رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا
المحتويات
متوجها سريعا إلى أقرب مشفى منه ليسعفه ولم يأخذ كثير من الوقت بل أقل من القليل ومع هذا قلبه كان ېحترق وروحه تكاد تتركه وتفكيره شل!.. أصعب شعور مر عليه بحياته..
هذا والده سنده ظهره في الدنيا وحمايته ومهما كبر وكان رجل فهو لا يكون شيء سوى بوالده ووالدته لا يكون شيء من غيرهما..
خرج الطبيب المعالج لوالده من غرفة الطوارئ ليقف أمامهم متحدثا بنبرة عملية مطمئنة
بخير
متقلقوش
أقترب منه جاد تحت أنظار الجميع وتسائل بلهفة تتحدث على ملامحه
يعني هو كويس.. مفيش حاجه
أومأ إليه الطبيب بابتسامة ليجعله يطمئن ونظر إليه بعمق قائلا بتساؤل وقد شعر أن هذا الرجل أقرب من القرب إليه
أنت ابنه.
أومأ إليه جاد ومازالت اللهفة ترتسم على ملامح وجهه والخۏف يتصبب منه أمام الجميع في محاولة منه أن يخفي كل هذا ويجعلهم ينظرون إلى القوة فقط المصطنعة!
تسائل جاد باستغراب وجدية قائلا
مرة واحدة كده
أشار له الطبيب بيده وهو يهتف مكملا بعملية شديدة
لأ هو عنده السكر والضغط وملغبط في الأدوية فحصله إغماء.. متقلقوش دي حاجه بسيطة وهيخرج بالليل إن شاء الله
أومأ إليه جاد بعد أن زفر بقوة وهو يشكره
شكرا يا دكتور
تقدمت والدته منهم بعد أن مسحت بيدها دموعها وأقتربت من الطبيب تقول بلهفة
ابتسم إليها الطبيب قائلا
معلش يا حجه مش هينفع دلوقتي لكن معانا اليوم بطوله تقدري تقعدي معاه
شعر أنها انزعجت وبشدة أيضا وظهر عليها الإحباط الشديد فابتسم وكأنها والدته وقال بمزاح ليخفف عنها
متقلقيش هدخلك عنده لوحدك وهمنع الزيارة
ابتسمت بوجهه شاكرة إياه بجدية فرحل الطبيب بعد أن تمنى الشفاء العاجل له نظر جاد إلى والدته وتذكر الصړاخ الذي استمعه منها لقد خاڤت بشدة عليه!. هل شعرت أنه يفارق الحياة لذا صړخت بكل قوة.. لقد كانت ټموت من البكاء وهو صب كل تركيزه على والده ولكنه مع ذلك لم يغفل عنها..
وهو تمنى المثل حتى لا يبقى ليوم واحد بدونها ما هذا الحب!.. كل هذا من العشرة الجميلة والأصل الطيب والده ووالدته من أصل طيب خلوق يظهر في كل وقت وحين وفي كل ضعف وقوة..
أقترب من والدته التي جلست على أقرب مقعد جلس جوارها وعلى الناحية الأخرى عمه وابن عمه أقترب منها محتضن إياها بحنان وهدوء رأى أنها هي من تحتاج إليه في هذه اللحظات الصعبة..
الساعة الثالثة عصرا
إلى الآن عقلها لا يريد إلا سواه أتدرون كيف!.. عندما يرى السلطان إمرأة ويشتهي وجودها بحياته ومهما كلفه الأمر يفعل ذلك!.. أنها هي تشتهي وجوده تريد الإقتراب أكثر تريده هو لا تدري إن كان هذا حقا مرض أم شيء آخر ولكن هي تريده تريد أن يكون أقرب من القرب نفسه إليها..
بعد أن تضع خطة محكمة وتجعل زوجها يقوم بتنفيذ أمر الطلاق وتكون من بعدها حرة وتستطيع أن تتزوج من جاد..
التفكير في الأمر يجعلها في قمة السعادة أن يكون ملكها زوجها يتواجد معها في كل مكان ويراه الكثير ويعلم أن ذلك الرجل القوي الوسيم زوجها!.. يا لها من سعادة مطلقة ستأتي في ذلك الوقت فقط..
هبطت من السيارة أمام الورشة وزعت نظرها على
من في الداخل فلم ترى أحد والباب مفتوح تقدمت بخطوات بسيطة وهي تنظر حولها بدقة وتدعو أن تبصره ولكن أبصرت غيره
نعم.
نظرت إلى عبده الذي ظهر من الداخل على حين غرة وتحدث بطريقة فظة معها ونظراته فظة أكثر منه أجابته بتعالي ونظرة مستحقرة
فين جاد..
نظر إليها باستغراب شديد بسبب هذه الثقة التي تتحدث بها وهي تتسائل عنه حتى دون ألقاب نظر إليها من الأعلى إلى الأسفل بطريقة استحقرتها أكثر
الاسطى جاد مش هنا
وضعت يدها أمام صدرها وتسائلت بجدية شديدة وهي تقترب منه
أيوه فين يعني.. عندي معاد معاه
عندما قالت هكذا ظن أن هناك ميعاد بينهم حقا فقال بجدية وهو يبتعد للداخل حتى ترحل هي وتتركه
الاسطى جاد في المستشفى
وكأنها صدمت بسيارة تأتي على أكبر سرعة لديها بعد أن استمعت هذه الكلمات صاحت بقوة وصوت عالي يشوبه القلق
ماله حصله ايه
نظر إليها باستغراب أكثر ولكنه لم يعيرها أدنى اهتمام وقال بجدية مرة أخرى
مش هو ده الحاج رشوان أبوه
تنفست الصعداء وهي تستمع إلى أن الضرر بوالده وليس به لو كان جاد بيده القرار لتمنى أن يكون به هو.. بعد ذلك تسائلت عن اسم المشفى وقررت الذهاب إليه أمام الجميع لتثبت حضورها وليعرفها الجميع ويعرف أنها من المقربين ب جاد وهذا ما نسبته إليه ولم يفعله أبدا..
وكأن تفكيرها معاق أو به شيء مختل! وكأن نظرتها سارقة إن وقعت على شيء ملك غيرها
أرادت أن
يكون لها..
ستذهب لتفعل ما يجب عليها فعله ولتكن أول من وقف بجواره حتى لا ينسى هذا إلى الأبد..
ذهبت هدير مع والدة سمير إلى المشفى المتواجد بها والد جاد ليطمئن قلبها عليه حاولت أن تتحدث مع جاد ولكنه في الأساس ترك هاتفه في المنزل عندما هبط على عجلة من أمره ولم يأخذ أي شيء معه حتى الأموال لم يأخذها بل سمير هو من ذهب ليأتي بالمال ليكون معهم إذا أرادوا أي شيء لقد حدثت مريم زوجها عندما علمت شقيقتها أن جاد ترك الهاتف اطمئنوا عليه ثم ذهبت هدير مع زوجة عمه ليكونوا بالقرب منهم في هذا الوقت..
وقد كانت هي تود الإقتراب منه إلى أن تكون داخله لتخفف عنه ما عناه اليوم فقد كان الهلع يكاد يوقف قلبه عن العمل وروحه تزهق مع والده عندما وقع نظره عليه في هذه الحالة..
اشفقت عليه كثيرا وشعرت أن عليها التقرب منه الآن متناسين أي شيء بينهم عليها أن تكون الزوجة الصالحة وتقف جواره في مثل هذا الموقف وتبعد كل حزن عنه وتترك ما يحدث بينهم خلف ظهرها وكأنه لم يحدث من الأساس..
والدته تحتاج لمن يدعمها وسيكون هو هذا الداعم وهو في الخفى يريد داعمه وستكون هي كذلك..
الجميع يجلس في المرر مقاعد متجاورة ومقابلة لبعضها جلست والدته وجوارها والدة سمير تمدها بالدعم والحديث اللين عن كونه سيكون بخير وهي جوارهم وفي الناحية الأخرى يجلس عمه وابنه..
رفعت نظرة عينيها إليه لتراه يقف على قدميه جوار باب غرفة والده مستندا بظهره إلى الحائط رافعا قدمه اليسرى إلى الحائط أيضا ويضع يديه الاثنين خلفه..
وقفت بهدوء وتقدمت تسير بثبات ناحيته وعينيها تتعمق بعينيه الرمادية الحزينة المناجية إياها لقد استشعرت احتياجه لها فقط من نظرة عينيه المنكسرة الدامعة وقفت أمامه مباشرة وابتسمت بوجهه برقتها المعهودة سابقا قبل كل ما يحدث بينهم وقدمت يدها إلى وجنته تتحدث بلين وحنان
هيبقى كويس متقلقش يا جاد
وضع قدمه اليسرى جوار اليمنى يقف معتدلا أمامها على الأرضية ابتسم بوجهها ب إرهاق شديد يظهر بوضوح وحمل لها داخل قلبه ما تحاول فعله معه متناسية كل ما يفعله هو هذه الفترة وضع يده فوق يدها الموضوعة على وجنته
إن شاء الله
اشتد بيده على يدها بقوة ممسكا بها مطالبا بالشعور أكثر أنها جواره ومعه وله مهما حدث بينهم وتناسى كل شيء وبقيت هي أمامه تنظر إلى عينيه الرمادية المطالبة بالمزيد..
جاد!.. باباك عامل ايه دلوقتي.. أنا اټخضيت لما عرفت هو كويس مش كده..
ظهور هذا الصوت مرة واحدة تحت مسامع الجميع خلال صمت تام جعل الجميع ينظر ويتساءل!..
استمعت هدير إلى هذا الصوت الذي تعرفه جيدا يأتي من خلفها بلهفة
كبيرة ظهرت بنبرتها والشوق يتخللها بوضوح غير نطقها لاسمه دون ألقاب بينهم وهي التي لم تستطيع فعلها إلا عندما أصبحت زوجته!..
نظر إلى الصوت الذي أتى من خلف زوجته حقا لقد كان سارح بها وبرقتها وجمالها وداخله يفكر باشياء كثيرة ولم يرى هذه التي تتحدث الآن متى أتت إلى هنا وكيف علمت ومن من!..
نظرت هي إليه وإلى زوجته التي استدارت تنظر إليها بجدية تامة وربما حدة مفرطة أو أكثر أيضا الجميع مستغرب وجودها هنا ومن أين تعرف جاد ابنهم البسيط!..
تقدمت أكثر إليهم ونظرت إلى جاد بلين ورقة ورسمت ملامح الخۏف واللهفة جيدا عليها لتقول
جاد!.. باباك كويس
سحبت هدير يدها بهدوء وهي تعطي له مساحة للرد ولكن في حضورها بينهم نظر إلى يدها التي تأخذها منه بهذا البرود وعلى وجهها هذه النظرة!.
استدار لينظر إلى كاميليا وحقا هنا ازداد قلقه أكثر بعدما اطمئن على والده هتف بجدية
الحمد لله كويس.. تعبتي نفسك ليه كده
ابتسمت بنعومة ونظرت إلى عينيه الرمادية قائلة بدلال واضح وبين يدها ورود أتت بها إليه
هو فيه حد أغلى منك اتعبله بردو يا جاد
الجميع على ملامحه ترتسم الدهشة والصدمة والاستغراب الشديد نظر إليها سمير بقوة وهو يعلم من هي وقد رآها تقف سابقا معه ولكن لم يكن يعلم أن العلاقة بينهم تصل إلى هذه الدرجة..
أن تناديه بإسمه هكذا أمام الجميع وبهذا الدلال!.. أن تتغزل به هكذا أمام زوجته وعائلته!.. لم يكن يتوقع أن هناك من يستطيع أن يفعل هذا وبالأخص لو كانت مرأة ف جاد يعشق زوجته مؤكد لا يريد أن تهتف بهذا الحديث أمامها..
بينما والدته شعرت بالضيق الشديد يجتاح كيانها لرؤية هذه المرأة تتحدث بهذه الطريقة أمام زوجته!.. وهذا ولدها لا يفكر بزوجته وإحساسها كيف سيكون بعد هذا الحديث الغريب عليهم كعائلة وعاداتهم وأخلاقهم لا تسمح بمثل هذا الحديث ولا هذه النظرات الوقحة..
نظرت إلى هدير بشفقة التي وجدتها تنظر إلى جاد منتظرة منه الرد عليها والذي طال كثيرا وكأنه يستوعب ما الذي تفوهت به..
ابتسم بتصنع كان في هذه اللحظة بالتحديد يظهر بوضوح لأن الكلمات لجمت لسانه وجعلته
للحظات لا يستطيع الرد
متشكر
أنا كنت رايحة الورشة علشان أشوفك عرفت
من الولد اللي شغال هناك بصراحة مقدرتش مجيش اطمن على والدك وعليك
في تلك اللحظات لم يستطع أن يجيب عليها حيث أن زوجته نظرت إليه بجدية تامة
متابعة القراءة