شخبطة قلم بقلمي سارة مجدي
المحتويات
والفرصة للتفكير
يجلس في شرفة غرفته منذ الصباح يعتزل الجميع .. قلبه ېنزف .. وغصه الم بحلقه تشعره بالاختناق ... عجز يقيده.. ولكن القيود الحقيقة للاسف هي قيود الأصول والواجب والحلال والحرام .. والصواب والخطأ .. وإنسانه لا ذنب لها في شيء .. وكما كانت صغيرته قوية لتتخذ تلك الخطوة حتى لا يخطئون في حق زوجته او يفعلون ما هو محرم ... ف عليه هو الاخر ان يكون بنفس قوتها ويقوم بما عليه فعله
رفع عينيه اليها وأومأ بنعم ثم قال بعد دقيقة كاملة من الصمت
هل تريدين تناول الغداء بالخارج
ابتسمت بسعادة وهي تقول بفرح طفولي
بالطبع أريد .. انا أتمنى ان أذهب معك إلي أخر الدنيا.
صفعه على وجهه اشعرته بصواب تصرف صغيرته
عادت هي الي داخل الغرفة حتى تبدل ملابسها .. وظل هو ينظر إليها والعڈاب يلتهمه .. انه يظلمها ويظلم نفسه ويظلم صغيرته ولا يعرف ماذا عليه ان يفعل
في صباح اليوم التالي خرجت ريهان من غرفتها تبحث عن سهام وكأنها حين وجدت من يعرض عليها ان يسمعها فلم يعد يحتمل قلبها الكتمان أكثر ... ويريد ان يشارك المه مع احدهم
لكن وجدت عمتها تجلس في الصالة تشاهد التلفاز وفوق ساقيها صحن من الشطائر لتقول لها بابتسامة صغيرة
تجاهلت عمتها تحيه الصباح وقالت وهي تشير بيدها
إنها بالمطبخ
توجهت الي المطبخ ببعض الخجل لتجدها تقف هناك امام المقود وقبل ان تقول اي شيء قالت سهام ببشاشة
صباح السعادة .. لا استطيع ان اصف لك سعادتي بحضورك الي بيتنا .. وسعادتي بوقفتك معي بالمطبخ
اقتربت ريهان أكثر لتكمل سهام
جلست ريهان على احد كراسي طاولة المطبخ وهي تبتسم لها برقه ... لتضع سهام أمامها طبق من البيض وبعض الخبز وطبق سلطة والجبن وبطاطس لتبتسم ريهان وهي تقول
سلمت يداك
قالتها سهام بابتسامه رقيقة كرقه ملامحها.. لتقول ريهان وهي تتناول طعامها
هل تعلمين ان بيني وبينه ما هو أعظم من الحب ... بيننا ألفه لأنه بجواري منذ أعوام أعرفه كباطن يدي قلقه وضحكاته حتى أفكاره أتنبأ بها أعرفه كأنه مني
لتبتسم سهام وهي تقول بصدق
انا أفهم جيدا ما تقولين ... قرأت ذات يوم مقولة لشخص ما وصدقتها روحي دع روحك تجذبك بصمت إلى ما تحبه فإنها لن تضلك أبدا ... الروح هي الملجئ لكل شيء عظيم
صحيح وهو عظيم بقلبه الكبير .. ورجولته التي تجعل الجميع يستند عليه واثقا انه لن يخذله يوما
قالت ريهان بعشق خالص ... لتبتسم سهام وهي تتذكر ذلك الذي رحل منذ سنوات ولم تستطع فتح قلبها لغيره وكأنها دفنته معه وظلت بدون زواج
لتعود من أفكارها على صوت هاتف ريهان يعلن عن وصول رسالة لتبتسم وهي تتابع ملامحها وهي ترتسم عليها ابتسامه خجوله
لتتركها تقرأ رسالته .. وغادرت المطبخ بصمت
هناك مجرة في حضنك أو ربما كون آخر ... طيفك فقط يهامس ويراقص أغصان الروح يا عشق سكن القلب والروح.
ظلت تقرأها وتقرأها والدموع تسيل فوق وجنتيها من سعادة يشوبها الم .. لكنها لم تستطع منع نفسها من كتابه
بقلبي فيض ... من قصائد عشقك ... ومنذ إعتناقك لضيائي أزهرت روحي بنجومك في ليل ظلمتي ... ذلك العشق غير كل شيء غير مسالك السماء زين الروح والقلب معا
رغم سعادتها بإنه يشعر بها و بأنه يحبها لكن زوجته .. كيف تفعل بها هذا هي ابدا لن تقبل بذلك.
يقرأ ما أرسلته له والابتسامه ترتسم على شفتيه العابسه منذ خروجهم معا
لتتجمع الدموع في عيونها وقالت بصوت مخټنق
ما رأيك ان نعود الي البيت
لينتبه لنفسه وما يقوم به .. ويلاحظ دموعها التي تلمع داخل عينيها ليغمض عينيه بقوه واخذ عده انفاس ثم قال بأسف
لا .. ف مازال هناك الكثير لنفعله
ثم وقف ومد يده لها ... وأكمل قائلا
هيا بنا
وضعت يدها بيده وهي تتمنى بضع ساعات فقط معه دون أن تراها بينهم ان يكون لها هي فقط دون شريك
واستطاع هو ان يفعل هذا الشيء ف ذهب بها لكل مكان كانت تتمنى ان تذهب اليه ... وكانت لحظات بالعمر بالنسبه لها حتى بعد عودتهم الي بيتهم .. كان معها بكليته لاول مره او وهم نفسه بذلك وكذلك هي
لكنه شعر ببعض الرضا حين قبلت جبينه بعدها وعيونها كانت تلمع بالسعادة
لينام وهي بين ذراعيه ... يحاول ان يستمد بعض الدفىء منها عله يسكن الم قلبه الذي تعتصره قبضه من جليد
كيف يشعر انه خائڼ حين يكون بين ذراعي زوجته ... يا له من شعور مؤلم ... يذبحه من الوريد الي الوريد
وفي صباح اليوم التالي استيقظ من نومه يشعر بالبروده .. يشعر ان هناك شيء ناقص
لكنه لم يكن يتخيل ابدا كل ما حدث لم يكن يتخيل ان يستيقظ على شيء كهذا
زوجته ماټت بين ذراعيه ... زوجته التي لم تأخذ منه سوا الفتات ... مجرد لحظات .. لم يكن فيها بكامله لها .. لم يحبها كما تستحق .. ولم يكن لها الزوج التي تستحقه .. الصدمات تتوالى والصڤعات كذلك .. على ماذا يعاقبه القدر
أكتشف انه ترك من أحبها قلبه خوفا عليها وجهلا بحبها له وبعدها توالت القرارات الخاطئة .. تزوج وظلم زوجته وظلم نفسه وأصبح ظالما في حق الجمي ... حيث چرح حبيبته لسنوات وكسر زوجته كدلك لسنوات .. وها هي تكتمل خسائره بۏفاتها ... ذنب جديد يضاف لقائمة ذنوبه التي لن تغتفر
استيقظت من نومها على صوت هاتفها لتعتدل جالسه تنظر الي اسم خالتها وبداخلها بعض الخجل من الرد عليها .. لا تعلم ماذا تقول لها .. لقد رحلت دون ان تخبرها بشيء .. هربت من عمر ومن نفسها وتغافلت عن خالتها التي ربتها ... امها التي لم تعرف غيرها طوال حياتها.
أخدت نفس عميق وإجابتها قائلة
مرحبا خالتي كيف حالك
ريهان حبيبتي أنا أحتاجك .. لقد ماټت ريهان ماټت
قالت خالتها تلك الكلمات بصوت باكي وأغلقت الهاتف لتغادر ريهان سريرها وجسدها يرتعش پخوف وهي لا تعرف من هي التي ماټت
ابدلت ملابسها في ثوان وغادرت غرفتها والمنزل حتى دون ان تخبر أحد
حين وصلت الي بيت خالتها كان الشارع في حاله هرج والجميع يقف اسفل البيت بين مصډوم وغير مصدق .. وبين من يقرأ القرآن بخشوع .. ومن يركض هنا وهناك
صعدت الي شقة خالتها لتجدها تقف وسط مجموعة من النسوه وهي تبكي بصوت عالي
إقتربت منها وهي تقول بقلق
ماذا حدث
لتنظر اليها خالتها وقالت من بين دموعها
رحلت يا ريهان ... رحلت
كانت تبحث عنه بعينيها او عنها حتى تفهم عن من تتحدث خالتها ... لكنها لم ترى اي منهم ... لتعود وتسأل من جديد
لتجيبها إحدى الجارات قائلة بحزن
زوجه عمر .. ريحان
لتشهق ريهان پصدمه حين خرج عمر من غرفته متهدل الاكتاف يحما فوق كتفه نعش زوجته بمعاونه بعض الرجال وحين تلاقت عيونهم وجدت بهم حزن عميق .. وفراغ لم تراه من قبل في عينيه ... ورغم ان ما يفصل بينهم بضع مترات إلا إنها شعرت بآن بينهم بلدان وبحور ومحيطات
أخفض راسه ومر من جوارها بالنعش وتعلوا حولهم كلمات التوحيد والدعوات لتشعر بصقيع يغلف قلبها حتى ان جسدها انتفض بقوة لتدعم وقفتها أحد الجارات وساعدتها في السير خارج الشقة
مر اليوم بصعوبه على الجميع .. ولولا حضور سهام لم تكن ريهان تستطيع الاستمرار
ف سهام كانت تدعمها وتحاول ان تمدها ببعض القوة حتى تظهر أمام الجميع بشكل مناسب
انتهى اليوم ولم تستطع ريهان ترك خالتها ... رغم انها كانت تريد ان تعود الي بيت عمتها حتى تجلس بمفردها .. تبكي .. لا تعلم هل تريد البكاء على ريحان .. او عليه هو .. او عليها هي حقا لا تعلم الإجابة لكن كانت تحتاج الي تلك الخلوه كما فعل هو بعد عودتهم من المقاپر .. دلف الي غرفته وأغلق الباب ولم يغادرها حتى ليقف ويستقبل المعزين
تعذره .. تشعر به .. ف هي قلبها يتألم على ريحان .. فكيف يكون حاله مؤكد يتألم بشده وأضعاف المها .. لما الحياة قاسېة بهذا الشكل لما نتألم بهذا الشكل لما كل الطرق ليست ممهدة مليئه بالأشواك ټجرح فقط
خرجت من أفكارها لتنتبه ان الجميع قد رحل ... نظرت الي خالتها التي تجلس بصمت منذ عودتهم .. أقتربت منها بعد أخذت نفس عميق
وجلست جوارها تربت على ساقها بدعم قائلة بهدوء
خالتي .. هل أنت بخير
أومأت بنعم ثم قالت بحزن
كانت طيبة القلب .. روحها طاهرة .. بريئه الملامح والطباع .. لم أشعر بها طوال حياتها معنا كانت كنسمة رقيقة في بيتي .. وبالأمس كانت سعيدة حين عادت من الخارج برفقة عمر بعد ان قضوا اليوم بأكمله بالخارج ... همست لي انه أسعد أيام حياتها .. وفي الصباح ..
لم تستطع أن تكمل حديثها وعادت تبكي من جديد لتضمها ريهان بقوة وهي تشاركها البكاء
وكان هو يقف عند باب غرفته يستمع ويرى ... والدموع تتجمع داخل عينيه ويلوم نفسه ... ويجلده بسياط اللوم
مرت ثلاث شهور لم تستطع ريهان العودة لبيت عمتها وترك خالتها بمفردها خاصه ان حالتها الصحية لم تكن جيدة منذ ۏفاة ريحان
وساعدها في ذلك تجنب عمر لها .. ف لم تكن هي بقادرة على الحديث معه ..
متابعة القراءة