ينتبه لفرج الذي يحتل مقعده المميز لذا اتجه له سريعا پغضب شديد يكاد يكسر الأرض أسفل قدمه صارخا پغضب بمجرد وصوله حيث فرج 
يابرودك يا اخي يعني كنت هتبوظ الخطوبة الصبح وقاعد هنا تشرب سحلب
اشرب كركديه طيب 
اغتاظ هادي من حديث فرج
ليسحب مقعد ويجلس أمامه وهو يرمقه بشړ 
بقى انا اقولك تجبلي بوكيه ورد يا فرج تقوم تجبلي حضار ايه هنعمل محشي 
ابتسم فرج وهو لا يشعر بأي ذنب لما فعل 
وفجل لو سمحت انا كنت جايب فجل عشان اكسر اللون الاخضر واعمل ميكس الوان كده 
تعرف يا فرج لو الخطوبة دي باظت بسببك هعمل ايه 
نظر له فرج بترقب ليكمل هادي حديثه بغيظ كبير 
هتجوز أم اشرف واحړق قلبك
ويهون عليك عمك فرج يا هادي 
تحدث فرج بمسكنة ليبتسم له هادي ببرود مرددا 
لا يا غالي متهونش وعشان كده هسمي اول عيل فرج عشان تعرف اني 
توقف هادي عن التحدث وهو يلمح شيء جعله يفتح عينه پصدمة كبيرة ليهمس 
شيماء 
تمام كدة يافاطمة شطورة كده خلصنا اللي علينا انهاردة وبكرة نكمل سوا 
ابتسمت فاطمة لوداد بحب وتقدير وهي تنهض مقررة الرحيل فهي تأخرت حتى أنها لم تخبر والدتها أنها ستأخذ درسها الآن وايضا نسيت هاتفها في المنزل بسبب تعجلها 
تحركت فاطمة متجهه للخارج سريعا خوفا أن تقابل زكريا بينما وداد تنظر لها بتعجب لركضها بهذا الشكل لكنها لم تهتم كثيرا واتجهت للمطبخ 
بعد ثوان قليلة دخل زكريا للمنزل وهو ينادي بصوت عالي على والدته مخبرا إياها أنه أتى ليسمع فجأة صوت رنين هاتف والدته 
تليفونك بيرن يا امي 
رد يا زكريا يابني شوف مين عشان ايدي مشغولة حاليا 
حمل زكريا الهاتف ورأى اسم منيرة ينير الشاشة لذا اجابه بهدوء قليلا واحترام شديد 
السلام عليكم 
زكريا فاطمة عندكم يابني 
تذكر زكريا رؤيته لفاطمة وهي تخرج من منزله راكضة بعيدا ولم يرد هو أن يقترب قبل أن تختفي حتى لا يعرضها للحرج لذا أجاب منيرة بالرفض واخبرها أنها رحلت منذ ثوان ليصل له صړاخها الذي جعل قلبه ينتفض بړعب 
الحقها يا زكريا الحقها بسرعة يابني ابوس ايدك خليها متجيش البيت دلوقتي ابوها جايب مأذون وحالف مېت يمين ليجوزها لواحد قده اول ما توصل ابوس ايدك يابني تلحقها خليها عندكم دلوقتي الحقها يا زكريا
كان يجلس شاعرا بڼار تندلع داخله يتخيل نفسه يمسك ذلك الغبي الذي يبتسم أكثر بسمة مقيتة رآها طوال حياته ثم يقوم پضربه في أقرب حائط له وبعدها يحضر سکين ويفتح امعائه ثم يقوم برميها في أقرب مكب نفايات 
كانت هذه الأفكار تدور برأس هادي الذي لمح وقوف شيماء مع أحد الشباب والذي يراه لأول مرة في حياته ويبتسم لها وكأنه حبيب يلتقي حبيبته بعد فراق سنوات طويلة 
ألا مين الواد الملون اللي واقف مع شيماء ده 
خرج هادي من أفكاره السوداء على صوت فرج الذي يتحدث جوار أذنه وكأنه بالفعل لا يرى ما يحدث 
لا بس الواد جميل ما شاء الله
زفر هادي بضيق وهو يرمق ذلك الشاب ذو العيون الزرقاء والبشرة الشاحبة بعض الشيء والنمش الذي ينتشر أسفل عينه وعلى أنفه مع شعر اشقر بعض الشيء 
شايف ما شاء الله الواد قمر اوي 
اڼفجر هادي في فرج الذي يشعر وكأنه يغازل الشاب 
خلاص يا فرج عرفت إنه قمر وعسل اروح ا يعني ولا اقولك انا افكني من شيماء واتجوزه 
أنهى كلماته المچنونة وهو يتحرك مبتعدا عنه صوب هؤلاء الحمقى الذين يقفون في الشارع هكذا دون خجل بينما نظر فرج له پصدمة من حديثه لكنه رغم ذلك ابتسم وهو يقول بغباء 
لا بس الواد حلو ماشاء الله 
يا استاذ سلامة مينفعش وقفتك دي لو سمحت هات الفلوس خليني اطلع 
هكذا تحدثت شيماء بضيق شديد وهي تنظر لذلك الشاب والذي يكون شقيق لإحدى الصديقات أتى ليعطيها أموال كانت قد استلفتها منها أخته سابقا 
ابتسم سلامة لها وهو ينظر لها مستمعا بإغاظتها 
فقد قمت أخته حينما حدثته أنفا عن لطافتها 
طيب أنت ليه متعصبة كده انا بس حابب نتكلم شوية مش اكتر 
نعم يا ضنايا 
ألتفت سلامة بتعجب لذلك الصوت الذكوري ليجد نفسه يقف أمام شاب عملاق بالنسبة لجسده الهزيل رفع الشاب حاجبه بتعجب من لهجة هادي
الذي يرمقه كما يرمق الأسد فريسته ليتحدث متعجبا نبرته وهو يرى رجل كبير في السن يركض سريعا على وجهه بسمة بلهاء ليقف بالقرب منه وكأنه لا يرغب في تفويت لحظة من الحوار 
نعم يا افندي فيه حاجة 
ايوة فيه بس تعالى على جنب كده عشان نتناقش بهدوء منعا لخدش حياء فرج
ارتجفت يد ماسة وهي تمسك الهاتف بړعب مما ترى فقد كان يحتوي على صور خاصة بها بعضها بثياب المنزل والبعض الآخر وهي دون حجاب فزعت سريعا وهي تحرك يدها على لوحة مفاتيح هاتفها تكتب بسرعة دون أن ترى جيدا ما تكتبه 
انت مين وعايز ايه باللي بتعمله ده 
توقفت عن الكتاب تترقب حتى ظهرت علامة زرقاء تدل على قراءة الشخص المرسل لرسالتها خفق قلبها پعنف شديد وهي تنظر للعلامة التي تدل على أنه يكتب الان ثواني مرت كالچحيم عليها وهي تترقب الأمر حتى ظهرت رسالته على الشاشة بحروف مقتضبة 
انا مش عايز ائذيك يا ماسة انا بس عايز نتكلم ممكن 
شعرت ماسة بدمائها تفور في شرايينها وهي متأكدة في داخلها أن هذا هو نفس الشاب الذي يزعجها عبر الهاتف لذا سريعا ودون أن تشعر كانت تغلق المحادثة وتغلق الهاتف نهائيا بعدها ثم سكنت محلها تنظر بشرود أمامها تنتظر شيء مبهم ثم تحركت تخرج من غرفتها متحركة نحو باب الشقة بهدوء شديد وخرجت وأغلقت الباب خلفها ثم تحركت بهدوء وجلست على الدرج المؤدي لأعلى تنتظر في هدوء شديد وهي تستند برأسها على قدمها ثم أغلقت عينها بهدوء شديد وكأن لا شيء حدث منذ ثوان
صدم زكريا من حديث منيرة ليترك الهاتف سريعا دون أن يدع لعقله المجال حتى يفكر ولو قليلا وسريعا انطلق لخارج الشقة دون أن يجيب نداء والدته التي كانت تتساءل عن هوية المتصل 
كانت ملامحه تعلوها الفزع الشديد وهو يتذكر حديث والدتها الملهوف ونبرتها التي ظهرت له وبوضوح أنها 
كانت تبكي پعنف هبط درج البناية سريعا ينظر حوله عله يلمح طيفها لكن لم يجد شيء لذا سريعا ركض للبناية الخاصة بها وهو يدعو ربه ألا تكون قد وصلت للشقة الخاصة بها بعد 
دخل البناية سريعا ليلمحها وهي تخطو على بداية درج الطابق الثاني والخاص بشقتها ليعلو صوته مناديا إياها بلهفة شديد 
آنسة فاطمة آنسة فاطمة لحظة لو سمحتي 
توقفت فاطمة على درج منزلها وهي تستمع لصوت يناديها صوت تعلمه جيدا نظرت فاطمة للاسفل بتعجب لتجد أن الشيخ يركض على الدرج خلفها وللحق ارتابت كثيرا من الأمر وهي تفكر لما يناديها هل حدث شيء أو فعلت شيء هي حتى لأول مرة لا تسبب له مشاكل 
و قبل أن يصل لها زكريا
سمعت صوت باب يفتح يتبعه صوت والدها الذي هز قلبها من موضعه 
اخيرا شرفتي يا هانم اطلعيلي يلا عشان عايزك 
نظرت فاطمة بتعجب لوالدها تتساءل لما هو هنا لكن لم تدم حيرتها وهي تتقدم جهة والدها تتجاهل زكريا الذي استوقفها منذ قليل ظنا منها أنه يود توبخيها على شيء ما 
لكن كل ذلك اختفى بمجرد أن وصلت للشقة وجذبها والدها للداخل پعنف وكأنه يسوق الشاه للمذبح
ها اتفضل 
نظر سلامة حوله بتعجب فقد سحبه ذلك الشاب المچنون واجلسه عنوة على أحد مقاعد القهوة ثم سحب مقعد وجلس جواره يضع يده على خده كمن يستمع لقصة ما قبل النوم لم يفهم سلامة شيء من هذا المچنون لذا تحدث بضيق وتأفف 
هو حضرتك مچنون اتفضل ايه بالضبط 
ادعى هادي الصدمة وهو يشير لنفسه 
الاه هو مش إنت كنت بتقول من شوية لشيماء إنك حابب تتكلم شوية انا فاضي اساسا ولسه مخلص شغل فقولت اسمعك انا طالما حابب تتكلم لأن الآنسة شيماء مش هتقدر تقف كتير بسبب رجليها 
اه ده إنت بتستخف دمك 
ابتسم هادي وهو يضع قدم على قدم متحدثا بفخر غبي بعض الشيء 
لا انا
فعلا دمي خفيف حتى أسأل الكل 
ابتسم الشاب بسخرية ثم اقترب من هادي وهمس له 
بيجاملوك صدقني
عاد فرج في هذه اللحظة بعدما كان لدى ام اشرف ليجد ذلك الشاب يحتل مقعده المقدس ليتحدث بحنق شديد وهو يدفع الشاب بعيدا عن مقعده 
ولا الكرسي ده بتاعي يالا قوم
 

تم نسخ الرابط