رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا

موقع أيام نيوز


على خلدها في لحظة خاطفة ثم بين نفسها تمتمت بتساؤل غريب عنها وعن تفكيرها هل عليها أن تخبره!..
زوجها وحبيب عمرها والد الطفل الموجود داخلها كيف لها ألا تخبره من أين أتت بذلك الحق كي تمنعه عن هذه الفرحة.. كيف لها أن تتمسك بسعادة أبدية له وتخفيها عنه... فقط لأجل ما حدث بينهم.. إنه انتهى الآن وأصبح كل شي على ما يرام إعتذر منها وقدم كامل الحب لها مع الاحترام المتواجد منه دائما ولكن!..

ولكن مازالت كاميليا متواجدة مازالت لا تعلم ما الذي يحدث بينهم أو حتى ما الذي تريده للاقتراب كل هذا!.. هل ستخونه وتخفي الأمر عنه وتبعده عن حلمه فقط لأجل خۏفها من إمرأة
هو لن ينظر إليها أبدا..
إنه يريد طفل منها أكثر من أي شيء آخر وصرح بهذا عدة مرات وكم كان يظهر عليه التمني والرجاء كي يتحقق ما يريد..
لأ لن تفعل ذلك مؤكد فهو حبيب قلبها نعم معذب فؤادها ولكن رؤية الفرحة والابتسامة على وجهه بمثل هذا الخبر يمكنها أن تعيش عليها إلى المنتهى..
فرحته بخبر كهذا ونظرة دامعة منه يمكنها أن تشفي جميع چروحها وتنسيها كل ما مضى إلى اليوم إنه

كما السحر بالضبط!.. أي حركة أو فعل صادر منه ينسيها العالم بما فيه ويجعلها تتأمل ما به هو فقط..
رفعت الإختبار أمام وجهها ثم بتفكير عقلاني قررت ألا تخبره بأي شيء الآن إلى أن تذهب إلى طبيبة تأكد لها إن كان حمل حقيقي أم لأ فأحيانا يخفق هذا الجهاز أيضا وهي لن تخاطر بفرحته وسعادة قلبه بل ستأتي إليه بخبر مؤكد يجعل قلبه يتوقف بسبب روعة الخبر التي ستزفه إليه.. بل هذا سيكون تحقيق حلم له..
استمعت إلى صوت باب الشقة يغلق پعنف أصدر صوت حاد استمعت له وقع الإختبار من بين يدها على أرضية المرحاض سريعا انخفضت تأخذة ثم تقدمت إلى سلة المهملات في المرحاض والقته بها كي لا يراه جاد
توجهت إلى حوض الغسيل مرة أخرى فتحت صنبور المياة وقامت بغسل يدها الإثنين ثم أغلقته وفتحت باب المرحاض متقدمة إلى الخارج ومازال قلبها يدق پعنف..
رأته يدلف إلى الرواق ليذهب إلى غرفة النوم قابلته وهو يتقدم فوقف أمامها يبتسم فقالت
حمدالله على السلامة
الله يسلمك يا حبيبتي
دقق النظر بها وقد شعر بأن هناك خطب ما وجهها شاحب بشدة ويظهر ذلك بوضوح وكأنها تعاني من نقص ما في جسدها تسائل بلهفة وهو يقترب منها
مال وشك أصفر كده..
وقع قلبها بين قدميها خوفا من أن يلاحظ شيء فحاولت قدر الإمكان أن تكون طبيعية حتى لا يشك بها وضعت يدها الاثنين على وجهها وهتفت باستغراب
وشي أصفر. من ايه ده
أردف بجدية ناظرا إليها بعمق
أنا اللي بسألك شكلك كده متوترة أو بتفكري في حاجه أو مش واكلة
ابتسمت بهدوء لتجعله يطمئن وهي تشير بيدها نافية وتقول
لأ أبدا يا جاد عادي مفيش حاجه
حرك رأسه بخفه وعينيه مثبتة عليها
يمكن!..
تسائلت وهي تبصر حركات وجهه وتحاول تخمين ما يفكر به
أحضرلك عشا
خرجت ضحكاته بخفة قائلا باستنكار وهو يتذكر أنه قد تناول العشاء معها في منزل والده
هو أنا مش متعيشي معاكي ولا ايه
أقتربت منه بهدوء ورقة تتحلى بها محاولة أن تلهي عقلها عن توترها وفرحة قلبها العڼيفة
أيوه يا حبيبي بس أنت شغال طول الوقت يعني بتعمل مجهود
طبيعي تكون جوعت
عندما وجدها أقتربت منه وتتحدث بكل هذه الرقة والدلال يظهر عليها أقترب هو أكثر قائلا بعبث وخبث
هو أنا بصراحة جعان.. بس حاجه تانية
عاد مرة أخرى إلى الخلف وتركها ينظر إليها للحظة بصمت تام ثم أردف متسائلا بوجها خالي من أي تعابير
سكتي يعني..
أبصرت نظرته لها وشعرت بأنه تفهم ما فعلته خطأ ولكن أن حدث بينهم شيء حقا هذا سيكون الخطأ الأكبر ربما كانت تحمل طفل داخل أحشائها.. هذا لا يجوز إنها تعلم بعض الأشياء كهذه
لأ بسمعك يا جاد
لاحظ أنها ليست على عادتها بل شاردة قلقة ومتوترة وهناك ما تخفيه ربما أكمل بعدها بثبات وهو يعود للخلف خطوة
منا خلصت كلامي يا هدير
تفهمت أنه يريدها نظرت إليه بخجل وعينيها تنظر إليه مرة والأخرى تكون على الأرضية وودت لو فعلت ما يريد ولكنها تخاف أن يكون داخلها طفل يتضرر
طيب معلش اديني وقت
أعتقد جاد أنها مازالت منزعجة منه ولا تريد الإقتراب لهذا السبب ربما مازلت تشعر أنه ېكذب عليها!.. أقترب منها مرة أخرى يمحي الخطوة الذي أبتعدها ثم أمسك بيدها بقوة قائلا بصدق وجدية
أنت لسه زعلانه مني ولا ايه. هدير كفاية لحد هنا بقى أنا بحبك والله العظيم واعتذرت وبعتذر تاني أهو
أنا آسف يا حبيبتي بس كفاية بقى
تعمقت بالنظر بعينيه الرمادية وبخجل أكبر قد احتل تفكيرها بعد رؤيته يريد القرب منها هتفت بخفوت
جاد أنا خلاص عديت اللي حصل بس فعلا يعني محتاجه وقت.. معلش استحملني شوية
ترك يدها ونظر إليها بعمق يحاول أن يتفهم ما الذي تريد أن تصل إليه أو حتى ما الذي تمر به ليجعلها تبتعد عنه رافضه قربه! ولكن بكامل الحب أجابها وهو يحترم رغبتها تاركا كل ما أراد التفكير به
حاضر.. اللي أنت عايزاه يا هدير هعمله علشان خاطرك
ابتسمت بوجهه شاكرة إياه بحب خالص وهي تبادلة نظرات الغرام
ربنا يخليك ليا يا حبيبي
اليوم التالي
في منتصف النهار هبطت مريم إلى شقة هدير بعد تفكيرها الجاد
في ذهابها إلى الطبيبة الآن لقد كانت مقررة الذهاب مع زوجها لتطمئن وتفهم ما الذي يحدث معها وهي داخلها تفكر به من الأساس ولكن سافر زوجها مع والده وقد حضرت برأسها أن تذهب اليوم بل الآن..
لأ تطيق الإنتظار أكثر من هذا وهي بالأصل مريضة للغاية ودائما تشعر بأنه تود بالتقيؤ!.. غير حالة إغماء النفس الشديدة التي لا تتركها وقد تطور الأمر أكثر فلا داعي للانتظار ستأخذ شقيقتها معها وتذهب..
دقت مريم على باب الشقة بثبات لحظات وفتحت لها شقيقتها تدعوها بالدخول دلفت هدير سريعا مرة أخرى متجهة إلى المطبخ وتركت مريم عند باب الشقة في الداخل..
نظرت في أثرها باستغراب ربما تطهو شيئا على الموقد أغلقت الباب بهدوء ثم دلفت خلفها إلى الداخل وهي تدلف استشنقت رائحة البصل وها قد

رأته وهي تقف أمام الموقد تقلب البصل بسرعة كي لا ېحترق..
تحدثت هدير بعتاب وهي تعطيها ظهرها ساخرة
سمير مش موجود طول الوقت خاېفه تنزلي تقعدي معايا
أجابتها بجدية وهي تدلف إلى الداخل تفتح الثلاجة لتأخذ منها بعض المياة الباردة
أنت عارفه اللي فيها يا هدير شوية بطبخ شوية هو يجي شوية أروح عند أهله
وقفت الأخرى تقلب بالملعقة ذلك الطعام الموضوع أمامها وأردفت بسخرية
قولتيلي
تركت مريم الكوب من يدها وقالت بحدة خفيفة وهي ترى تهكم شقيقتها عليها
أنت أصلا بتتكلمي كأني مش بجيلك خالص
سخرت منها مرة أخرى وهي تجيب
آه كل فين وفين
استنكرت مريم حديثها واتسعت عينيها لأنها تقريبا كل يومين تكن جالسة هنا معها وهي لم تصعد إليها ولو مرة واحدة حتى
يا شيخه..
لم تجيبها هدير لأنها تعلم أن معها حق فقط تعاكس حديثها قليلا ابتسمت وهي تستمع إلى سؤالها بعد أن استنشقت الروائح الشهية
بتطبخي ايه
اجابتها ومازالت تقف كما هي تقابلها بظهرها تعمل على الموقد
كشړي مصري.. جاد نفسه فيه
ابتسمت مريم باتساع وهي تقترب لتذهب مرة أخرى
إلى الثلاجة تأتي بأي شيء منها تأكلة وقالت بوقاحة
ابقي سيبيلي طبق بقى علشان أنا كمان نفسي فيه
حاضر
أخذت ثمرة تفاح من الثلاجة وأكلت منها قطعة وتسائلت بعد أن ابتلعت
طب أنت خلصتي ولا لسه قدامك كتير
قالت بهدوء وهي تمسح على وجهها بسبب الجو الحار
لأ أنا هخلص البصل بس
أردفت مريم حديثها مرة واحدة بقوة وثبات وكأن الأخرى تعلم لما تريد الذهاب إليها على العكس تماما
أنا عايزاكي تيجي معايا لدكتورة رشا
تركت هدير ما بيدها واستدارت تنظر إليها باستغراب لما تود الذهاب إلى هذه الطبيبة! تسائلت وهي تبصرها جيدا
رشا.. نسا وتوليد مالك
مطت شفتيها للأمام وقالت ما يحدث معها في الفترة الأخيرة بتبرم واضح
بقالي فترة مش تمام ترجيع ونفسي بتبقى غامه عليا كتير وبحس بارهاق وكمان معادها عدا فبقول إنه ممكن يكون حمل أو حاجه
تسائلت مرة أخرى مضيفة ما بين حاجبيها
طب ماعملتيش إختبار ليه
أجابتها مريم بلا مبالاة وهي تشير بيدها دليل على أنه لن يكون نافع دون طبيبة
هحتاج كده كده أكشف بردو ف مرة واحدة وخلاص.. ها هتيجي معايا
أومأت إليها بتأكيد وهي تجيبها متجهة إلى الموقد لتغلق النيران وقد أتى إليها هذا المشوار على طبق من ذهب وليس فضة لكي تتأكد هي الأخرى مما تريد
آه طبعا روحي اجهزي على ما اجهز أنا كمان وأكلم جاد أقوله
توجهت مريم لتذهب إلى الخارج تفعل كما قالت هدير كي يستعدوا للذهاب إلى تلك الطبيبة ولكنها قالت بطريقة فظة
ماشي.. متنسيش طبق الكشري
نظرت إليها هدير وهي ترحل بمزاح قائلة بسخرية
همك على بطنك يا معفنه أمشي
ابتسمت مريم باتساع تجيب بلا مبالاة وهي تلوح بيدها
متشكرة يا مدام أبو الدهب
بطريقة فظة أجابت شقيقتها هي الأخرى مضيفة اسم والد زوجها للحوار وكأنه سيكون اسم ولدها
شكر على واجب يا أم عطوة
استدارت مريم تنظر إليها بحدة وڠضب حقيقي بعد الاستماع إلى هذا الاسم الذي نسبته لطفلها
عطوة!.. لأ مستحيل.. اسمي ابني عطوة لأ طبعا
وجدت شقيقتها تضحك بقوة على تحولها المفاجئ من مجرد ذكر اسم والد زوجها الذي ازعجها لأنه قديم وربما كبير قليلا تسائلت بحدة واستنكار وهي تنظر إليها
بتضحكي على ايه يعني أنت لو جبتي ولد ممكن تسمية رشوان.. ولو بنت حتى تبقى فهيمة..
للحظة صمتت هدير ولكنها بعد ذلك حركت رأسها وأجابت بصدق خالص وحب في حديثها يظهر
بصراحة مش عارفة هي آه أسماء قديمة بس لو جاد عايز كده معنديش مشكلة
اتسعت عيني مريم بسبب حديثها الأحمق هذا!.. واستغربت موافقتها السريعة دون تفكير الأمر لا يحتاج تفكير من الأساس
لاه دا أنت مخك ضړب تعقدي ولادك علشان جاد عايز كده
أردفت تبرر حديثها وموافقتها قائلة وهي تقترب منها بخطوات جدية
مش قصدي.. يعني ماهو إحنا ممكن نسميهم اللي عايزنه ونادي عليهم بالاسماء دي
أبصرتها مريم بقوة وعينيها متسعة بذهول على تفكيرها الأحمق الغبي تأتي بعقد لأطفالها بسبب هذه الأسماء القديمة لأجل زوجها أو غيره!.. هذا بسبب عدم وجود أسماء تليق بهم أم ماذا!.. هتفت بقوة وهي ترحل حتى لا تقف تتناقش معها
هدير أنا رايحه البس
بعد أن رحلت مريم
لتذهب إلى الأعلى تتجهز لكي يذهبوا إلى الطبيبة ذهبت هدير تنهي تحضير طعامها حتى إذا تأخرت يجد زوجها ما يأكله ثم بعد ذلك ذهبت تأخذ هاتفها وقامت بالحديث معه والاستاذان بالذهاب مع شقيقتها إلى الطبيبة وقد سمح لها بفعل هذا.. وللحق هي فرحت كثيرا لوجود حجة ما تخرج بها
 

تم نسخ الرابط