رواية شيخ في محراب قلبي (كاملة حتى آخر الفصل الاخير) بقلم رحمة نبيل
المحتويات
دي حكايتي كلها بس بيني وبينك انا اساسا من صغري كنت طفل اهبل شوية عشان كده ب
توقف فرانسو عن الحديث وهو يرى بثينة جانبه قد غطت في نوم عميق أو هذا ما تدعيه هي بمهارة لكن ليست عليه فحركة اجفانها انبئته جيدا بكذبتها لذا ابتسم بخبث وهو يقترب منها أكثر هامسا بنبرة هزت كيانها كله
اه لو تعلمين مقدار الخړاب الذي تحدثيه بقلبي يا مليحة
ابتسم فرانسو على كل تلك الصراعات التي تطغى على ملامحها ليبتعد عنها قليلا بعدما طبع قبلة خفيفة على خدها مربتا على رأسها بحنان شديد ثم سحب الغطاء عليهم جيدا ونام جوارها لتمر دقائق من الصمت وانتظمت انفاسهما دلالة على سقوط الاثنين في النوم لكن قاطع كل هذا صوتها الذي صدح في الغرفة بسؤال لطالما أرق مضجعها
اممممممم
اعتدلت بثينة في نومتها لتقابل وجهه بعدما فتح عينه ينتظر ذلك الشيء الذي جعلها تتخلى فجأة عن ادعائها
مش انت دكتور نفسي
هز فرانسو رأسه ببطء ينظر لها جيدا يحاول أن يستشف منها ما تريده لتكمل هي بنبرة إصابته في مقټل
طب هو انا مريضة نفسية يعني انت عارف كل حاجة عني تقريبا فهل كده انا مريضة
اه يا بثينة
يعني انا مچنونة
وهو الشخص اللي محتاج علاج نفسي يبقى مچنون
سقطت دموع بثينة پعنف وهي تخبره
انا مش عايزة ابقى مچنونة يا فرانسو ومش عايزة ابقى كده
مش عايزة ابقى كده كده انا انا مش عارفة انا فيا ايه بس بس انا مش مستريحة مش عارفة اعيش طبيعي وابقى
صمتت قليلا وهي تذرف المزيد من الدموع ثم تساءلت بنبرة مقهورة
انت فاهمني صح
هز فرانسو رأسه وهو يراقب صراعها ذلك يدرك جيدا أن هذا بداية اڼهيار كبير اڼهيار سيكسر قشرتها التي جاهدت دائما لبناءها
كان رجاء أكثر منه سؤال لتسارع هي بهز رأسها وهي تنهض وتجلس على الفراش مشيرة له بيدها
اناانا مش عارفة فيه ايه بس انا انا بضايق لما اشوف حد سعيد وانا لا ووكمان مش بحب حد ياخد حاجة انا اتحرمت منها انا انا وحشة اوي وانا عارفة كده كويس بس مش بقدر اسيطر على تفكيري مش بقدر ااااا
انا انا الشريرة في كل القصص يا فرانسو عمري ما كنت في مرة البطلة طول عمري ببقى الشريرة وانا مش سعيدة لمدة ومش عايزة ابقى كده انا بس تعرف اني طول عمري كنت بتعاطف مع الأشرار في الأفلام بحس انهم كانوا يستحقوا فرصة البطل يعني ليه ميبقوش هما ابطال اصل لو هما اخدوا نفس الفرص اللي أخدها الابطال مش كان ممكن يكونوا ابطال
كانت تتحدث عدة أحاديث غير مرتبة ولا مرتبطة ببعضها فقط تخرج كل ما بداخلها تحاول إفراغ كل ما بعقلها دفعة واحدة دون أن تصيغ حديثها بشكل منظم
ابتسم فرانسو وهو يتحدث بهدوء شديد لها
تعرفي اني انا كمان بفكر كده
نظرت له بتعجب من بين دموعها ليكمل هو ببسمة
دايما بفكر يا ترى لو الشرير ده كان في ظروف تانية مع ناس تانية كان هيبقى برضو شرير ولا هيكون كويس ويصنع قصته الخاصة ويكون هو بطلها
نظرت له قليلا لا تفهم مقصده ليتحدث هو بعملية شديد حاول صبغها بالحنان
لو أنت كنت في ظروف تانية ومع ناس تانية هل كان ممكن تعملي كل اللي عملتيه ده أو لو مثلا كان والدك عايش أو ليك اخ يعرف يوجهك كويس كان ممكن تعملي كل اللي عمليته ده
انا ممكن يعني مش عارفة مش عارفة
ابتسم فرانسو وقد أدرك جيدا ما تعاني منه زوجته وعلم كيف يعالجها من ذلك الذي تعاني منه فهو في حياته قابل العديد من المجرمين الذين عانوا من نفس ما تعاني منه لكن في حالتهم هم تطور الأمر أكثر وأكثر حتى وصل لارتكابهم جرائم بشعة وهذا ما كانت بثينة بصدد فعله إن لم تعالج وفي اسرع وقت
تحبي اساعدك نساعد بعض ونكتب قصتك وتكوني أنت البطلة اللي فيها
رفعت بثينة نظرها بعدم فهم له وهي تتساءل
هو ينفع
ابتسم لها فرانسو بسمة واسعة أكثر وهو يسحبها مقربا إياها منه ثم تسطح وهو ما زال يضمها أكثر يجيبها بحنان
اممم ينفع اوي ومن بكرة هنبدأ الفصل الاول في حكاية من بطولة بثينة وفرانسو
نعم
كانت كلمة واحدة أجاب بها هادي على طلب شيماء الغبي لترتعد شيماء من الجانب الآخر
بقولك عايزة أطلق
تمام يا فندم اي حاجة تانية يعني طحينة زيادة أو كاتشب
نظرت ماسة للهاتف بحنق شديد وهي تعلم أنه يسخر هامسة
مش قولتلك متجوزين عربجية اهو قلب ابو عمار السوري اهو
نظرت شيماء للهاتف بحنق تكره سخرية هادي منها
هادي إنت بتتريق
وصلتها ضحكته عبر الأسلاك لتبتسم بغباء شديد جعل ماسة ټضرب كف بكف
متخلفة والله العظيم متخلفة وهتبوظ اللعبة
صدح صوت هادي مجددا وهو يتحدث بنبرة عادية
شيماء يا حبيبتي
نعم
نعم الله عليك يا قلبي روحي نامي وانا الصبح هجبلك شكولاتة ماشي
سارعت شيماء بالإجابة بلهفة كبيرة
وجيلي كولا
أنهت حديثها لتتلقى ضړبة عڼيفة على رقبتها من الخلف من يد ماسة التي
عنفتها بغيظ شديد
بقرة حلوب اقول ايه يعني وأنت فيك كل العبر
نظرت لها شيماء بعدم فهم وهي تقول پألم من الضړبة
ايه فيه ايه ايه
لم تجب ماسة عليها ليصدح صوت رشدي من الهاتف
ماشي يا ماسة بقيتي شغالة مأذون وماشية تطلقي في خلق الله بس لما اشوفك عشان حسابك تقل اوي وقولي للهبلة اللي جنبك دي هي كمان حسابها معايا عشان تبقى تسمع العبط ده تاني
أنهى حديثه وهو يغلق الهاتف بغيظ وأعطاه مجددا لهادي لتصدح ضحكات جمال في المكان عليهم جميعا بينما رشدي يتمتم بغيظ وزكريا يبتسم براحة أن ما حدث مجرد مزاح سخيف من ماسة
وليس أن فاطمة قد تعرضت لما احزنها
في صباح يوم جديد وبعدما انتهى الشباب من الاتفاق على كل شيء يخص أمر مصطفى وصديقه عاد كل واحد منهما لمنزله
كان يسير في ممرات المدرسة وهو يحمل حقيبته ينظر كل ثانية لساعة يده حامدا ربه أنه الآن لا يملك أي فصول ليدرسها حتى ينتهى مما أجله كثيرا
توقف أمام أحد الفصول يعدل من هيئته ثم طرق الباب ليسمع صوت زميل له يأذن له بالدخول أطل زكريا برأسه وهو يبتسم بسمته المعروفة
معذرة لو عطلت الحصة بس ممكن استأذن حضرتك في اميمة
نظر له المعلم الواقف وهو يشير له بمعنى لا بأس ليبتسم له زكريا ثم أدار رأسه يبحث عنها بعينه حتى رآها تكاد تسقط ارضا بملامح باهتة مشيرا لها برأسه أن تلحق به
اميمة ورايا على غرفة المعلمين اذا سمحتي
أنهى حديثه وهو يستدير شاكرا المعلم زميله ثم بعدها رحل بخطوات هادئة صوب غرفة المعلمين والتي لم يكن بها سوى معلمة كبيرة في السن قليلا وايضا معلم اخر وكلا منهما يجلس على مكتبه ينكب على الكتب أسفل
يده غير منتبهين له وهو كان شاكرا لهذا في الحقيقة ثوان و رأى اميمة تتحرك بخطوات بطيئة صوب مقعده وهي ترتعش بشكل جعله يشفق عليها أشار بيده صوب مقعد خشبي يقبع جوار النافذة
هاتيه يا اميمة وتعالي اقعد قدامي هنا
ابتلعت اميمة ريقها بړعب شديد ثم تحركت بخطى شعرت أنها تخطوها للچحيم حملت المقعد بأيدي مرتعشة وبعدها وضعته حيث أشار ثم جلست عليه ولم تكد تلتقط انفاسها حتى عاجلها زكريا بحديثه
أنت اللي حطيتي الظرف في قميصي اليوم إياه صح
خرجت من غرفتها وهي تتثائب بنعاس شديد لتتفاجئ به يقف جوار باب غرفتها وهو يربع ذراعيه لصدره مبتسما بسخرية كبيرة
صباح الخير يا قمر
فزعت ماسة من وقوفه بهذا الشكل أمام غرفتها لتبتعد للخلف قليلا وهي تلمح تلك النظرة في عينيه ويده التي تحركت ببطء صوب حزامه
صباح النور يا رشدي يا حبيبي خير يعني مروحتش الشغل ليه
ابتسم رشدي وقد انتهى من فك حزامه وهو ينزعه مرددا على مسامعها
لا ما هو انا بدلت مع زميلي ومسكت شيفت مسائي عشان اقدر اخلص شوية حاجات كدة متأجلة
ابتلعت ماسة ريقها وهي تنظر حولها تحاول البحث عن أحد تستنجد به لكن قبل أن تعثر على أحد كان رشدي يدفعها للغرفة التي خرجت منها للتو مجددا ثم اغلق الباب خلفه ناظرا إليها پغضب چحيمي وهو يلف الحزام على يده بشكل آثار فزعها
ايه بتعمل ايه والله اصوت والم الناس واقولهم عايز يمارس عڼف أسري عليا
ابتسم رشدي بسخرية ثم اقترب اكثر وهو يهتف
وماله صړخي يا ماسة تحبي اصړخ معاك
اړتعبت ماسة أكثر وقد شعرت بجدية الأمر وهي من ظنته يمزح معها فقط
انت هتضربني بجد يارشدي
ابتسم رشدي وهو يهز رأسه لها بحركة عادية لا مبالية وكأنه لا يهتم لها أو لاي شيء
على فكرة أنا كنت بهزر بس والله كل ده عشان اتبليت ده انا بس كنت بنعشك أثناء الحړب عشان لقيتك كده بتنام وانت بتضربهم فقولت يابت يا ماسة اديله دوش كده يفوقه و
توقفت عن الحديث بسبب اصطدامها بالفراش خلفها لتبكي بړعب شديد وهي تراه يرمقها بنظرة مخيفة
خلاص يا رشدي انا اسفة مش هعمل كده تاني خلاص
و رغم كل الڠضب الذي يعتريه إلا أنه وللمرة التي لا يعلم عددها يضعف أمام رجائها ودموعها بالإضافة أنه لم يكن ينوي ضربها ابدا ولن يفعلها ابدا فليس هو من يرفع يده على نساء بيته أو اي نساء عامة هو فقط أراد اخافتها
ورغم لينه إلا أنه تحدث بنبرة حادة بعض الشيء حتى يعلمها ألا تتجاوز حدودها مجددا
اللي حصل يا ماسة لو اتكرر هيكون فيه رد فعل وحش مني وأنت عارفة قلبتي أنت مش صغيرة عشان تصرفاتك دي سامعة
هزت رأسها بسرعة وهي تمسح دموعها التي تتجدد باستمرار
سامعة والله سامعة انا اسفة يارشدي اوعدك والله ما هعمل اي تصرف غبي زي ده تاني و
قاطع حديثها صوت رنين هاتف رشدي لينتزعه من ثيابه وينظر به ثوان وانقلبت ملامحه للسواد ثم أشار لها متحدثا بعجلة
تمام يا ماسة كلامنا لسه مخلصش لما ارجع هنكمل
نظرت
متابعة القراءة