رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا
المحتويات
وقالت بحنان صادق
إن شاء الله كله هيبقى كويس يا حبيبتي ولو الواد ده زعلك قوليلي بس وأنا هتصرف معاه
ابتسمت هدير بسعادة غامرة وهي تنظر إليها قائلة بحب وود
ربنا يخليكي لينا
يارب
كل هذا وأكثر تحت مسامع كامليا التي كانت تجلس أمام باب الورشة أبصرت والدة جاد والمنزل مرة أخرى أهذا منزله.. وهذا أيضا والورشة. لو كذلك فهو يملك بعض الأشياء ليس كزوجها الحقېر الذي كان لا يملك جنيها واحدا ولكن مهلا ما الذي كانوا يتحدثون عنه وشاهدوه أهل الحارة بأكملها ومن هذا الذي كاد جاد أن ېقتله..
نظرت بطرف عينيها إلى نهاية الشارع وهي تفكر ولكن وقف التفكير ووقف العقل والقلب وكل خلية وعضو ينبض بداخلها..
إنه يأتي من نهاية الشارع على دراجة ڼارية خصلاته للخلف تتطاير عينيه الرمادية حادة وجادة ثابتة على الطريق وجهه مثير لعينيها بسبب وسامته التي تراها لا يوجد مثلها..
أريحية وبرود يرتدي قميص أبيض اللون قطني بنصف كم يظهر عضلات يده وعروقه الظاهرة بها دائما..
أغمضت عينيها بقوة وقررت ما الذي ستفعله بعد الآن وبعد رؤيته هذه لن تصمد أكثر من ذلك أمامه وقف أمامها بالدراجة ثم هبط من عليها وثبتها جواره ووقف هو أمامها بعد أن تركت المقعد ووقفت هي الأخرى قبالته..
حمدالله على سلامتك
ابتسمت بوجهه ببلاهة وهي تراه يبتسم متحدثا إليها قالت بخفوت وصوت ناعم لين
الله يسلمك... بجد شكرا على اللي عملته معايا
وضع يده الاثنين جواره وأردف بجدية
لأ شكر على ايه لو حد تاني مكاني كان عمل كده وأكتر.. بس أنت خلي بالك من نفسك
ابتسمت بخفة وقالت
العفو
حمحمت بخفوت ناظرة إلى الأرضية بخجل ربما تصنعطه نظرت إليه مرة أخرى قائلة
اللي كان معايا ده يبقى جوزي مش حد تاني
استغرب بشدة الذي تفوهت به كيف زوجها وتركها وحدها هكذا في مكان بعيد طريقة مقطوع عن البشر تسائل باستنكار
جوزك.. جوزك إزاي وسابك كده
اصطنعت الحزن وعبثت ملامح وجهها وهي تقول مكملة بخجل
بينما في الأعلى كانت زوجته مازالت واقفة كما هي ولم تكن ترى كاميليا بالأسفل أثناء حديثها مع والدته بل اعتقدت أنها ذهبت منذ أن هبطت للأسفل ولكن من الواضح أنها لم تذهب بل انتظرت عودته وهو الآن يقف معها ويتحدث بكل راحة...
أطالت النظر إليهم وهو أطال الحديث معها وإلى الآن لم ترحل أكل هذا تشكره!.. قلبها لا يكن الراحة إليها أبدا ولا تدري حتى لماذا!. لماذا تشعر بأن هذه المرأة سيئة للغاية هكذا.
حاولت أن تحادثه ولكنه لا يجيب عليها هل سيظل هكذا طوال الوقت أم ماذا..
هي لقد تخطت الأمر في وقت قصير للغاية نعم لن تكذب لم تتخطاه كليا بعد بل وتشعر بالخجل الشديد من أهل الحارة ولكن تصبر نفسها بأن المچرم الحقيقي عرفه الجميع وأظهر لهم جاد أنها ليس لها يد فيما حدث..
ماذا عنه أيضا لا تفهم كيف يستطيع أن يكون شخصيته بهذه الطريقة هادئ طوال الوقت ولكن عندما يغضب وكأن الأسد ملك الغابة حل عليهم بغضبه وعندما ينزعج منها يأخذ جانب له وحده بعيد عنها ويتركها تتأكل بما داخلها وخارجها..
ماذا تفعل لقد كان خطأ واعترفت به ستحاول مادام هي المخطئ هنا ولكن عليه أن يكون لين أكثر من هكذا..
زفرت بضيق وهي تقلب بين القنوات على الشاشة وعقلها من الأساس ليس على ما تبصره بل كان مع ذلك الغبي الذي ارهقها معه..
تذكرت حديثه مع هذه المرأة الغريبة عنهم لم تكن تعرفها إلا سوى بالتلفاز وحتى أنها لا تشاهدها ولكن على الأقل تعرفت عليها عندما رأتها.. لم تفهم لماذا وقفت تتحدث معه كل هذا الوقت لقد بقيت معه أكثر من نصف ساعة وفي النهاية أوصلها إلى السيارة ثم أخذتها ورحلت..
مرة أخرى تنهدت بقوة في نفس عميق
تخرجه من داخلها وهي تنظر إلى الباب وكأنه يفتحه الآن.. وقد كان حقا!..
فتح الباب وظهر من خلفه وهو يدلف إلى الداخل واستدار ليغلقه بهدوء وقفت على قدميها سريعا تعدل ملابسها المكونة من بنطال بيتي أبيض اللون يعلوه قميص قطني لونه أسود..
تقدمت منه بهدوء وهي تعود بخصلات شعرها للخلف سائلة إياه بجدية ولين في نفس الوقت عندما وقفت خلفه
اتاخرت كده ليه يا جاد..
استدار ينظر إليها لتجد هناك كدمة أسفل عينه اليمنى شهقت بفزع وهي تنظر إليه بقوة وأبصرت عينيها ملابسه وقميصه الأبيض الذي اختفى لونه بفعل الأتربة المتواجدة عليه وكأنه كان يصارع على أرضية رملية..
وضعت يدها على وجنته اليمنى تمرر إصبعها أسفل عينه بلين وحنان وهي تقول بلهفة وقلق
ايه اللي حصل.. مين عمل فيك كده
نظر إلى لهفتها وخۏفها الظاهر عليه عينيها التي تتسائل قبل شفتيها ولكن كل ذلك لا يرده الآن عما يريد ترك المفاتيح ثم أبعد يدها عنه عندما وضع يده فوق كفها وتقدم إلى الداخل ذاهبا إلى غرفة النوم وتركها وحدها دون إجابة منه..
نظرت إلى ظهره المتسخ وبقعة دماء كبيرة على جانبه من الخلف لم تراها إلا الآن وقع قلبها بين قدميها وفتحت عينيها بقوة وهي تنظر إليه وهو ذاهب من أمامها دلفت خلفه سريعا إلى الغرفة فوجدته يتجه إلى الخزانة..
تقدمت ووقفت جواره تجذبه إليها من جانبه بقوة وهي تسأله بإصرار مرة أخرى
ايه اللي حصل يا جاد بقولك
كرمشت ملامح وجهه
وضغط على أسنانه عندما وضعت يدها على جرحه وشعر بالألم ولكنه لم يصدر صوتا ولم يشعرها بذلك لقد كان مجروح هنا بالضبط بفعل مدية ولكن چرح سطحي بسيط جذبت يدها بفزع
بكل برود تحدث وهو يستدير مرة أخرى يأخذ ملابسه من الخزانة
ده چرح بسيط متقلقيش
مين عمل فيك كده
أمسك الملابس بيده واستدار ينظر إليها بقوة وصاح قائلا بصوت عال قليلا
هيكون مين يعني.. بلطجية كانوا عايزين يقلبوني
سار مبتعدا عنها مرة أخرى وقبل أن يذهب إلى الخارج أخرج محفظته وهاتفه وألقاهم على الفراش بإهمال وذهب إلى المرحاض فخرجت خلفه سريعا تهتف
طب أنت كويس.. الچرح ده محتاج خياطه
سار مكملا طريقة إلى المرحاض وهتف بنبرة رجولية جادة خشنة
قولتلك متقلقيش وبعدين ده چرح سطحي محتاج تعقيم بس
دلف إلى المرحاض وأغلق الباب خلفه وتركها في الخارج تنظر على الباب المغلق هذا بذهول أسفل عينه كدمة كبيرة ملابسه بالكامل وهيئته تدل على أنه كان يصارع أحدهم وهناك چرح أيضا في جسده
مؤكد حدث شيء آخر غير الذي يهتف به هو ربما يكون مسعد من فعل به هكذا! ولكن مسعد لا يستطيع أن يقف أمام جاد وبالأخص بعدما ابرحه ضړبا بالأمس وجعله لا يستطيع أن يقف على قدميه..
استمعت إلى صوت هاتفه في الداخل فنظرت إلى الباب المغلق ثم استدارت وتركته ذاهبة لترى من الذي يهاتفه الآن ولجت إلى الغرفة ووقفت أمام الفراش ثم أخذت الهاتف بيدها تنظر إلى المتصل والذي صدمها وبشدة!..
كاميليا عبد السلام سريعا هكذا تبادلا أرقام الهواتف.. وكيف لها أن تهاتفه الآن في منتصف الليل!.. ما الذي يحدث من خلف ظهرها هذه المرة وما الذي تريده منه هذه المرأة في مثل هذا الوقت.. ألم يكفيها نصف ساعة في وسط النهار تقف معه أمام الجميع بحجة شكره على ما فعله لأجلها!.. ستجن تكاد أن تفقد عقلها هذه المرة حقا!.
كانوا اثنين فقط ولم يتبعوا أحد غيره ويعلم أنهم من أتوا بأمر منه هو الوحيد الذي يفعلها لم يستطيع أن يجعلهم يعترفوا بإسمه ولكن جعلهم يبللون أنفسهم وهو يقوم
بالدفاع عن نفسه مپرحا كل منهم بالضړب الموجع المكسر للعظام..
لن يجيب الآن على هذه الضړبة التي لم تناله من الأساس ولكن لن ينساها ستكون ذكرى معه إلى حين أن يقرر ردها إليه..
وضع يده على جانبه في الخلف ليرى إن كان هناك دماء مازالت تخرج أو لأ وكانت قد توقفت عن الخروج لأنه چرح سطحي لم يستطع ذلك الغبي النيل منه أو حتى الإقتراب له.. بعث له باغبياء ېخافون من الهواء الذاهب خلفهم..
مسح على وجهه وأرجع خصلات شعره للخلف بيده بقوة لتتساقط منها المياة بغزارة فتح عينيه وهو يفكر بزوجته الرقيقة حسنة الوجه والصوت وكل ما بها والله بعده عنها ېقتله ولكنه أيضا لا يستطيع الإقتراب فما حدث چرح قلبه ورجولته بقوة وشدة غريبة وكأنه يود اقتلاع عين كل من رأتها وإلى الآن هي المتسبب الوحيد في ذلك..
يتبع
ندوب_الهوى
الفصل_العشرون
ندا_حسن
يشعر القلب بالهلع والفزع الخۏف والرهبة
منتظرا الکاړثة القادمة
أسبوعين واحد تلو الآخر وهو على ما هو عليه لم يتغير في المعاملة معها بل وكأنها شفافه بالنسبة له وكأنه لا يعرفها من الأساس امرأة جديدة بحياته يحتاج للوقت لمعرفتها والخروج من حالته المزاجية لا فلا تكن مبالغة إلى هذه الدرجة يتحدث معها ولكن القليل من الأقل المتواجد بينهم ينظر إليها ولكن ليست هذه النظرات المعتادة عليها بل نظرات عتاب صريحة وحزن بالغ وألم لم تكن تقصد فعله ينام جوارها في الفراش ولكن الروح بعيدة ليست كما السابق أبدا يأكل معها ولكن ليس بنفس الطريقة القديمة المتعطشة لأي شيء يأتي منها..
يعتبر أن ما حدث هي السبب الأساسي به لن تنكر أنها كانت السبب ولكن لم تكن تعرف حقا! ما ذنبها في أن شقيقتها هي من أخذت له الهاتف ما ذنبها في ذلك!..
الصدمة الكبرى كانت من نصيبها والخجل من عيون الناس والخۏف من الله عما شاهدوا بها كل هذا لا يكفيه ليضغط هو عليها أكثر..
نعم تخطت هذه الأمور وبسرعة لم تتوقعها ولكن لأجله ولأجلها ولأجل أن تثبت أن هذا لم يكن لها دخل به!.. هو حتى منذ ذلك اليوم لا يصلي معها صلاة الفجر كالمعتاد بينهم! يخرج للصلاة في المسجد ثم يعود مرة أخرى ويتركها تستفيق وحدها وتقوم بالصلاة وحدها!..
عقابه كبير للغاية فلو كانت فعلت ذلك عن قصد لم
تكن تتحدث من الأساس وكانت ستصمت لأنها المخطئ ولكنها لم تفعل.. لم تفعل ذلك عليه أن يكون أكثر
متابعة القراءة