رواية شيخ في محراب قلبي (كاملة حتى آخر الفصل الاخير) بقلم رحمة نبيل
المحتويات
الفراش الخاص لفاطمة وهي تفرد كلا ذراعيها فاتحة فمها بشكل مثير للضحك أشار رشدي لها وهو يرفع حاجبه
هي دي اللي تعبانة وپتموت
نظرت فاطمة لوضع ماسة مبتسمة بغباء
ربك هو الشافي يا بني شوف سبحان الله مسافة ما جيت كانت بقت زي القرد اهي
اطلق رشدي ضحكة ساخرة وهو يمسح وجهه مستمعا لحديث فاطمة التي تنحنحت بحرج تحديثها وتدخلها بينهما
يا رشدي يا حيوان
توقف فاطمة عن حديثها بسبب تمتمات ماسة أثناء نومها وهي تسب رشدي ابتسم رشدي بعدم تصديق مشيرا لها و كإنه يقول أهذه هي المتعبة نفسيا
شوف سبحان الله ربك شفى تعبها النفسي برضو
ھقتلك واطلع عينك
كانت هذه همسة ماسة التي كانت تسبح في نوم عميق غير واعية لما يحدث حولها ضحك رشدي بسخرية وهو يشير لها
مين دي اللي مريضة وتعالى خدها انا قولت هاجي الاقي البنت بتودع وعمال اجلد في نفسي وانا جاي دي عايزة تقتلني بتخطط لقتلي وهي نايمة
ايه ده صوت زكريا ده هروح اشوفه عايز ايه خد راحتك
انهت حديثها وهي تخرج تاركة رشدي يرمق ماسة بسخرية ثم اتجه وسحبها من على الفراش لاحضانه يضمها بحب رغم كل شيء مقبلا جبهتها بعشق هامسا
انا فعلا حيوان عشان زعلتك يا ماستي حقك عليا
أنت يابنتي روحتي فين
مخليني تخينة صح
نظرت فاطمة جيدا لشيماء وهي تهز رأسها برفض تام
مخليك قمر يا روحي بعدين يا شيماء أنت مش تخينة الدرجة اللي تخليك متعقدة من نفسك
لوت شيماء شفتيها بضيق وهي تهمس
انا بس عايزة ابقى حلوة عايز اخلي هادي يشوفني حلوة
وهو هادي كانت اشتكى ليك من ح
توقفت ماسة عن الحديث وهي تستمع لصوت خلفها تعرفه جيدا وتمقته وبشدة استدارت سريعا وهي تنظر لتلك الفتاة التي ابتسمت بخبث شديد
اوووه شوفوا مين هنا ماسة البلطجية رد السجون
تحولت ملامح ماسة كليا فأصبحت كما لو أنها مچرمة خطېرة وهي تعود للخلف بتحفز متحدثة ببرود شديد
احمرت عين مليكة پغضب شديد وهي تدرك أن ماسة تقصد تلك البقع في جلدها والتي نتجت عن بعض اللكمات والضړبات التي تلقتها منها أثناء المؤتمر فهي واحدة من الأربعة فتيات اللواتي قامت ماسة بضربهن أثناء المؤتمر
طول عمري كنت بقول عليك حقېرة ولا تمتي للرقي بصلة وفعلا يوم عن يوم بتثبتيلي ده
ابتسمت ماسة وهي تقول بحنق شديد
خليني بقى أأكدلك ده
وعقبت حديثها بصڤعة رن صداها في أرجاء المحل كله جعلت مليكة تشهق بفزع شديد وهي تضع يدها على خدها ولم تكد تبادر برد
تلك اللطمة حتى وجدت ماسة تنقض عليها پعنف شديد استجمع جميع رواد المحل حولهما محاولين أبعادهمها عن بعضهما البعض
خرج من غرفته وقد ابدل ثيابه لثياب منزلية مريحة وقد قرر الذهاب وتحضير بعض الطعام له ولبثينة لكنه تفاجئ من وجود بثينة تجلس على أحد الارائك في البهو وهي مازالت ترتدي نفس ثيابها ليتحرك صوبها بعدم فهم وهو يتحدث
أنت لسه قاعدة عندك مغيرتيش ليه
رفعت بثينة
عينها في وجهه وهي تتأمله للمرة الأولى ثم قالت وهي تهز كتفها ببرود شديد
يمكن عشان معرفش حاجة في البيت مثلا
نظر لها فرانسو بحرج فهو بسبب غضبه منها لعدم اعتراضها على تقبيل امرأة له نسي أن يرشدها للغرفة لذا تنحنح بحرج وهو يشير للغرفة التي خرج منها للتو
بعتذر دي الاوضة تقدري تدخلي تاخدي دش وتغيري لبسك اكون حضرتك الاك
هي مش دي الاوضة اللي انت لسه خارج منها
هز فرانسو بنعم على سؤالها ليستمع بعدها للجملة التي توقعها
وهو إنت مفكرنا متجوزين بجد عشان ننام في نفس الاوضة
ابتسم فرانسو و هو يقترب منها ثم انحنى على ركبتيه ليجلس أمامها في حركة مفاجئة لم تتوقعها ثم أمسك يدها وهو يتحسسها بأصبعه ناظرا لها ببسمة غريبة
بثينة هو أنت مفكراني متجوزك ليه
صمتت بثنية لا تفهم سؤاله ذلك فهو اوضح لها جيدا سبب زواجه منها ولذا لم تتحدث أو تجيبه ليكمل هو حديثه
انا مش متجوزك اقضي بيك غرض وبعدين كل واحد يروح لحال سبيله بثينة أنت مراتي بكل ما للكلمة من معنى وانا مش مخطط ان ده يتغير قريب ابدا
نهض تاركا إياها متجها صوب المطبخ متحدثا ببرود
انا وعدت هادي اني مش هقرب منك غير بعد ما نعمل الفرح فمتقلقيش مش انا اللي اخلف وعد قطعته لنفسي ابدا غيري لبسك اكون جهزت الاكل
أنهى حديثه تاركا إياها ترمق أثره بعدم فهم وهي كل يوم تكتشف به سر اخر وكأنها سقطت في بئر لا قاع له تنهدت وهي تمسح وجهها لا تعلم كيف ستكون أيامها القادمة لكنها تتوقع معركة حامية معه ومع تلك النساء التي تحوم حوله والأهم مع نفسها التي بدأت تجهل تصرفاتها
كان يستمع لكل كلمة وهو يشعر بنيران تنشب في صدره ورغم ذلك لم يظهر على وجهه أي شيء بل استمر في الاستماع بكل برود حتى أنهى زكريا قص كل ما حدث مع الاحتفاظ ببعض التفاصيل له دون أن يخبرها لاحد فهو قص عليهم كيف تم الأمر ولم يتطرق لشيء آخر فقط الخيوط العريضة من القصة يقنع نفسه أنه حان الوقت لكشف بعض الخطوط لينفذ وعده لفاطمة
نظر رشدي لزكريا بحزن شديد يشعر پألم رفيقه وأي ألم هو فصديقه يعيش بجيحم حقا لا يمكنه تخيل حدوث ذلك مع ماسة يالله كان سيموت وقتها لكنه وللحق يحسد زكريا على ثباته ذلك غير عالما بداخله الذي ماټ منذ سماعه لما حدث
نهض هادي دون شعور متجها صوب زكريا ثم عانقه بشدة وهو يبكي على رفيقه وما تعرض له ويبكي فاطمة تلك الفتاة المسكينة التي تجرعت من الاوجاع ما يكفي ولأن فقط استوعب اڼهيار زكريا ذلك اليوم
كان هادي يبكي پعنف شديد وكأنه هو من وقع بتلك المشكلة وهو يقف جوار مقعد زكريا يضم رأسه بين ذراعيه هامسا له بۏجع
ليه يا زكريا ليه استحملت كل ده لوحدك
سقطت دموع زكريا بۏجع وهو يمسك ذراع هادي الذي يحيطه متحدثا بكسره وقهر
عايزني اقول ايه يا هادي اقول إن شوية عيال لا يمتوا للبشر بصلة اعتدوا ع
لم يستطع زكريا اكمال كلمته بسبب بكاءه الذي اڼفجر فيه وهو يشعر وكأنه قلبه يستغيث للتحرر من هذا الۏجع
نهض رشدي سريعا متجها لزكريا ثم جذبه في أحضانه هو وهادي هامسا بحنان يقاوم دموعه
حقها هيرجع يا زكريا والله ليرجع حتى لو كان آخر حاجة هعملها وبعدها استقيل هيرجع بأي طريقة بس انت متعيطش عشان خاطري
بكى زكريا اكثر في حضڼ رفيقه وكأنه يشكيه أحزانه
كان جمال يتابع كل شيء بملامح لا توحي بما في داخله ليهمس بعد صمت طويل منه
انا عارف فين الشخص التاني
خلاص خلصنا يا ماسة احمدي ربنا أنها مشيت وما اصرتش تعملك محضر والله العظيم المرة دي كان رشدي جاب اجلك فيها
انهت شيماء حديثها بغيظ شديد بعدما استطاعت بصعوبة أبعاد ماسة عن طريق الفتاة والخرج بها من المحل وها هم يجلسون في أحد المطاعم في ذلك المول الكبير
ارتشفت فاطمة بعضا من العصير أمامها ثم قالت بحنق
ربنا يعين رشدي على ما بلاه
نظرت ماسة لفاطمة
بشړ وما كادت تتحدث حتى لمحت بعينها أحد الأشخاص في محل يقع مقابل المطعم وهي تهمس بتعجب
فرج
رفعت شيماء رأسها بعدما كانت مندمجه في طعامها تقول بعدم فهم
فرج ايه اللي هيجيب فرج هنا
هزت ماسة رأسها بعدم معرفة وهي تشير للواجهه الزجاجية لأحد محلات الملابس
اهو هناك اهو
استدارت كلا من فاطمة وشيماء صوب ما تشير إليه ماسة ليجدن أن فرج يقف في أحد المحلات وهو يتحدث مع عاملة هناك
تحدثت فاطمة بعدم فهم
هو ايه اللي جاب فرج هنا
نهضت ماسة سريعا وهي تتحرك صوبه ضاحكة
معرفش تعالوا نشوف
نهضت شيماء تتبعها بفضول شديد وكذلك فاطمة تاركين الحقائب عند طاولتهم متجهين صوب المحل الذي يقف به فرج وبمجرد دخولهم سمعوا صوت فرج الحانق
لا حول ولا قوة إلا بالله يابنتي افهمي شوية بقولك عايز نفس الفستان بس مقاس اكبر شوية
زفرت عاملة المحل بضيق شديد وهي تجيبه بنفس الكلام للمرة الألف
يا فندم مينفعش اجيب كبير شوية كده بدون ما اعرف المقاس يعني حضرتك حدد المقاس بالضبط وانا اجيبه يعني large ولا Medium ولا small
بطاية
صدمت العاملة من حديث فرج ذلك العجوز الغريب
هو ايه اللي بطاية يا فندم عيب كده
تعجب فرج من حديثها
هو ايه اللي عيب أنت بتسألي عن مقاسها وانا بقولك هي بطاية كده
انطلقت ضحكات صاخبة من الخلف استدار على اثرها كلا من فرج والعاملة ليجدوا ثلاث فتيات تضحكن
ابتسم فرج بفرحة شديدة وهو يتجه صوبهن متحدثا بسعادة كبيرة
انتم هنا طب الحمدلله تعالوا ساعدوني لاحسن البنت دي مش بتفهم في حاجة أبدا
فتحت العاملة فمها پصدمة شديدة من حديثه
ابتسمت ماسة وهي تغمز له
هي مين دي اللي بطاية يا فرج وجاي تشتري ليها لبس ماركة كمان
ضحكت شيماء وهي تضيف بمزاح
يا رتني كنت خطبتك إنت يا فرج بدل هادي اللي اغلى حاجة جابها ليا كانت الخلاط بتاعهم وخده وهو مروح كمان
انطلقت ضحكات فاطمة بشدة وهي لا تستطيع تحمل ما يحدث لتسمع صوت فرج الذي بادر سريعا بالشرح
اصل انهاردة عيد ميلاد ام اشرف وجيت عشان اجبلها هدية بس البنت اللي هنا دي مش بتفهم
لو سمحت يا استاذ انا مسمحلكش
كان هذا صوت العاملة الحانقة من ذلك العجوز الوقح
تجاهلها فرج وهو يشرح لماسة كل ما يريد
بصي عايز اجبلها فستان حلو كده على ذوقك وأنت عارفة بقى ام اشرف
هاتيلها حاجة كده كيوت ورقيقة زيها
ضحكت ماسة وهي تشير للعاملة بالاقتراب لتصف لها ما تريد
بينما شيماء نظرت للمحل حولها بفضول لتقول وهي تشير خارج المحل
بطوط روحي هاتي الشنط من المطعم
وتعالي نشوف لبس هنا
لوت فاطمة شفتيها بحنق وهي تخرج متجهة صوب المطعم
خفي لبس شوية يا شيماء مش معقولة كل الهدوم دي
دخلت المطعم وهي تنظر للطاولة الخاصة بهن لتجدها فارغة من الحقائب نظرت حولها سريعا تبحث عنهم حتى وجدت نادل يتحرك من أمامها فاستوقفته بسرعة وهي تسأل مشيرة للطاولة الخاصة بهن
لو سمحت الترابيزة دي كان عليها شنط وحاجات
نظر لها النادل وهو يبتسم بعملية مشيرا لمكان الكاشير
ايوة يا فندم احنا دورنا عليكم بس ملقناش حد حضرتك هتلاقي الشنط عند الكاشير هناك
هزت فاطمة رأسها شاكرة إياه ثم تحركت حيث
متابعة القراءة