رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا
المحتويات
لها بابتسامة خلابة
وما كان منها إلا أن تستقبل السعادة بسعة صدر
الفرحة كأنها زرعت في المكان لا وجدت الجميع على وجوههم السعادة الخالصة والفرحة المفرطة التي تتحدث على ملامح وجوههم الجميع ومن ضمنهم من كانت خائڤة منه حتى..
لقد شكرت الله كثيرا في صلاتها وقيامها ليلا ونهارا حدثت نفسها بالكثير في جلسة صفاء بينها وبين نفسها تقول أنه لا يريدها وربما فعل ذلك فقط لأجل والده ليس إلا ولكن كان هناك كثير من التلميحات منه ليعلمها باهتمامه بها!.. حتى ولو لم يتحدث بشيء صريح ولكنها تشعر على الأقل ومن قبل ما حدث!.. وإن كانت هذه مجرد تخيلات منها فإن الله لن يخذلها مهما حدث..
كانت تدعي بنزعه من قلبها كما لو أنه لم يوجد من الأساس إن كان لا يريدها.. ولكن بعد كل هذا إنه هنا لخطبتها بل لعقد قرآنه عليها!..
إذا إنه خير بل كل الخير من الله عز وجل إنها متأكدة أن الله لا يقدم إلينا إلا الخير وتعيش بهذا اليقين داخلها وقد دعته كثيرا لتحقيق ما تريده وقد حدث بعد سنوات مسببا أسباب كان لابد من وجودها لكي يتزوجها..
بينما هو تفكيره لم يكن سوى بها.. لقد شعر أنها تعاني من انفصام ما أو خلل في شخصيتها لقد حاول من وجهة نظره أن يقدم إليها اعتراف بحبه غير مباشر وداخله يعتقد أنها قد فهمت ولكن تريد المتاعب لنفسها وله قبلها..
لقد استشعر خجلها منه ومما حدث من مسعد أمامه ولكنه يعلم أنها لا ذنب لها في ذلك وأن مسعد هو المذنب الوحيد ومازال عليه أن يحاسبه لما فعله بها.. إنه يراها أنقى النساء وأجمل الفتيات يراها كل شيء جميل وهادئ يراها كل شيء زهي ومبدع
ولكنها لا تدرك ذلك..
داخله قرر عدم تركها نهائيا حتى لو أنها لم تقتنع بعد بفكرة الزواج القريبة هذه لقد فهم أن حكمة الله في ما فعله
مسعد معها هو الزواج منها.. لو لم يكن مسعد حاول ثم تحدث في الحارة في اليوم الثاني لم يكن والده تحدث أمام الجميع بأنها خطيبته وجعل الأمور تسير بسرعة البرق..
حتى وإن كان والده مقررا أنه سيزوجه منها لم يكن يسير الأمر بهذه السرعة بل كان من الممكن أن يأخذ سنة كاملة في الخطبة سيرا على نهج العادات والتقاليد لديهم..
وقف سمير أمام سور السطح ينظر إلى الخارج وعينيه تدور على الأسطح المجاورة بهدوء وجواره عبده وبيد كل منهم كوب من الشاي التي صنعته إليهم مريم تلك الجميلة الرائعة!..
ابتسم عبده وهو ينظر إلى السطح خلفه بعد أن قاموا بتزينه بطريقة هادئة وجميلة للغاية حيث قاموا بوضع المقاعد القليلة الذي أتوا بها بجانب بعضها البعض وقد كانوا قليلين للغاية يكفوا فقط للعائلتين وبعض الأشخاص المقربين للغاية منهم..
وخلف هذه السفرة يوجد الحائط والذي وضع عليه البلالين مختلفة الألوان بطريقة جميلة تجذب العينين إليهم والأضواء البيضاء ومتعددة الألوان تنير السطح بقوة عن الأسطح الأخرى.. لقد قام بفعل كل هذا سمير و عبده بصفتهم أنهم الأقرب إلى جاد ومثل الإخوة ومنذ قليل فقط انتهوا من ذلك وصعدت إليهم مريم بالشاي قبل رحيلهم لتبديل ملابسهم حيث أن عقد القرآن والخطبة بعد صلاة العشاء..
وضع سمير الكوب فارغ على حافة السور ناظرا إلى عبده بجدية
هنزل أغير هدومي واطلع الصب وبعدين أنزل أشوف جاد
وضع عبده هو الآخر الكوب فارغ وتحدث مجيبا اياه
وأنا كمان الحق أغير هدومي واقابل طارق وحمادة
قبل أن يجيبه سمير وجدوا جاد يتقدم منهم مبتسم بسعادة كبيرة ونظرة ائتمان ظهرت لهم بعد أن نظر إلى السطح ورأى ما فعلوه به..
تقدم منهم ووقف في المنتصف بينهم ليربت على ظهر كلا منهم بقوة وبالأخص سمير
الله ينور يا رجالة.. نردها في افراحكم إن شاء الله
تأفأف سمير وتحدث بضجر وهو يبعد يده عن ظهره بقوة وضيق
ياعم كده هتردها في المستشفى شيل ايدك دي
ضيق جاد عينيه الرمادية الخلابة ناظرا إليه بسخرية قائلا وهو يشير إليه باستهزاء ليضحك عبده
نايتي أوي يا ابن أبو الدهب
أشار له الآخر بيده ساخرا منه
ياخي اتنيل كده وخليك في خيبتك
تقدم جاد ووقف في المنتصف بعد أن أسند ظهره إلى سور السطح وتحدث بابتسامة عريضة ونظرة فخر في عينيه
انهي خيبة دي دا أنا بتجوز يعني هاكل لحمة كل يوم
استمع إلى ضحكات الاثنين التي انطلقت عاليا بعد حديثه الذي فهموا ما المقصود منه ليهتف عبده بهدوء
الشعب المصري كله كان مفكر كده بردو يا كبير بس لقوا نفسهم فجأة بتوع كشړي
ابتسم جاد مردفا وهو يعتدل في وقفته ويستند بمرفقيه خلفه على السور
أبلع ريقك يابا الشعب المصري غير جاد أبو الدهب
تهكم سمير وهو ينظر إليه عابثا معه بعد أن غمز إلى عبده
بكرة نقعد جنب الحيطه ونسمع الزيطة
ربت جادعلى كتفه بعد أن وقف معتدلا وهتف بسخرية وتهكم واضح وهو يلوي شفتيه
لأ دي كده بقت قعدة ولامؤاخذة... أنا نازل احضر نفسي
ثم أبتعد عنهم يسير متوجها إلى الأسفل لكي يجهز نفسه لعقد القرآن وداخله سعادة لا توصف ولا تحكى بينما ذهب عبده خلفه هو الآخر وبقي سمير الذي أخذ الكوبين بيده دون صينية لأنه طلب منها أن تأخذها معها وذهب خلفهم هو الآخر...
بعد صلاة العشاء بقليل كان الجميع على السطح جلست والدتها وشقيقها ومعهم أهل جاد والده ووالدته وعمه وزوجة عمه والدة سمير الذين أتوا أخيرا كان سمير يقف مع عبده يحاول تشغيل جهاز مكبر الصوت وكان طارق و حمادة أيضا هنا معهم وبعض الأشخاص القليلة للغاية من الأقارب والجيران لهم..
جلس والده في انتظار أن يذهب سمير لإحضار المأذون إلى هنا وهم على اتفاقهم لقد فرح والده عندما رآه سعيد وأبعد عنه فكرته الغبية التي كانت تلازمة عنها..
حقا إنه لم يكن يريد هذه الفتاة إلى الوحيد والغالي على قلبه
أكثر من نفسه كان يريد أخرى من اختياره بحسبها ونسبها تشرفة وتأتي بأولاد نسلهم يشرف ويرفع الرأس ولكن ابنه بار به كثيرا ولا يكسر كلمة له بل يفعل ما يقوله ولو كان سيف على رقبته لذا فكر لماذا سيجعله تعيس طوال حياته!.
تنحى عن فكرته وقرر أنه سيزوجها له مادام هو لا يريد غيرها ولا يهوى غيرها إن الهوى ليس له حكيم بل هو الحكيم الأول والأخير على نفسه..
بعد أن فعل ذلك أمام أهل الحارة جميعا ورأى فرحة ابنه بما
فعله شعر هو الآخر بالفرحة العارمة والسعادة الغير طبيعية..
هو لا يود إلا أن يراه سعيدا وها هو قد حقق ما يريد بجعل ابنة الهابط زوجة له..
أما والدته فلم يكن لديها مشكلة معها نهائيا بل كانت تتمناها له منذ زمن.. تريد هدير زوجة ل جاد لتجعله يشعر بالفرحة والراحة الدائمة لأنه يراها راحته ومملكته التي تمتلئ بالانتصارات وهي الانتصار الأخير الذي يخلفه السعادة الأبدية...
ولم يكن حال عمه وزوجته غير ذلك بل فرحوا كثيرا له اعتبارا أنه ابنهم الآخر مثل سمير بالضبط وتمنوا لو يفعل سمير مثله..
ذهب سمير ليقابل المأذون ويأتي به إلى هنا في حضور جاد..
وقف جاد أمام المرآة ينظر إلى نفسه بابتسامة رضا وثقة كبيرة لقد كان يرتدي بنطال أسود اللون يعلوه قميص أسود مثله وجاكت البدله يماثلهم كما الحذاء بالضبط..
نظر إلى خصلات شعره السوداء المخالطة للبني وتأكد من أنه مصفف بعناية عاد إلى الخلف خطوة وألقى على نفسه نظرة أخيرة وابتسم بهدوء ورزانه وقلبه يدق پعنف وقوة وهو يذهب إلى خارج غرفته ليذهب إليها..
بعد أن خرج من الغرفة ضړب مقدمة رأسه بقوة وهو يستغفر داخله بسخرية على نفسه لقد جعلته يتناسى كل شيء سوى هي!.. عاد إلى الغرفة وأخذ من على الفراش باقة الورود الحمراء ذات الرائحة العطرية الجميلة التي ابتاعها لها لتكون أول هدية يأتي بها إليها ورود حمراء بباقة بيضاء كما هي بالضبط تلك البيضاء الرائعة الجميلة بالوجنتين الحمراء بشدة..
لقد كان حقا غاية في الوسامة والأناقة الشديدة بلحيته النامية وعينيه الرمادية البراقة وبروز تفاحة آدم بعنقه يجعله رجل وسيم لا يوجد مثله أبدا..
هبط إلى الأسفل براحة شديدة وثبات خارجي ولكن داخله لا يعلم ما الذي يحدث من اضطرابات وعڼف في دقات قلبه وفرحة مفرطة لا يعلم ما نهايتها...
وصل إلى باب شقتهم ليقف أمامه بثبات خارجي أخذا نفس عميق وزفره براحة وصوت عالي..
دق باب المنزل لحظات ووجد الباب يفتح وتظهر من خلفه شقيقتها الصغرى بمظهرها الطبيعي الخلاب كما حبيبته ابتسمت بوجهه بسعادة وأشارت له بيدها ليدخل الشقة فدلف بهدوء إلى الصالة وتحدث قائلا بنبرة رجولية متسائلا
هي خلصت ولا لسه..
خلصت ومستنياك بقالها عشر دقايق
أشارت له بالدخول إلى الغرفة وهي تتقدمه ف تنحنح وهو على أعتاب الغرفة بصوت خشن لتعلم بوجوده ولج إلى الداخل ورأى صديقتها تقف جوارها أمام المرآة بعد أن استدارت له مبتسمة بسعادة وود له ليرد لها الابتسامة بتحفظ ونظر من بعدها إلى مالكة قلبه التي توليه ظهرها وتجلس على المقعد أمام المرآة بزاوية تجعله لا يستطيع رؤية وجهها..
تقدم إلى الداخل إلى أن وصل إليها لتبتعد رحمة إلى أعتاب باب الغرفة من الخارج هي و مريم لترك مساحة بسيطة لهم تقدم أكثر منها محاولا أن ينظر إليها ثم هتف بسخرية مبتسما باتساع
هنلعب استغمايه ولا ايه بالظبط
ابتسمت رغم عنها بعد أن استشعرت ابتسامته المرتسمة على شفتيه واستدارت لتنظر إليه بخجل شديد ثم بعد أن نظرت إليه وقفت على قدميها أمامه لتراه ينظر إليها ببلاهة واضحة على ملامحه..
محق في نظرته لها غاية في الجمال والرقة لا يوجد
متابعة القراءة