رواية شيخ في محراب قلبي (كاملة حتى آخر الفصل الاخير) بقلم رحمة نبيل
المحتويات
الجميل وال
توقفت فاطمة عن التفكير وهي تصرخ يفزع متراجعة للخلف وضړبات قلبها علت بشكل مخيف تهتف پصدمة
يا اخي الله يعمر بيتك رعبتني يا ستار يارب
التوى فم هادي بحنق شديد
ليه شوفتي عفريت ولا ايه
تجاهلته فاطمة وهي تتجه للاعلى بعدما أفسح لها هادي الدرج ليسمع صوتها وهي تردد بنبرة منخفضة
أنهت حديثها وهي تصعد سريعا ليبتسم هادي باتساع وهو يهبط بخطى مسرعة متجها صوب منزله يمني نفسه بلحظات جميلة رفقة دبدوبته الحبيبة
ايه عجبك الفطار
أنهى فرانسو كلماته بعيون لامعة في انتظار ردها لترفع بثينة عينها له وهي تبتلع اخر لقيمات المخبوزات التي أحضرها لها وهي تقول بجدية مصطنعة
انمحت بسمة فرانسو بتعجب وهو يهتف
باتيه ماشي ما علينا ايه رأيك في الأجواء الرومانسية دي
نظرت بثينة حولها بأعين متفحصة ثم أعادت نظرها له وهي تقول بحيادية
عادي يعني مش رومانسي اوي
انهدلت اكتاف فرانسو وهو يصف ما حوله بسخرية
مش رومانسي يعني مطر في باريس وريحة المخبوزات والجو ده كله مش عامل اي جو معاك مفيش اي ډم خالص
هو فيه ايه من الصبح عمال تتكلم كلام غريب ورومانسية وقصص وحوارات هو انت ناسي احنا اتجوزنا ازاي يا ابو باسم
استشف فرانسو سخريتها بوضوح ليفتح فمه بغية الإجابة عليها لكن قاطع ذلك خروج أحد العاملين من المحل ليقف جوارها وهو يقول بحروف منمقة بعض الشيء وبسمة مستفزة مصطنعة
احمرت عين فرانسو پغضب شديد وهو يعتدل في جلسته بتحفز مجيبا
عفوا يا سيدي لعلي اخطئت السمع منذ قليل هل طلبت منا الرحيل منذ قليل
لم تفهم بثينة شيئا من حديثهما لكن تلك النظرات المحتدة والنبرات الشرسة انبئتها بخطۏرة الأمر وازداد شعورها ذلك حينما نهض فرانسو پعنف شديد مسقطا مقعده ارضا وهو ېصرخ بكلمات لم تفهمه ممسكا بثياب العامل وكأنه على وشك خنقه
ماذا قلت هل أسأت لزوجتي للتو يا هذا
ليه بتقولي كده يا ماسة انا عملت حاجة تبينلك كدة
ياريتك عملت يا رشدي المشكلة انك معملتش مبقتش مهتم بيا ولا بقيت لتظهر حبك زي زمان
ابعدها رشدي عنه قليلا وهو يهتف بكلمات كارثية يحاول إدخالها لذلك العقل الغبي
ضړبته ماسة في صدره فجأة فسقط على الفراش بسبب تفاجئه من حركاتها
الكلام ده يا عنيا هو اللي كان لازم اقوله من زمان بصراحة كده يا رشدي إنت بقى استعمالك صعب
احتدت عين
رشدي وهو يعتدل جالسا على ركبتيه مثلها يصيح مقابلا لها
وده من ايه يا عنيا اكيد من سوء الاستخدام يا ختي
أنهى حديثه وهو يدفعها كما فعلت هي منذ قليل معها مسقطا إياها ارضا
بعدين يا حبيبتي مش عجبك اضربي راسك في الحيطة
نهضت ماسة من الأرض بحنق شديد وهي تصرخ به
وليه ما انا ارجع المنتج احسن
ابتسم رشدي وهو يقترب من حافة الفراش ثم اقترب اكثر منها هامسا
يرضيك ترجعيني يا ماسة
كټفت ماسة ذراعيها عند صدرها بحنق شديد وهي تنظر الجهة الأخرى بعيدا عنه ليكمل هو
بعدين لما ارجع هبقى مستعمل وهضطر وقتها اقبل باي واحدة
صمت قليلا ثم قال وهي يدعي استحسانه للفكرة
تصدقي فكرة اظن أن أي مستهلك مقارنة بيك هيكون نعمة خلاص يا ماستي رجعيني وسيبيني لي حال سبيلي ومتقلقيش عليا انا هعرف الاقي مشتري كويس
احتدت عين ماسة وهي تجذبه من ثيابه هامسة بشړ
جرا ايه يا رشدي يا حبيبي انت بقيت تخبط في الحلل كتير الايام دي ليه بعدين ايه يشتري دي
بحبك يا ماسة ولو في وقت كنت اهملتك فتأكدي إنه ڠصب عني اقسم بالله ما في اغلى منك عندي
حسنا هو للحق فاجئها بالأمر فهي كانت تتحدث معه وفي وسط الشجار يصرح بتلك الكلمات التي كان لها وقع الماء على جمرات مشټعلة مطفئه إياها مما جعل بسمتها ترتسم على وجهها وهي تردد بحب كبير
يا أباظة حتى لو زعلت منك هتفضل أباظة اللي مليش غيره في الدنيا
ابتسم رشدي وهو يفتح ذراعيه لها لتنقض هي فجأة مسقطة إياه پعنف على الفراش تضمه إليها أكثر واكثر تحت همساته العاشقة والمعتذرة لها يبثها عشقه ومقدار تعلقه بها
اهلا يا قلبي ادخلي زكريا مستنيك جوا في اوضة التحفيظ
ابتسمت فاطمة باتساع لوداد التي فتحت لها الباب ببسمتها المعتادة البشوشة تدلها على غرفة التحفيظ التي تحفظ كل ركن بها منذ بدأت دروسها مع زكريا
تحركت صوب الغرفة وهي تنظر حولها تتأكد من عودة وداد للمطبخ مجددا ثم تسحبت على أطراف أصابعها بهدوء شديد حتى وصلت لباب الغرفة الذي يتركه دائما زكريا مفتوح على مصراعيه حتى أثناء درسهما ابتسمت بخبث شديد وهي تقف جوار الباب تراقبه وهو يحمل مصحفه يقرأ به في هدوء وسکينة كعادته
فتحت فمها باتساع حتى تفزعه أثناء شروده لكنها عادت واغلقته مجددا وهي تستمع لكلماته الهادئة
اتأخرتي كده ايه
صدمت فاطمة مما فعله فكيف اكتشف مجيئها وهو حتى لم يرفع عينه من مصحفه
صوت خطواتك عالي اوي لما تبقي عايزة تخضيني أبقي البسي شبشب بلاستيك من الخفيف وهو مش هيعمل صوت
لوت فاطمة فمها بضيق شديد وهي تتحرك داخل الغرفة ثم تحركت صوبه حتة جلست أمامه تمد مصحفها له وهي تقول بحنق
خلاص عرفنا إنك جامد ومحدش بيقدر يفزعك
ضحك زكريا ضحكات عالية ثم مد يده ممسكا خدها
انظروا لهذه اللطافة هل صغيرتي حانقة علي لأني أفسدت مقلبها حسنا اخرجي مجددا وسوف ادعي الفزع ما رأيك
أبعدت فاطمة يده بحنق أشد وهي تهمس
بتتريق عليا يا زكريا
لا يا قلب زكريا بل لا يهون على قلبي نظرتك الحزينة تلك
وحشني اوي
مين اللي وحشك
تساءل بتعجب شديد وهو ينظر لها لتبتسم وهي تجيب
كلامك ده وغزلك والفصحى دي وحشتني أوي
اه ما هذا الدلال سيدتي فلا انا حمل هذا ولا قلبي قادر على مجابهه حديثك
ضحكت فاطمة ثم قالت له تعرف
انهاردة قرأت جملة حلوة اوي على الفيس وحسيت أنها بتنطبق اوي عليك
نظر لها زكريا بتعجب لتتحدث هي ببسمة تخبره بتلك الجملة
وشخص ترميله عيوبك فيقولك يا جميل
يا جميل
ابتسمت له فاطمة وهي تنظر المصحف في يده ثم قالت ببسمة له وهي تنظر في عينه وقد التمعت عيونها بحماس شديد
انا اخترت الدرس اللي عايزاك تكلمني فيه انهاردة يا زكريا
واللي هو
ابتسمت فاطمة على ملامحه المتبقية ثم قالت
النقاب كلمني عنه يا زكريا
دخل المنزل سريعا بلهفة ليلمحها جالسة على الأريكة رفقة والدته ابتسم باتساع وهو يتجه لهم بحماس
وانا اقول البيت كله منور ليه
نظرت شيماء اتجاه الصوت وهي تدعي الڠضب منه ثم تجاهلته وهي تنظر لوالدته قائلة ببسمة واسعة
وبعدين يا خالتي ايه اللي حصل
يا ختي الست تقولي ما صدقت اخدت بنتها على طول وجريت ت
قاطع هادي ذلك الحديث الشيق بينهما وهو يقول بحنق شديد مشيرا بعينه لوالدته لي أشارة أن تتركهم وحدهم
جرا ايه يا خالتي مش هتعملي عصير لضيفتنا
الخلاط مش هنا
هكذا تحدثت والدته قبل أن تلتفت مجددا لشيماء وهي تكمل حديثها لكنه قاطعها مجددا بحنق شديد وهو يتنحنح
ليه يعني يا ست الكل راح فين الخلاط
زفرت والدته بحنق شديد وهي تنظر له بغيظ
جه ياخده عشان رايح يتقدم لام اشرف خلاص ارتحت كنا فين يابنتي اه ام سعيد قوم
بقى يا ختي تقولك لا بنتي لازم تروح وتكشف ونعرف إذا كان ولد ولا بنت اصلهم عالم ناقصة مفكرين إن خلفة الصبيان حلوة
أنهت كلماتها وهي تلوي شفتيها بحنق
تيجي تشوف خلفة الشوم والندامة اللي عندي
لوى هادي شفتيه بحنق مجاريا إياها في حديثها
ومالها يا ختي خلقتك يكونش خلفتي قرد ولا عيل براسين
لا حمار واتفضل امشي من هنا اقولك روح استلف الخلاط من عند الست منيرة واعملنا كوباية عصير
وبالحديث عن الخلاط تذكر هادي حديث والدته الذي قالته منذ ثوان
صحيح تعالي هنا خلاط ايه اللي فرج راح يتقدم بيه
لا صوت في المكان سوى اصوات انفاس عالية وتأوهات تخترق ذلك السكون ظلام يحيط بهما بعدما انتهى منهما زكريا منذ ساعات ومنذ ذلك الوقت لم يتحدث أحدهما للآخر فلا طاقة لهما لذلك
قطع ذلك الجو صوت فتح الباب الخارجي للشقة وبعدها باب الغرفة التي يقبعان فيها جالبا معه النور ليغشى تلك الظلمة وتبعها صوت خطوات بطيئة بشكل آثار أعصابهما
واخيرا جه وقت الحساب اجهزوا عشان انهاردة اخر يوم ليكم برة السچن
هونت عليك يا جمال
كانت همسة متوجعة خفيضة انطلقت من فم مصطفى الذي كان يجاهد لرفع وجهه بعدما تلقى من زكريا ما جعل حنجرته تتألم من الصړاخ
انطلقت ضحكات يرن صداها في الغرفة عقبها صوت جمال المرعب وهو يتجه بابصاره لأخيه
احمد ربك يا درش إني مش حابب اۏسخ ايدي بيك
صمت ثم نظر له نظرة فهم مصطفى ما يقصد بها
وإلاانت عارف كويس اوي اوي أنا اقدر اعمل ايه
أنهى حديثه وهو يوجه نظره لجيمي الذي كان يغمض عينه متنفسا بحدة يحاول كتم تأوه مانعا نفسه عن الصړاخ كالفتيات
منورنا يا جيمي والله اهو صاحبك قدامك تعبان عشان متقولش بس إن سفريتك جات على الفاضي
رفع جيمي عينه پغضب شديد يرمقه لجمال يتمنى لو كان يستطيع أن ينهض وينقض عليه
رفع جمال حاجبه باستهزاء من نظرات جيمي وهو يقول بسخرية
لا جيمي بتبصلي كده ليه مش خاېف على روحك ولا ايه
بصق جيمي في الأرض وهو يبتسم بسخرية
اخاڤ على ايه بقى ما كله محصل بعضه يا جمال باشا
ادعى جمال التفكير في حديثه ثم قال بعد صمت قصير ببسمة
انت عندك حق فعلا ألا قولي يا جيمي هو السيد الوالد ضاقت بيه الدنيا وملقاش غير جمال ويسميك بيه اصل الصراحة مستخسر الاسم في خلقتك
ابتسم جيمي ولم يجب عليه
واكتفى يتنفس پغضب فقط
انفخ انفخ ده اخرك ايه يا درش يا حبيبي ما تشاركنا في الحوار اللطيف ده مش انت كنت حابب زمان اقعد مع جيمي واتكلم معاه وادي نفسي فرصة أفهمه
لم يجبه مصطفى يا تحدث بجمود
قولت لماما
ملكش دعوه بيها من اليوم ده تعتبر نفسك خارج عيلتنا سامع غير اني سفرتها عند خالك لغاية ما انضف مكانك
سقطت دمعة مصطفى بۏجع وهو يردد
اخر واحد كنت أتوقعه يعمل كده يا جمال
وده اكبر دليل إنك متعرفنيش كويس يا مصطفى
قاطع حديثهم صوت رنين هاتف جمال ليجيب سريعا ويصل له وللجميع في الغرفة صوت رجل يصدح ببعض الكلمات كانت
متابعة القراءة