رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا
المحتويات
به وأخذت واحدة من البصل لتقوم بتقشيرها وذهنها مازال يعمل في إتجاه زوجها وما تحدث به وداخل أذنيها كلماته تتردد بتواصل مستمر وعقلها يرهقها كثيرا كما قلبها بالضبط..
منه قطن وشاش طبي بوجه منزعج وملامحه منكمشة..
لفت يدها ثم خرجت من المرحاض تتوجه إلى المطبخ مرة أخرى تكمل ما كانت تفعله ولم يكن للبصلة أي دور اليوم في طعامها ولا تدري لما أخذتها من الأساس وهي قد أنهت كل شيء!...
تقدم إلى الداخل ليراها تقف تنظر إليه بغرابة استشعرها في نظرتها نحوه ولكنه أستمع إلى صوتها يخرج بهدوء
ابتسم بوجهها وهو يتقدم منها
الله يسلمك
أقترب إلى أن وقف أمامها مباشرة ومال عليها قليلا مقب أعلى رأسها بهدوء وحنان مبتسما وهو يحيط وجهها بكفيه مطولا في تلك القب البريئة أكثر مما ينبغي وهو يستشعر ذلك الدفء الذي يلقاه بين يديها مهما كان يفعل وكان يود أن يراه بشدة فهي توصل إليه الجفاء بطريقة مزعجة وحتى إن كانت تحاول أن تفعل عكس ذلك..
رفعت يدها الاثنين تضعهم على ذراعيه الصلبة ليبتعد حتى تتيح لها الفرصة الذهاب لترى طعاهما الذي تركته أبعد شف تيه عنها وعاد برأسه إلى الوراء ضاغطا على نفسه متصنع الابتسامة وداخله منزعج لكونها تتفهم ما الذي يريده وما الذي
يتحدث به ولكن تتجاهله بجدية تامة ويظهر ذلك بوضوح وكل منهما يخفي داخله أشياء وخارجهما يحاولان وبشتى الطرق أن تكون الابتسامة مرتسمة دون مجهود..
أبصر جاد يدها فأمسك بها بقلق ولهفة ورفع عينيه إليها يحركهما عليها سائلا باستغراب وقلق
مالها إيدك
ابتسمت بوجهه لتجعله يطمئن فقد ظهر عليه القلق الشديد وهتفت ببساطة وهدوء
عاتبها بعينيه قبل أن تتحرك شفتيه متحدثة
مش تاخدي بالك
سحبت يدها منه بهدوء وأردفت مجيبة إياه بجدية
سرحت وأنا بقطع الخضار بيها
تحركت بقدميها خطوة وأردفت مكملة حديثها
هروح أحضر الأكل
أبتعد هو الآخر إلى المرحاض وهو يراها تذهب إلى المطبخ وأردف مجيبا بود وهدوء
هغسل وأجي أساعدك
قام بغسل يديه ووجهه في المرحاض ثم قام بالتجفيف في المنشفة الموضوعة بالداخل خرج من المرحاض متقدما إلى المطبخ المتواجدة به وجدها تأخذ أطباق الطعام على صينية كبيرة متوجهة بهم إلى غرفة السفرة..
لم يتحدث معها بل كان يأكل في صمت وفعلت هي المثل إلى أن وصلت لمرحلة لن تستطيع الصمت بها نظرت إليه وهو يأكل بصمت وتركت الملعقة من يدها ثم ألقت عليه سؤالها كالقنبلة
أنت اللي كسرت محل مسعد
رفع عينيه عليها مثبت إياهم على نظرة عينيها تجاهه ويرى بوضوح ذلك الشك وانتظار الإجابة بفارغ الصبر ترك الملعقة وابتلع الطعام الذي بحلقه لتتحرك تفاحة آدم البارزة قابلها بسؤال مستغرب هو الآخر
ايه اللي خلاكي تسأليني السؤال ده
وضعت يدها الاثنين أمامها على الطاولة مجيبة إياه ببساطة ووضوح
سمعتك وأنت بتتكلم معاه وبتلمح لكده أنت وسمير
وهو الآخر ببساطة شديدة أومأ إليها وأكد حديثها وسؤالها قائلا
آه أنا اللي عملت كده
استغربت رده عليها بهذه البساطة ولم تكن تتوقع أبدا أنه من فعل ذلك حقا واستبعدته نهائيا أخفضت يدها ثانية ونظرت إليه بغرابة متسائلة بضيق
ليه!
اتسعت عينيه هو هذه المرة وهو يراها تسأله بمنتهى السهولة لماذا فعلها ألا تدري أم تتجاهل علمها كتجاهلها له هاتفها بحدة واستنكار مكملا بسخرية
ليه.. بتسأليني ليه وأنت المفروض
أكتر واحدة عارفه ولا عامله نفسك مش فاهمه حاجه ماهو ده أسلوبك الفترة دي
كادت أن تتحدث وترده عما يقول ويعتقده
جاد أنا....
قاطعها هو بحدة ونظرته مثبتة على عينيها العسلية يضغط بإصبعه السبابة على الطاولة بعصبية وهو يتحدث
ده مكنش ردي عليه.. مكنش المفروض أعمل كده أنا كان في دماغي شيء تاني كان هيخلص عليه ويمسحه من على وش الدنيا خالص بس استحرمت ولقيت نفسي بشيل ذنب بشع واحد زي ده مايستحقش اشيله علشانه ولو كان وقع تحت ايدي مكنش هيطلع غير مېت.. ولو مكنتيش منعتيني عنه كان زمانه مېت فعلا
ألقت عليه حديثها ساخرة وكأنه يقول هكذا لن يأتي ذنب عليه
وكده مش هيبقى حرام ومش هتشيل ذنب أبشع..
وضع يده الاثنين على الطاولة أمامه فاردا ذراعيه وأدار وجهه للناحية الأخرى قائلا بانزعاج وضيق يظهر على تعبيرات جسده ووجهه
أهو مماتش
حاولت أن تمتص ذلك الجفاء الذي ظهر في حديثهم فجأة وكل منهم كان يحاول مداراته سابقا رفعت يدها تضعها فوق كفه وتحدثت بلين وعينين محبة تنظر إليه
الحمدلله إنه مماتش لأني مكنتش مستعده إني اخسرك
ظهر عنفوانه المخفي معها هي دون أن يعلي صوته أو يغضب عليها بل سخر منها پعنف وتهكم شديد وهو يبصر ملامحها الجميلة
بس مستعده إنك تتجاهليني ومستعده إنك تزعلي نفسك وتقهريها بالشكل ده وتزعليني معاكي
أخذت يدها وابتعدت عنه قائلة بضيق وانزعاج وهي تزفر بحنق
جاد إحنا بنتكلم في شيء تاني
أجابها بحدة وتأكيد ليلاحقها ويتحدث فيما أراد
وأنا جاوبتك على الشيء التاني وقولتلك أيوه أنا اللي كسرت المحل فوق دماغه.. ودلوقتي جه دورك
أبعدت عينيها عنه لا تود الحديث في هذه الأمور حقا فعقلها مشوش بما يكفي لا تستطيع أن تستمع إلى حديث آخر منه تضعه على السابق ويشتت عقلها أكثر هي قالت ستتحلى بالصبر فليفعل هو الآخر
إحنا بكرة هنروح عندنا علشان سمير...
قاطعها مرة أخرى بطريقة فظة وهو يراها تتهرب من الحديث معه فيما يخصهم
عارف... متهربيش من الكلام
وضعت عينيها عليه وسألته مضيفة ما بين حاجبيها بعفوية قائلة بانزعاج
واشمعنى أنت تهرب براحتك يا جاد
قرر ما الذي سيفعله وعلم أنه لن يتهرب مرة أخرى وقليل من الوقت فقط وسيعترف لها أنه لا يحب سواها حتى لا يأتي عقلها بخرافات وتصدقها هي ببساطة قال بجدية شديدة وهناك لمعة غريب بعينيه
خلاص بطلنا... مش ههرب تاني وقريب أوي هقولك اللي يريحني ويريحك معايا يا هدير بس الصبر علشان أنا عارف تفكيرك هيقولك ايه لو أنا اتكلمت دلوقتي
نظرت إليه باستغراب ولم تفهم مقصده
من هذا الحديث وها هو أضاف شيء آخر على حديثه السابق يشتتها أكثر به حركت عينيها على ملامحه بهدوء ثم وقفت على قدميها لتخرج من الغرفة..
أمسك معصم يدها عندما رآها وقفت ولم تكمل طعامها فتحدث بلين وحنان ظهر عليه وهو يطالبها بالجلوس وكأنه لم يكن ېعنفها منذ قليل
اقعدي كملي أكل أنت مكلتيش
شبعت الحمدلله.. هعمل شاي
جذبت يدها منه وذهبت إلى الخارج لتقوم بإعداد الشاي لكلاهما فوقف هو على قدميه بعد أن زفر بضيق وحنق شديد ثم حاول تهدئة نفسه..
تقدم وأخذ صينية الطعام الفارغة من على الطاولة وبدأ بجمع الأطباق عليها مرة أخرى ليساعدها حتى لا ترهق نفسها أكثر من ذلك فيكفي عقلها عليها..
وقفت هدير في غرفة النوم بعد الاستحمام ترتدي ثوب المرحاض الأبيض الذي يصل إلى بعد ركبتيها بقليل وتحكم إغلاقه عليها جيدا تركته منذ قليل بعدما ارتشفت من الشاي معه وذهبت لتأخذ حماما باردا في هذا الجو الحار ربما تستفيق مما هي به..
أخرجت ملابسها ووضعتها على الفراش وتقدمت من المرآة ثم أخذت تمشط خصلات شعرها الطويلة الذي أصبحت باللون الأسود الحالك عندما ابتلت بالمياة حيث أن هذه الخصلات لونها أسود يخالطه البني..
جلست على المقعد أمام المرآة ثم رفعت إحدى قدميها على الأخرى وأخذت من مرطب الجسد الخاص بها وسارت تضع منه على قدمها بهدوء وراحة..
فتح باب الغرفة على حين غرة دون استئذان!. من من يستأذن هذا بيته وهذه زوجته!.. رفعت بصرها إليه وجدته قد أزال عنه قميصه القطني ليبقى بالقميص الداخلي كما كان في الورشة في الصباح..
نظر هو إليها وحرك عينيه الرمادية عليها من الأسفل إلى الأعلى وتوقف تماما على ملامح
وجهها الرقيقة وجهها الأبيض المستدير وعينيها العسلية الصافية شفتيها الوردية التي ترهقه بابتعاده عنها.. وذلك النمش البسيط الذي يرسم لوحة فنية على وجهها تظهرها غاية في الجمال والرقة..
وكم أشتاق لهذه الخصلات المتمردة دائما على وجهها..
وجدته يتقدم إلى الداخل وعينيه مثبتة عليها وقفت بلهفة وتركت المرطب على المرآة متوجهة إلى الفراش لتأخذ ملابسها ترتديها..
ابتسم جاد بسخرية على حركات الأطفال هذه وتقدم ناحيتها ووقف جوار الفراش معها أخذ من بين يدها الملابس ووضعها مكانها مرة أخرى متحدثا بتهكم
حركات عيالي أوي
نظرت إلى رمادية عينيه الساحرة ووجهه الوسيم الذي ابتسم يتهكم عليها وطوله الفارع وجس ده العريض الذي يخفي جس دها أمامه وجدته ينظر إلى شيء ما محدد في وجهها والرغب تكسو ملامحه متعتطشا إليها ومع ذلك يبدو الهدوء على وجهه شيء أساسي..
وحشتيني
رفع يده اليمنى إلى وجنتها يحرك إصبعه الإبهام عليها بتروي وهدوء ولم يستطع الإنتظار أكثر وهو يراها تنظر إلى عينيه بهذه الطريقة الساحرة التي تجذبه إليها وكأنها سحر حقا..
قبض على شف.. تيها بخاصته بطريقة حادة قليلا يرتوي منها كما يريد فقد ابتعدت عنه ومازال يطلق عليهم العروسان متحججه بالتشتت والانزعاج ربما والإرهاق محتمل لكنه الآن لا يستطيع فرؤيتها بهذا الشكل تجعله يفقد صوابه..
لم تمانع وكأنها كانت تريد قربه أكثر منه وما تفعله ما هو إلا الإبتعاد بطريقة هشة لا تصلح معه وأثار فضولها نحو نطقه باشتياقه لها هو دائم بقولها دائم بالاعتراف بهذا الاشتياق فقط دفعها إلى الخلف لتجلس على الفراش ومازال يعب ث معها بنفس الطريقة الحادة المتعطشة إلى قربها منه
متابعة القراءة