شخبطة قلم بقلمي سارة مجدي
المحتويات
شخبطة ١
دلف الى المقهى و وقف امام مكينه صنع القهوه و دون ان يرفع عينه عن هاتفه قال بعمليه
كوب قهوه سوداء .. بلا سكر
لم يصله رد لكن صوت مكينه القهوة اخبره ان قهوته فى الطريق ... و بعد عده ثوان قليله وصله صوت رقيق
قهوتك سيدي
رفع عيونه لصاحبه الصوت ليشعر ان قلبه قد خرج من مكانه و انه تناول الف كوب قهوه و الډماء فى عروقه تتسابق لتصل الى قلبه الذى كاد يتوقف من ذلك الجمال الذي يراه بعينيه وقال دون وعي
و انا ڠرقت فيها و لن اجد افضل من جمال الشكولاته بعينك الذائبة فى قهوه بشرتك و اصبحت لي إدمان
شخبطة ٢
أخذتني قدماي الى ذلك المقهى حين رأيته اول مره و كأن قلبي يخبرني ان هناك فرحه تنتظرني
لم اكن يوما ممن يسيرون خلف اهوائه نفسهم لكن اليوم قلبي و عقلي قد اتفقا
فتحت عيني لاجده يقف أمامي بأبتسامته المميزه و قبل ان افهم اى شىء قال هو ببعض الڠضب
انتظرتك طويلا أين كنت الا تعلمين ان ها هنا قلب ينتظر ظهور القمر و ظلام شديد يرجوا فجر النهار
نظرت الى عينيه من جديد و ابتسمت بسعاده
لكن ما هذا الصوت من يناديني بذلك الصوت الحاد
اصحى يا موكوسه عندك شغل
حين فتحت عيوني اخذت نفس عميق ببعض السعاده الحزينه حلم جديد لم و لن يتحقق يوما
وصلت الى المقهى الذى اعمل فيه منذ ثلاث سنوات و فتحت الباب ليقابلني هدوء غريب لم اعتاد عليه لكننى لم اهتم كثيرا بذلك رغم غرابته
هو يوم باين من اوله
خطوه اخرى داخل المقهى و سقطت فوق رأسي الكثير من البالونات و الشرائط الملونه و صوت تصفيق و موسيقى رومانسيه رائعه و من بين كل هذا ظهر هو ينظر الى بتلك الابتسامه التى تنسيني اسمى و اين انا و من اكون ... اقترب منى حتى لم يصبح يفصل بيننا سوا خطوه واحده و قال
قطبت حاجبي باندهاش و انا اقول بطفوليه
انت مش بتتكلم فصحى ليه
ليضحك بصوت عالى و امسك يدى و وضع بها خاتم رقيق لامع و هو يقول
انا احبك سيدتي بل اذوب بك عشقا
لاضحك ببلاه و انا انتظر ان استمع لصوت امى الصارخ و استيقظ من النوم لكننى وجد نفسى اتلقى التهاني من صديقاتي و هو يغمز لي بمشاغبه لأعلم ان الحلم تحقق و اصبح حقيقه
الاحلام ليست مستحيله فقط امن بها و صدقها .. ستتحقق
شخبطة ٣
كنت بجانبها يدي تحتضن يدها و كآن تلك النيران تسير فى عروقى بدلا عنها ... انا من اصيب بالسړطان لا هى ... لن اسمح لها ان تتركني جسدها الهزيل و تلك الهالات السوداء التى تحيط عينيها و شحوب وجهها كل ذلك واضح على ملامحى وجسدى انا
فهى روحى و هى كلى و نبضات قلبى هى الډماء التى تسري فى وريدى و الهواء بداخل صدرى
قال الطبيب ان تلك جلستها الاخيره و ان لم يجدوا تقدم فى حالتها لن يهرقوا جسدها بمزيد من الادويه و سيتركوا الامر لرحمه الله و عطفه
و لكن كيف هذا .. كيف يقولون لى ان استعد لتوديعها كيف يتخيلون اننى قادر على فراقها ... كيف يتخيلون انني سوف اكون على قيد الحياه بعد رحيلها
فاليوم الذى يتوقف نبضها ستكون روحى قد عادت الى خالقها
فتحت عيونها تنظر الي بابتسامتها التى تزرع بساتين السعاده فى قلبي و قالت بصوت هامس
سوف اشتاق اليك كثيرا
لن تتركيني
ليس بيدى
نحيى سويا و نرحل معا
حركت راسها يمينا و يسارا ثم قالت
و لمن اترك مهمه اسعاد اهل الارض و كيف احرم البشر من ان تنجب لهم الكثير منك
قبلت يديها التى لم تفارق يدى يوما لتكمل هى كلماتها بصوت متقطع
سوف تحيا من اجلي و تنجب الكثير من الاطفال و لكن بشرط ان يكونوا مثلك بقلوب طيبه و عيون حانيه شجعان و رجال اقوياء
لا تتركيني انا بدونك ضعيف
حقق احلامنا تزوج و اصنع بيت خشبي كبير بحديقه غناء و ارجوحه سوداء و لا تنسى جدول الماء الرقاق و اطفال كثيره تركض هنا و هناك
رفعت يدى الى فمها و قبلتها بضعف و هى تقول
اشكرك سيدي على تلك السنوات من السعاده و الهناء و سوف انتظروك فى الجنه هناك تأخر كما يحلو لك و اسعد بالحياه و لكن لا تنسى موعدنا يوما فأنا على انتظار من الان
و اغمضت عيونها بسلام لأرى امامى وجه ابيض رقيق و قد ذهبت تلك الهالات و تحول الشحوب الى جمال يخطف الانفاس و لكن تلك الدموع الغبيه لا تجعلني استطيع الرؤيه جيدا كنت امسحها عن عيني لكنها تعود من جديد ... اريد ان أتأملها بحريه لكن قلبي يؤلمني روحى تغادر جسدى
رحلت حبيبتي ... رحلت من كنت ارها الكون و ارى بها الكون رحلت و تركتني
بعد مرور عشرون عاما و امام شاهد قپرها اقف هناك و جوارى اولادى الخمس نقراء الفاتحه على روح من كانت روحى ... و ندعوا لها بالرحمه اخبرتهم عنها رغم اننى اعشق زوجتي سيده راقيه مميزه لكن يبقا بداخل روحى جزء لا ينتهى لها هى ... هى و فقط
غادروا الولاد لاضع يدى فوق شاهد القپر و انا اقول
انتهى وقت الانتظار و حان موعد اللقاء
و بعد ذلك اليوم بعده ايام كان الخمس اولاد يحملون نعش والدهم و يبكون بصمت ذاهبين به الى مسواه الأخير ... فلقد حان موعد اللقاء الذى تأخر لسنوات رغم ان هذا هو موعده المقرر مسبقا
شخبطة ٤
صعدت الى القطار و جلست فى مكانها المعتاد امامه مباشره و ككل يوم تضع نظارتها السوداء حتى تستطيع متابعه كل حركه منه طوال الطريق .. دون ان ينتبه لها ... لكنها اليوم ظلت تبحث فى حقيبتها على نظاراتها و لم تجدها لتنفخ بضيق ليرفع عينيه عن كتابه و نظر اليها نظره سريعه ثم عاد ينهم من تلك الكلمات الرائعه التي اجاد الكاتب ترتيبها و صياغتها
نظرت الى النافذه و دون رغبتها تجمعت الدموع فى عيونها ماذا ستفعل الان لن تستطيع ان تنظر اليه و متابعه حركه عينيه اصابعه التى تتحرك على الكتاب برتم متناغم طرقات حذائه على ارض القطار و حاجبه الذى يرتفع من وقت لاخر .. بعد عده ثوان وجدت يد ممتده امام وجهها تمسك بنظاره سوداء نسائيه مميزه رفعت عيونها لصاحب اليد لتجدوه هو ينظر اليها بابتسامه صغيره و قال
لا تبكي اشتريتها من اجلك حتى تستطيعى مراقبتي من خلفها اذا فقدت نظارتك يوما
شهقت بخجل ليبتسم وهو يكمل
لست وحدك من تراقبيني انا ايضا اراقبك من خلف كتابي دون ان تنتبهي
لتضع يديها فوق وجهها تخبئه بخجل ليضع النظاره على قدمها و هو يقول
لا تخجلي يا كحيله العينين فالخجل يزيد من جمالك و يضعف قلبي الصغير
عاد يجلس مكانه من جديد و رفع الكتاب امام وجهه و هو يقول
كل شىء عاد لمكانه و لم يحدث شىء
ابعدت يديها عن وجهها تشعر بالصدمه من كل ما حدث تحاول التأكد انها لم تكن تحلم ... و داخلها احساس ان يكون كل هذا خيالها الذي يتوق لقرب الجالس امامها
لكنها وحين نظرت اليه و جدته ينظر اليها من فوق الكتاب ثم غمز لها بمشاغبه لترتدي النظاره تراقبه من خلفها و تترك له الفرصه لمراقبتها و على وجه كل منهم ابتسامه سعاده لم يشعر بها من قبل
شخبطة ٥
كانت تسير منحنيه الظهر تحضر بعض الطعام البسيط و بعد عده دقائق عادت الى الغرفه الصغيره التى تضم سرير و خزانه فقط غرفه بسيطه لكن دافئه و تحمل الكثير من الموده و الرحمه
وضعت الطعام ارضا امام زوجها الذى كان يحاول حياكه جلبابه الذي مزق اليوم و هو يغادر المنزل متوجهه الى المسجد لتضحك هى قائله
هات انا هخيطه انت نظرك بقا شيش بيش خالص
ليمد لها يديه بالجلباب و الابره و قال و هو يضحك
عايز نظرى فى ايه كفايه شايفك بقلبي
لتضحك بخجل انثوي لا تخفيه السنين و لا يبدله السن فالمرأه هى المرأه الكلمه تسعدها او تشقيها
يا راجل اختشى بقا متكسفنيش
ليمد يده يقطع قطعه خبز صغيره و اخذ بها بعض الفول و مد يده امام فمها و هو يقول
بسم الله يا فاطنه
فتحت فمها تلتقط منه الطعام و قالت بعد ان رفعت يديها الى السماء
تشرب من ايد النبي يارب
امين يا فاطنه انا و أنت بحق جاه الحبيب محمد
انتهت من حياكه الثوب و كان هو انتهى من اطعامها و تناول طعامه مدت يدها بالثوب تجاهه ليقول لها
علقيه فى الدولاب على ما اعملنا كبيتين شاي
و قبل ان يغادر الغرفه وصلهم صوت جارهم الشاب صاحب الثلاث و الثلاثون عام الذى تزوج منذ عده اشهر يتحدث مع زوجته بصوت عالي و يصفها بالاهمال و بأنها ليست زوجه جيده فى حين ترد زوجته عليه بانه غير اهل للمسؤليه و انها ليست خادمه فى منزله ليقول سالم بحزن
لا حول و لا قوه الا بالله ... ربنا يهدي بكره هبقا اكلمه يمكن ربنه يهديه على مراته
و انا هكلم مراته علشان تهدي و تعقل ..
متابعة القراءة