شخبطة قلم بقلمي سارة مجدي
المحتويات
الفضول قد قتل الهرة و أنت فضوليه لذلك ماذا تتخيلين ان يحدث لكي خاصه بعد كل ما قمتي به
ليزداد جحوظ عينيها و بدء جسدها ينتفض و حرارتها ترتفع ... حتى ان جسدها بدء فى الارتفاع عن الارض ثم فتحت النافذه بقوه لم ينتبه لها اى شخص من الماره او يرفع راسه ليرى سبب تلك الاصوات ... و هذا ما جعل الخۏف يتصاعد بداخلها و كأنها ترى امامها الان ما سيحدث لها ... همس اخر جعلها تتأكد من مخاوفها
و بالفعل اتسعت ابتسامه هتان اكثر حتى ظهرت اسنانه الصفراء بشكل مقزز و بدأت عينيه تتحول الى عيون طوليه الشكل و انف مدبب و ظهر له قرون فى راسه تشتعل بها الڼار
و فى وسط تأملها بملامحه المخيفه سمعت همسته الاخيره قبل ان يصطدم جسدها بالارض و تفارق الحياه
لتغمض عيونها فى استسلام لم تشعر بتجمع الناس حولها و لم ترى دهشتهم و هم ينظرون الى النافذه الخاصه بها كيف فتحت و من هى و كيف سكنت تلك الشقه و ما حدث لتسقط منها
حتى ان احدهم ركض الى الاعلى ليرى اذا كان هناك حد ما لكنه وجد القفل الكبير الصدء على الباب كما هو ... و خيوط العنكبوت التى تملىء الباب لم يلمسها احد
و حتى وصلت سياره الشرطه و الاسعاف ظل الناس يقفون جوار جسدها الغارق فى بركه من الډماء و من بينهم شاب طويل بجسد رياضي و شعر اسود كثيف و حاجبين شديدى الكثافه و شارب كبير و ذقن طويله
حين تنظر اليه تشعر انك تنظر الى غابه من الشعر يظهر فى منتصفها عينان و انف حتى فمه مختفى تماما بين تلك الغابات
هل يعرفها احدكم !
حرك الجميع رؤسهم يمينا و يسارا و كأنهم نيام ليقول هو بعيون تلمع بڼار الچحيم
فليرحمها الله إذا
و تحرك مغادا بعد ان سلسل روحها بقيود من ڼار لن تنحل ابدا فما كانت تقوم به سابقا ذنب كبير و كان لابد لها من دفع ثمنه مهما كان غاليا و مؤكدا ليس هناك اغلى من روحها التي وهبتها الى الشيطان طواعيه رغبه فى تحقيق حلمها و فعل ما حرمه الله و الان دفع الثمن و انتهى الامر ... و يبقا لها عڈاب الله فى الاخره
وقفت تنظر الي المياه الجارية ودموعها تشببه تلك المياه وهي تسيل فوق وجنتيها لقد ملت كل ما يحدث معها ولن تستمر اكثر من ذلك في تلك الحياه الظالمه لم تستطيع تحمل كل هذا الظلم والتنمر و الضغط النفسي بأبتسامة وإظهار عدم المبالاه وبداخلها ټموت قهرا.
مسحت دموعها بظهر يديها وأخذت نفس عميق وصعدت على ذاك السور الحديدي لقد أخذت قرارها سوف تقفذ في المياه وهي لا تستطيع العوم فمۏتها مؤكد وسريع.
هل تعلمين انك جبانهتهربين بالمۏت.
نظرت اليه بأندهاش شاب ثلاثيني شديد الوسامة عيون خضراء لم ترى شبيه لها من قبل ولحيه منمقه لذقن حادة وشامخه وشفاه تشعر انها مطليه باللون الاحمر القاني من الوهله الاولى وجه ابيض صافي كأنه لم يتعرض لأشعة الشمس يوما .
انها لم تعتاد النظر في وجوه الرجال لكن ذلك الرجل الذي يقف بجانبها لم ترى مثله من قبل.
اكمل كلماته دون النظر اليها
المۏت ليس نهايه لعذابك انما هو بدايه عڈاب اقوى وأشد انت الان تعلينن انك قد يأستي من رحمه الله ورغم ذلك تعتقدين انك ستجدين الجنه في إنتظارك كيف هذا
ادار راسه ينظر اليها وقال بقوة رغم لين صوته
ماذا فعلتي لتستحقي الجنه وماذا قدمتي من أجلها
اخفض عينيه ينظر الي هيئتها بشكل مفصل بنطال ضيق وفوقة قطعة قماش صغيرة تكاد تغطي جسدها بذراعين مكشوفان وخصلات شعرها تتطاير حولها اكمل قائلا
هل التزمتي بما امرك الله به اديتي فروضك تقربتي الي الله بالنوافلوالصيام... ارتديتي من الملابس ما يستر جسدك ويحميه من العيون كما امرك الله
اخفضت راسها بخجل وهي تفكر انها كانت تفعل كل هذا سابقا لكن كلما تحدث معها شخص بأن الحجاب يظهرها اكبر من سنها خلعته و ملابسها المحتشمه تجعلها تشبه العجائز قصرتها وجعلتها تحدد معالم جسدها اكثر والكثير من الكلام مثل لن تتزوجي من سيقبل بك وأنت بهذا الشكل انك تشبهين جدتي.
يعلم جيدا ما تفكر فيه الان لكنه لم يشفق عليها واكمل قائلا بيعض السخرية
طوال حياتك كنت تابع لصديقاتك وبعض الناس السيئين لم تكوني امه مطيعه الي رب العالمين واليوم تعلنين انك لا تثقين او تؤمنين بقدر الله واختياراته لك تعترضين على قضائه وبداخلك يرجوا الجنه كيف هذا
مد يده لها واكمل قائلا
بدلا من التفكير في المۏت عودي الي الله اقتربي منه في محرابه الامان وطاعته هي سر السعادة الحقيقيه اغلقي عينيك وأذنيك عن حديث الناس واستمعي فقط لكلمات ربك عودي الي الله انه الملجىء والمعين عودي الي الله هو نجاتك وسر سعادتك.
ظلت تنظر الي يديه تشعر انها تضيء امامها وكأنها بها نور رفعت يديها حتى تمسك بيديه لتنزلق قدمها لينتفض جسدها بقوة ظلت تتلفت حولها لتكتشف انها مازالت تقف مكانها تنظر الي المياه والدموع تسيل فوق وجنتها إذا من هذا وأين ذهب وكل ما حدث الان هل هو محرد حلم وخيالات ام حقيقه ظلت تتلفت حولها تبحث عنه لكنها لم ترى شيء كل شيء كما كان الناس تسير من حولها دون ان ينظر اليها احد او يهتم بوجودها
أخذت نفس عميق ورفعت عيونها الي السماء وقالت بأبتسامة صغيرة
أستغفرك ربي وأتوب اليك جئت اليك تائبه فأقبلني أعدك بأن اسير في طريقك راضيه ارجوا عفوك ورضاك.
وسريعا عادت الي سيارتها ومباشرة الي بيتها ودلفت الي غرفتها توضئت وارتدت اسدالها ووقفت بين يد الله تدعوه المغفرة وتقبل التوبه تعده بأن تطيعه و تجاهد نفسها وشياطين الأنس والجان و تطلب العون.
دلفت والدتها الي الغرفه تطمئن عليها لتجدها ساجدة تصلي فأبتسمت براحه وهي تدعوا الله لها بالثبات كان قلبها ېحترق بڼار الخۏف عليها لكن الحمدلله لقد استجاب الله لدعواتها.
سنوات طويله مرت عليها وها هي الان تجلس في غرفه مكتبها بعيادتها النفسيه تستمع لمبررات ذلك الشاب الذي حاول الاڼتحار وقد تم انقاذه وككل حاله مشابه تجد كلمات ذلك الملاك الذي ظهر لها في هيئه بشړ او هكذا هي تراه
تجد نفسها تقولها لمرضاها الذين يعانون من الكثير من المشاكل منهم من يشبها في ضلالها القديم ومنهم من لايجد احد ينصحه يتقرب اليه او يشعره بالامان منهم من يعاني الوحده ومنهم من خسر المثل والقدوة ومنهم من ماټ في عينيه كل شيء لتأتي كلماتها التي تفتح لهم ابواب كثيرة مغلقه ليجدوا خلفها الكثير من البركة والسعادة وراحه البال الامل في بدايه جديدة صحيحه.
شخبطة ١٤
تنظر الي الزهرة البيضاء التي نبتت داخل الحوض الصغير على سور شرفتها وبداخل قلبها أمل جديد يولد
هي لم تفقد يوما أملها او ثقتها بالله .. ها هي تقف تنتظرة يعود لها بنتائج التحاليل الأخيرة
اليوم ستعرف إذا كان المړض قد رحل عن جسدها ام انها ستعود لتدور في دائرة العلاج الكيماوي من جديد
طرقات على باب غرفتها جعلتها تغمض عيونها ويدها تلمس بتلات تلك الزهرة الصغيرة ... شفاهها تتحرك بدعوات ينطقها قلبها قبل لسانها
لم تستطع ان تلتفت اليه ... صوت خطواته وكأنها تسير فوق قلبها ... انحدرت دمعة وحيدة فوق وجنتها حين تكلم قائلا
هل تقبلين الزواج بي
التفتت تنظر اليه باندهاش .. ليقترب خطوة واحدة بعد ان وضع الأوراق الذي يحملها على الطاولة وقال من جديد
هل تقبلين روز
أنت تعلم جيدا انني موافقة منذ سنوات ولكن ما كان يمنعنا ..
لم يعد يمنعنا شيء ... متي نستطيع إقامة حفل الزفاف
انحدرت المزيد من الدمعات فوق وجنتيها وهي تقول
هل رحل المړض
دون عودة.
قالها وتلك الدمعة الحبيسة تغادر عينيه .. تصف كم الألم الذي يشعر به .. لكنها ابدا لم تنتبه وركضت اليه تضمة بقوة ليغمض عينيه بقوة وهو يهمس لنفسه
ولن أسمح لك بالرحيل إلا وأنت زوجتي
لم تستمع الي همسة فصوت قلبها والسعادة التي تشعر بها الان لا تجعلها ترى شيء سوا أنتهاء الآلم وتوقف عن أخذ تلك الحقن وشعورها بأن النيران تسير داخل عروقها لتقول بسعادة
إذا ل نتزوج
أبعدها عن صدرة حتى يستطيع النظر الي عينيها وقال
ل نتزوج
قال كلماته وأمام عينيه يقف الطبيب يخبره بأن المړض قد أنتشر في كامل جسدها ولم يعد في إمكان الدواء فعل أي شيء لها .. كل ما تحتاجه الان هو ان تعيش سعيدة وتحقق كل ما تريد وتتناول بعض العقاقير المسكنة
تلقى هو الصدمة وقرر تنفيذ نصيحه الطبيب دون ان تعلم بشيء
سوف يتزوجها ويذهب بها الي كل الأماكن التي تحلم بزيارتها سوف يقضون شهر العسل في المالديف ... ويذهبان الي دبي لتقوم ب الشوبنج .. حتى انه سيتغلب على كرهه لأصحاب البشرة الصفراء الذين لا يظهر على ملامحهم علامات الكبر ويذهب معها الي كوريا علها تلتقي بذلك الممثل الوسيم وسوف يختتم تلك الرحلة بزيارة بيت الله الحړام ... وبذلك يكون قد حقق لها قائمة أحلامها
وهو يقول
من اليوم سوف نحيا كما نريد .. لن يوقفنا أحد او مرض ... لنتزوج روز لنتزوج.
أومأت بنعم وهي تردد خلفه
لنتزوج
شخبطة ١٥
تجلس داخل المقهى تحتسي كوب من القهوة قبل ان تذهب لتباشر عملها في مكتبه الحي ... هذه عادتها دائما ... بذلك الفستان الأحمر المزين بنجوم بيضاء صغيرة .. والتي تجعل قلوب العاشقين تسقط أسفل قدميها راغبين في وصالها ... دائما تأتي إلي ذلك المكان لتنعم بنسمات الصباح الهادئة في ذلك المقهى الذي يتميز بتصميمه الكلاسيكي مع صوت جارة القمر فيروز ... ورائحه المقهى المميزة بين القهوه المحمصه ورائحه البحر المنعشه .. وبين صفحات كتابها تنعم بتلك اللحظات الخاصه جدا ... غير مهتمه بما يدور حولها من دخول او خروج رواد المقهى ولا ترفع
متابعة القراءة