شخبطة قلم بقلمي سارة مجدي

موقع أيام نيوز


بتردد ثم قالت بصوت ضعيف. 
لن تكون رسالتي عتاب ولن تكون ملام .. فأني تركت العتاب منذ زمن  ... أعلم أنني لمست قلبك من الداخل وأعلم انك عشت معي الأمور بحقيقتها وعمقها وبمشاعرها ... أعلم انك لن تجد مثلي ولن تجد مثل حبي ومحبتي التي قدمتها لك ... أحببتك بكل الأوقات أحببتك بكل الظروف وتحت جميع الحالات ولم اتردد في حبك ليوم واحد ... لم ابالي ما الذي سيحل لي ... كل الذي اهتممت له وجودك الذي إريده معي دائما... لقد أحببتك بوقت الحزن والڠضب والبعد ... أحببتك بجميع الحالات ... لو أفترقنا لعدة أعوام ... انني على يقين انني ساكون بذاكرتك دائما ... ستتذكر تاريخ جمعنا ... ستتذكرني بأغنيه ... ستتذكرني بكل وقت وسوف تتذكر أياما كنت تحادثني بها ... ستحن لسماع صوتي وستحن لمشاجرتي ... ستحن لسماع بعض الكلمات مني ... ستتذكرني من دون أي سبب وبأكثر من طريقة سأكون ذكرى لن تنساها ... لأني على يقين انني كنت الأصدق لك ولن تجد كحبي وقربي ... وعزائك الوحيد هو انني لن اكون لك ... دمت سالما

ظلت الطبية صامتة تنظر اليها بعد آن أنتهت من قرأة الخطاب ... وتتابع انحدار دموعها فوق وجنتيها لكنها لم تعلق 
ثم نظرت الي الفتاة الأخيرة .. تلك الفتاة الصامتة التي ترفض الحديث .. تتمنى ان تستطيع ان تخرجها اليوم عن طبيعتها تلك وان تجبرها ان تتحدث 
فقالت بشك
هل كتبتي خطابك  
ظلت الفتاة صامته لعدة ثوان طالت دون ان تقطعها الطبيبة باي شكل 
حتى قالت الفتاة بصوت  مرتعش
لا أعرف الكتابة ... ولكنني أريد أن أقول ما بداخلي اليوم .. أريد ان أشعر ببعض الراحة
أبتسمت الطبيبة بتشجيع وقالت بصدق
وجميعنا يريد ان يسمع
قالت كلماتها وهي تشير الي نفسها والفتايات
الذي ظهر عليهن الاهتمام الصادق ..... لتفرك الفتاة يديها بقوة وهي تقول 
كل مرة كنت أراه كان بداخلي الكثير من الحديث الذي أود آن أصرخ به بصوت  عالي .... لكن لم أستطع يوما فعلها هو لم يكن يوما الا صديق لكن قلبي الخائڼ أراده أن يكون أكثر من ذلك
وأبتسمت بحزن وهي تكمل 
حين يأتي إلي كان يبدء حديثة دائما وهو يقول
كيف حالك
لست جيدة أبدا ... بداخلي شعور قوي أن أبواب الدنيا مغلقة بوجهي ويوجد الكثير من الحديث بداخلي أشعر انه ېخنقني هل تعلم تلك الغصة أشعر بها تذبحني لا أستطيع النوم والشعور بالقلق يذيب روحي كلما وضعت رأسي على الوسادة وكل أحلامي قد ډمرت امام عيني وأشعر ان النهايه أصبحت وشيكة وحقيقة الأمر بأختصار أنا لا أستطيع الاستمرار في تلك الحياة بدونك ... لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
كان هذا حديثي مع نفسي وإجابة سؤاله لكن بداخل قلبي فقط ... وانتبه دائما لنفسي حين يقول لي
الي أين سرح عقلك ... كنت أسألك كيف حالك
فأبتسم بحزن واقول
ها انا هنا  .... أنا بخير الحمدلله
ويرحل مطمئن البال وابقى انا في هذا العڈاب دون رحمة .... وزات يوم وجدت نفسي هنا بعد ان تعب قلبي ورفض أن يستمر في تلك الحياة  .. ورفض صوتي ان يجيب على تساؤلاته بكيف حالي 
شعرت الطبيبة پألم حاد في قلبها لكنها قالت رغم اختناق صوتها 
جميكم سبب عذابكم الحب .. الاختيار الخاطىء الذي يذبح قلوبكم دون رحمه او شفقه ... لكن الحب هو اسمى معاني الحياة واسمى المشاعر الإنسانية ... لذلك حتى تستطيعوا الاستمرار في هذه الحياة ... أولا عليكم غلق كل الچروح السابقة .. وقلب صفحه الماضي .. وبدء صفحة جديدة يكون فيها اليد العليا لقلوبكم وعقولكم  سواء بسواء  حتى تستطيعوا تميز بين الجيد والسيء ... وبين من يحبكم حقا ومن يريد بكم السوء .. بين من يراكم حلم لابد ان يبذل من اجله كل ما يملك ... وبين من لا يراكم وكأنكم عابر سبيل في حياته ... أنتم تستحقون حب كبير ورجال حقيقيون  يفهمون حقا معنى الحب ويعرفون حقا قيمتكم 
يستمعن الفتايات اليها بتركيز شديد .. وعقولهم تفكر في كل كلمة حتى قالت الطبيبة بأقرار
أنتم تستحقون السعادة والفرح ... تستحقون ان تحيوا حياة طبيعية مميزة ومن الان سوف نسير في خطوات ثابته على تطيب چروح قلوبكم وتعودوا الي الحياة بكل قوة 
أومأت الفتيات بنعم وعلى وجوهم نظرة إصراره حتى يعبروا ذلك النفق المظلم ويصلوا الي بر الأمان.  وقد قررت كل منهم غلق أبواب الماضي ونسيان من كان سبب عذابهم لسنوات والخروج من دائرة الضحېة.
وكذلك كانت تفكر الطبيبة التي سعدت بما وصلت اليه معهم ومن داخلها تشعر بالتفائل مما هو أت. 
شخبطة ٢٨
اليوم فسخت خطبتها ... بعد حرب طويلة لم يكن فيها اخد خاسر سواها ... جلست تبكي لساعات طويلة ثم تحركت بروح مذبوحه تحلس خلف مكتبها واخرجت دفتر يومياتها وكتبت
ذات يوم اندفعت بكامل مشاعري نحو أحدهم أفصحت أمامه عن كل غموض يلف شخصيتي كشفت له كل أسراري مخاۏفي عيوبي أحلامي وأوجاعي سمحت له بالاطلاع على كل تفصيل صغير في حياتي ... وكأنني كنت أنتظره حتى القي اليه بكل ما بداخلي حتى يحمله عني ... وفي نهاية الأمر علمني أن أبقي دائما مسافة بيني وبين الآخرين مهما بلغ عمق العلاقة بيننا جعلني أدفع ثمنا باهظا نتيجة اندفاعي بصدق نحو مشاعري ... وأكتشفت أن كل ما بداخلي لم يلقى الصدى الذي كنت احلم به ... بل وأصبحت نقط ضعفي ما يضغط بها علي حتى أقبل بما لا يليق بي وبقلبي !!
لذلك لا يوجد أفضل من قوانين محمود درويش للحياة
أولا إذا إحترت بيني وبين شخص آخر فلا تختارني 
ثانيا الكأس لا يتملىء من نقطة والإنسان لا يغضب من كلمة كل القصة تراكمات.
ثالثا الحيا تعلمك الحب ... والتجارب تعلمك من تحب .. والمواقف تعلمك من يحبك.
ولكني سوف أضيف عليها ... رابعا لا تثق بأحد فكلمة أحبك ليست ضمان على الصدق والوفاء .. ولا أحد يستحق الثقة الا نفسك
قرأت ما كتبته عده مرات ... ثم  وضعت الدفتر داخل الدرج وفتحت الحاسوب حتى  تقرأ رسائل ذلك الرجل المجهول الذي يرسل اليها منذ مدة يخبرها عن حبيبته التي خسرها ويشعر بالحزن من أجلها ... هي لا تعرفه ولا ترد على رسائله ... لكنها تقرأها باهتمام شديد 
لقد ارسل لها رسالة بالأمس ولم تقرأها بسيب ما كانت تستعد له اليوم .... وأرسل أليها رسالة الآن .. فتحت تطبيق الرسائل وبدأت في القرأة
هل تعلمين انه ذات يوم سألني صديقي عنها فهو يراني بمفردي منذ مدة ... وسابقا كانت معي في كل يوم وفي كل مكان فقولت له بتشتت واضح 
هي في المنزل وترفض الخروج ... 
لكن هل تعلمين وقتها ما الذي كان يخيفني حقا ... أنها لم تعد تهتم لم تعد تطرح أسئلتها الغبية لم يعد يهمها أمر غيابي وإن اختفيت اليوم بأكمله لن تتطفل ولن تلعب دور المحقق معي .. ما يخيفني أنها أصبحت هادئة لأبعد حد شاردة الذهن دائما ونادرا ما تبتسم إختفى چنونها وصخبها وكل تصرفاتها الطفولية لم تعد تلك الفتاة العنيدة المتسلطة والأنانية في حبها.. ما يخيفني أنها لم تعد تغار ولم تعد تعاتب أصبح بإمكاني فعل ما أريد والتحدث مع من أريد دون أن أخشى عتابها الطويل الذي كان لا ينتهي إلا بعد أن أخبرها أن لا علاقة لها بي وبما أفعله ... ما كان يثير الړعب بي في ذلك الوقت أن أكون قد أغرقتها في بحر أنانيتي أن أكون قد خسرتها الي الأبد...!
انهت قرأة الرسالة الأولى وهي تبتسم بسخرية ... ها هو رجل أخر يثبت لها نظريتها 
نظرت الي الشاشة أمامها وبدأت في قرأة الرسالة الثانية
هل تعلمين انني كاذب كبير كنت دائما أدافع عن نفسي امام أصدقائي الذين يلومونني فيما أفعله معها وكنت أقول لهم 
أنها عنيدة ومتسلطة وأنانية في حبها تريدني لها وحدها وأنا شخص متفتح لدي أصدقاء وصديقات ولا أقبل بمن يكون سببا في بعدي عنهم ... لم أعد أتحمل إهتمامها بأصغر تفاصيلي .... لم أعد أتحمل أسئلتها التي لا تنتهي ... كيف حالك كيف كان يومك ماذا تفعل ما بك لما نبرة صوتك متغيرة ما الذي أزعجك .... ليس لدي الوقت لأحكي لها عن كل يومي وعن سبب الچرح الصغير في يدي...! 
هل تعلمين إنها كانت مچنونة تضحك بأعلى صوتها تقول كل ما يخطر في بالها دون أن تأبه لأحد ... قد تبدو لك من بعيد أنها فتاة عاقلة صارمة ولا يمكن لأحد الوصول لها ... لكن في الحقيقة أنها طفلة وكل تصرفاتها وهي معي طفولية وغبية وتنير حياتي .... هل تعلمين الان لماذا خسرتها ولماذا إفترقنا  .... لأنني لم أكن رجلا ...! لأنني لم أستحقها يوما.. لم أقدر حجم النعمة الذي وهبني الله إياها في شخصها الحنون .. لم يعد أحد يهتم بي الان .. لم أجد من يحبني كما كانت تفعل هي ... خسرتها لأنني كنت طفل غبي .. لم أكن الرجل الذي تستحقه
أغمضت عيونها تحاول مداره تلك الدمعة التي تلمع بداخلهم  ... لكن بعد عدة لحظات فتحتها حين سمعت صوت وصول رسالة جديدة منه لتنحدر الدموع دون توقف 
هل تعلمين انني  أستعد الآن حتى أذهب لحضور عرسها على رجل حقيقي أعاد الي وجهها الابتسامة الغائبة ... أعاد اليها روح الطفلة الذي قټلتها بغروري ... اليوم أذبح نفسي بيدي وأنا أراها ملك رجل اخر غيري تضحك له ... تهتم به ... وتخاف عليه ... اليوم إنتهت حياتي ... اليوم خسړت كل شيء حتى نفسي 
ورسالة اخرى
كنت أرسل إليك وانا لا اعرف من أنت ... لكن كنت أحتاج لشخص اتحدث عنها معه ... شخص لا يعرفها ولا يعرفني ... حتى أستطيع ان أعطيها حقها ولو مع شخص واحد شخص يعرف قيمتها الحقيقة ويرى حقيقتي البشعه ... أرجوا ان تتعلمي الدرس ... أرجوا ان تنتبهي لمشاعرك وتعطيها لمن يستحق فقط ... الوداع
ظلت تبكي بقوه وحين أستعادة إدراكها بين إحساسها بالالم والحسره والخذلان ... لاحظت انه قد حظر المحادثه ... شعرت بالحزن .. كانت تود ان تطمئن عليه ... ان تعلم ماذا حدث معه وكيف سيكون بعد ان يراها تزف لغيرة ... أخذت نفس عميق وهي 
تغلق الحاسوب وأخرجت دفترها من جديد وفي صفحه جديدة كتبت 
الغرور عدو الحب ...
 

تم نسخ الرابط