رواية شيخ في محراب قلبي (كاملة حتى آخر الفصل الاخير) بقلم رحمة نبيل

موقع أيام نيوز


استدارة زكريا وجد منيرة تقف أمامه ومازالت دموعها لم تنضب بعد وتحمل في عيونها نظرات كثيرة مختلطة استطاع فقط تمييز نظرة الامتنان له ليأتي له صوتها وهي تتحدث بهدوء 
انا عارفة انك ملكش ذنب في كل اللي بيحصل وانك انظلمت في الحوار ده كله بس 
صمتت قليلا تحاول ابتلاع غصتها ثم أكملت بنشيج بسبب البكاء 

بس إنت املي الوحيد عشان أنقذ بنتي من أيدهم لو المرة دي عرفت أخرجها من الموضوع المرة الجاية مش هعرف وفي مرة من المرات الكتير دي هلاقي نفسي بزف بنتي لشخص قد ابوها أو مدمن او غيره 
صدم زكريا من حديثها يتساءل داخله ما الذي يدفع تلك العائلة لمحاولة التخلص من ابنتهم بتلك الطريقة فهو للحق لا يرى بها عيب قد يدفعهم لذلك 
انتبهت منيرة لنظرات الحيرة التي تعلو وجهه لتبتسم في المقابل بسمة مقهورة مکسورة 
عارفة إنت بتفكر في ايه بس انا مليش الحق اني اقولك حاجة والوحيدة اللي ممكن تقولك هي فاطمة نفسها 
حسنا هي لم تفيده بشيء بل على العكس زادت حيرته بشكل كبير جدا فما هو الشيء الذي فعلته فاطمة وقد يدفع عائلتها لمحاولة التخلص منها بأي ثمن فهي لا تبدو من تلك الفتيات العابثات التي قد ترغب عائلتهن في التخلص منهن مخافة جلب العاړ الموضوع كبير وكبير جدا 
كل ما استطاع زكريا التفوه به في ذلك الأمر 
هو الموضوع ليه علاقة بالحالة اللي كانت فيها 
كان يقصد بحديثه تلك الحالة التي وجدها عليها سابقا حينما كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة ليصل له جوابه بإيماءة صغيرة من رأس منيرة وهي تضيف على حديثها السابق 
كل اللي اقدر
اقوله ليك إن الحالة دي بتيجي ليها لما تحس بزعل أو خوف وقتها كل اللي عليك تعمله إنك تطمنها بوجودك وأنها مش لوحدها قولها انك جنبها وهي شوية شوية هترجع لحالتها الطبيعية 
اه يا فاطمة كم سر تحملين 
مش فاهم يعني ايه نطب على الناس كده بدون مقدمات ونقولهم عايزين بنتكم لابني مفيش ډم خالص 
كان ذلك صوت لؤي الحانق وهو يسير جانب زوجته ورشدي وهادي 
نظر رشدي لهادي مخرجا من حنجرته صوتا ساخرا وهو يضيف على حديث لؤي 
يا عمي على الاقل رايحين بليل والناس قاعدة عادي بلبسها وانتم رايحين لابسين كويس غيركم استقبلوا العريس بالبيجامات والبوكسر 
هز هادي رأسه مدعيا الڠضب من تصرف زكريا مرددا 
إمبوسيبل ياربي مش معقولة كمية الوقاحة اللي في ابنك دي يا لؤي انت معرفتش تربي إمبوسيبل 
كان هادي يتحدث وهو يلوح بيده مغمضا عينه يعبر عن سخطه لتصرف رفيقه الوقح ذاك لا يعلم كيف اقدم زكريا على مثل هذا الفعل 
ضحك رشدي بغيظ وهو يقول رامقا هادي بحنق 
مش هو لوحده اللي متبرباش يا حبيبي 
لا لا أباظة متقولش كده اي نعم عم إبراهيم أيده فرطة وعايش مراهقة متأخرة بس متنكرش إنه رباك 
توقف رشدي ونظر بشړ لهادي الذي كانت الجدية تعلو ملامحه بشكل كبير ثم أكمل طريقه متمتما بحنق شديد على ذلك عديم الاحساس الذي يجاوره تحدث هادي وهو يلاحظ ضيق رفيقه الكبير ذاك 
مش فاهم إنت مضايق نفسك ليه عشان يعني جيت الصبح وانتم بالبيجامات وكان شكلكم عرة 
نظر له رشدي بشړ ليكمل هادي دون الاهتمام بنظراته 
متقلقش يا حبيب اخوك انا عارف انكم عيلة مهزقة فمش هتفرق معايا ولا تخليني اغير رأيي فيكم انا مش غريب برضو 
مد رشدي يده وفي ثواني كانت صڤعته تهبط على رقبة هادي من
الخلف متحدثا ببسمة مستفزة 
ولما احنا عيلة مهزقة جاي تتجوز من عندنا ليه 
كانت يده تصفع رقبة هادي ما بين كل كلمة والأخرى ليبعد هادي يده بغيظ شديد ثم وفجأة لكمه پعنف وهو يقول ببسمة 
عشان انا مهزق انا كمان وبحب اختك الهبلة 
مسح رشدي جانب فمه ليتأكد إن كان ڼزف أم لا من ضړبة ذلك الغبي وبعدها انطلق فجأة جهة هادي وهو يجذبه ناويا ضربه حتى يطلب الرحمة ذلك الأحمق يتحدث أمامه بكل وقاحة مخبرا إياه أنه يحب أخته وهادي كان يقف متحفزا له لولا صوت لؤي المتأفف من افعالهما الصبيانية 
الاستاذة المهزقين مش لازم كل الشارع يعرف انكم مهزقين ومتربتوش 
نظر الاثنان للؤي بحنق حتى تحدث رشدي بضيق 
يا عمي هو 
ولا كلمة قدامي منك ليه جاتكم البلا في صحوبيتكم الغبية دي 
نظر هادي بضيق لرشدي ثم تقدمه سريعا لينظر له رشدي بشړ وقام بالاسراع من سيره حتى يسبقه وخلفمها لؤي يضرب كفه بالآخر 
نظر هادي لرشدي ليجد أنه أصبح أمامه ليسرع هو من سيره أكثر حتى أصبح الأمر سباق بين الاثنين حتى منزل هادي وكان الاثنان يركضان في الشارع كالمجانين 
وصل هادي اولا لباب المنزل الذي يجاور منزله وهو يتنفس پعنف شديد جراء الركض حتى هنا وخلفه رشدي الذي كان على وشك الفوز في ذلك السباق الأحمق لولا أن هادي غشه وأخبره أنه رأى ماسة 
مد هادي يده ورن الجرس بسرعة وهو يبتسم بانتصار محركا حاجبيه لاستفزاز رشدي الذي تقدم ليقف جواره 
ثوان وفتح الباب ليقابلهم وجه امرأة ترمقهم من أعلى لاسفل بنظرات متأففة تزامنا مع وصول لؤي و وداد للمنزل 
نعم اتفضلوا عايزين مين 
اعتدل رشدي في وقفته ثم نظر باحترام للؤي الذي تقدمهم متحدثا بهدوء وتهذيب 
مساء الخير انا والد زكريا ودول اخواته 
عرف لؤي عن نفسه في انتظار أن تسمح لهم تلك السيدة بالدخول والتي لم تكن سوى نحمده التي تحركت بتأفف 
ايوة اتفضلوا 
نظر هادي لرشدي بغيظ شديد هامسا 
مالها الولية الحيزبونة دي 
هز رشدي كتفه بعدم فهم فهو بالطبع لاحظ ضيق وتأفف السيدة من رؤيتهم 
تحركت نحمده للداخل يتبعها الجميع بهدوء شديد ليجدوا الجميع يجلس في البهو بشكل يوحي أنهم في جنازة وليس عقد قرآن 
نظر هادي حيث يجلس زكريا بصمت شديد حتى أنه لم يشعر بدخولهم أو بنظرات والده الحاړقة التي وجهها له تحرك لؤي خلف نحمده وجلس على أحد المقاعد حينها شعر به زكريا الذي رفع نظره لوالديه بخجل شديد ونظرات الاسف تملء عينيه 
اشاحت وداد بنظرها للجهة الأخرى حيث منيرة تتجاهل ابنها فهي لا تود أن تظهر أمامه أنها تقبلت الأمر حتى وإن كانت سعيدة لاختياره فاطمة بعد أن كان عازفا عن الزواج لكن يكفيها أنه لم يكلف خاطره ويخبرهم 
تنحنح لؤي ليخرج من هذا الجو المشحون ثم نظر حيث يجلس مرسي الذي كان يدور بانظاره على وجوه الجميع بحنق شديد لصمتهم حتى قطع كل ذلك الصمت صوت لؤي وهو يقول بهدوء 
طبعا بعتذر من حضرتك على أننا طبينا عليكم كده بدون معاد ولا غيره بس زي ما انت عارف طيش شباب 
أنهى كلمته ببسمة يحاول بها إذابة الجليد 
بمجرد انتهاء لؤي من الحديث حتى نظر هادي لزكريا لاويا شفتيه بتهكم شديد كسيدة عجوز رأت فتاة ترتدي ثياب كاشفة كان ينظر لزكريا من أعلى لاسفل بحنق شديد وهو يهز رأسه بخيبة أمل وكأن زكريا قد خيب ظنه 
ابتسم رشدي بسخرية على حركات هادي ليس وكأنه قام بالأمر ذاته منذ يوم ثم أعاد نظره للؤي الذي أكمل حديثه 
فعشان كده خلينا أطلب الموضوع بشكل لائق انا يا استاذ يشرفني اني اطلب بنتك لابني على سنة الله ورسوله 
اهتز قلب زكريا ولا يعلم السبب لتلك الكلمة يا الله هو حتى كان يرى الزواج أمر بعيد جدا عنه لم يفكر يوما في الزواج أو في الفتاة التي يريدها زوجة وكأنه قد حذف ذلك الجزء من قاموسه والان جاء القدر وأهداه قاموسا جديدا صنع خصيصا لأجل تلك التي تختفي في غرفتها في الداخل 
ابتسم مرسي بسمة متسعة وهو ينظر لزكريا ثم للؤي مجددا وبعدها قال سريعا دون أن حاول حتى يخفي لهفته 
تمام نكتب الكتاب دلوقتي 
شعر لؤي بشيء خاطئ في الأمر هو حتى لم يخرج ابنته ليروها أو لتجلس مع زكريا كما يحدث حتى لم يعيشوا فترة تعارف ترجم لؤي قلقه وافكاره تلك على هيئة نظرات محتارة وجهها لزكريا الذي نظر ارضا بخجل من الجميع ثم قال بعد صمت قصير 
بعد اذنك يا بابا انا حابب بس اكتب على فاطمة عشان اقدر اتعامل معاها براحة وفي إطار شرعي 
إن كان يظن بهذه الكلمات أنه خدع والده فهو لن يخدع والدته بها ابدا التي نظرت له بشك وقد تأكدت أن شيئا ما حدث و لولا أنها تعلم جيدا من هو زكريا ابنها الذي تربى على يدها لكانت ظنت بالأمر الظنون
بهذه السهولة انتهت حكايتها باعها والدها بالمجان 
أيا ليته باعها بالرخيص كما يقال لا بل هو باعها
بالمجان وحط من قيمتها أمام الجميع ولولا حديث زكريا بالخارج أنه كان يود سابقا أن يتزوجها لكانت رفضت الأمر حتى لو قټلها والدها لكن ڼار زكريا ولا جنة ذلك العجوز الذي أحضره والده هي طامعة في كرمه أن يطلقها بعد فترة ويتركها لحال سبيلها 
أغمضت عينها بۏجع شديد وهي تضع رأسها على الفراش بتعب لتشعر فجأة بالباب يفتح ويدخل والدها وخلفه عمتها ثوان وصدح صوت والدها
حاملا الدفتر بيده 
قومي امضي 
رفعت فاطمة عينها لوالدها ولم تجب لتقترب عمتها منها وتجذبها پعنف جاعلة إياها تجلس مستقيمة على الفراش ثم وضعت القلم في يدها متمتمة بغيظ شديد 
مش فاهمة ھتموتي نفسك على ايه ده شاب وحليوة ماشا والله خسارة فيك اتنيلي امضي اخلصي 
رفعت فاطمة عينها التي امتلئت دموع وهي تنظر لعمتها بۏجع شديد وقد ذكرتها بذكرياتها السوداء لتمضي بأصابع ترتعش وسمعت صوت والدها يخبرها أن تضع حجاب حتى يدخل الشهود لأخذ موافقتها 
فعلت فاطمة ما طلب والدها ودخل كلا من رشدي وهادي ليستمعوا لموافقة العروس التي شردت قليلا في نقطة بعيدة حتى خرج صوتها وكأنه يأتي من بئر سحيق 
موافقة
ماسة 
رفعت ماسة رأسها باعياء من على وسادتها وهي تستمع لصوت شيماء المنادي لكنها شعرت وكأنه شاحنة قد مرت عليها جاعلة من جسدها يأن ۏجعا بمجرد تحريك اصبع 
فزعت شيماء من مظهر ماسة لتركض لها وهي تتحدث بړعب شديد عليها 
ماسة مالك كده 
بكت ماسة بۏجع وهي تنظر لشيماء برؤية مشوشة 
ھموت يا شيماء حاسة إن فيه عربية عدت عليا 
ابتلعت شيماء ريقها بړعب شديد ثم اخرجت هاتفها بسرعة تحاول الاتصال برشدي
لكن كان هاتفه مغلق لذا خرجت سريعا من الغرفة وهي تصرخ باسم والدها 
بابا يابابا تعالى بسرعة ماسة تعبانة اوي 
خرج ابراهيم من الغرفة سريعا بړعب بسبب نداء ابنته وهو ينظر لها بفزع شديد لحديثها ثم ركض جهة الغرفة ليجد وجه ماسة قد احمر بشدة وعيونها تذرف الدموع بلا توقف وتأوهاتها تملء المكان كله 
يا ستار يارب مالك يا ماسة يابنتي حصل ايه 
رفعت ماسة عينها بتعب شديد لابراهيم وهي تحاول التحدث لكن لا شيء فقط تحرك شفتيها بصعوبة شديدة 
حملها ابراهيم سريعا وهو يحدق بشيماء التي تبكي
 

تم نسخ الرابط