شخبطة قلم بقلمي سارة مجدي
المحتويات
وتطيب روحك وأيام لا تدري لماذا كان عليك عيشها وأيام تنتظرها ولا تأتي.
صابتني عدوى ابتسامته وقلت بهدوء
حكيم زمانك يا صديقي ... ولكن أخبرني كيف طال صبرك على صداقتنا ومرت بنا كل تلك السنون رغم إختلاف طباعنا
ظلت ابتسامته الصافيه تزين ثغره وهو يقول شارحا وموضحا
يوما ما قرأت مقوله ل جبران خليل جبران تقول أنت أعمى وأنا أصم أبكم إذن ضع يدك بيدي فيدرك أحدنا الآخر
بعضنا كالحبر وبعضنا كالورق فلولا سواد بعضنا لكان البياض أصم ولولا بياض بعضنا لكان السواد أعمى.
أبتسمت ابتسامه صغيرة وأنا أدرك معنى كلماته ولكنه أكمل كلماته وهو يضع يده فوق كتفي
العقل إسفنجة والقلب جدول ..والغريب أن أكثر الناس يؤثرون الامتصاص على الانطلاق ... وأنت يا صديقي تفضل الانطلاق لذلك نحن نكمل بعضنا بعضا .. انا صوت العقل وأنت الجنون ذاته ... وبين عاقل ومچنون تجد معنى الحياة.
وقفت في شرفه غرفتها التي اصبحت سجنها الحالي منذ اكثر من عام تزوجها ورغم كل العراقيل الذي حاربها لم يتعامل معها على انها زوجته ... تشعر انها سجينته
لتهمس پألم
غريب أيها الليل يقولون بأنك هاديء وفيك تصرخ كل القلوب
وبماذا ېصرخ قلبك
انتفضت حينما وصلها صوته ونظرت اليه ببعض القلق رغم صمتها الذي ېقتله.... أقترب خطوة اخرى وقال من جديد
تجمعت الدموع في عيونها ليكمل هو كلماته
يدي تدعمك فما هو سبب خۏفك
ابتسمت ابتسامه صغيرة تحمل بعض السخريه وقالت
نحن نتكئ دائما على من نثق بقلوبهم لا بأيديهم لأن قوة البدن تخون صاحبها أحيانا أما قوة المشاعر فلا تخون أبدا.
ضړبت كلماتها قلبه وأشعلت به الڼار وشعر انه لن يستطيع كبح جماح مشاعره وسوف يعترف بكل شيء فقرر المغادرة لكنها خرجت عن صمتها وقالت ما جعله يقف مكانه يستمع اليها بكل حواسه
أنت لا تعلمين اي شيء عني .. وانا لا ألومك أبدا .. أنا أحيانا لا أفهم نفسي ف أنا مثلا أحب الأصفر كثيرا .. ولكنني أرتدي الأسود أكثر أحب السماء والتحليق بعيدا ... ولكنني أخاف المرتفعات أحب الموسيقى كثيرا ولكنني أكره الصوت المرتفع أفضل الطرق المستقيمة ... ولكن أمشي في الطرق المتعرجة أحبك ولكنني لا أستطيع البوح بما في قلبي فأفضل الصمت دوما.
انتظر حتى تستمع لكلماتي ... لكن سوف انتظرك و ياليتني كنت عذرك حين تغيب لأبقى معك ألا يقولون كل غائب عذره معه.
عادت الي شرفتها من جديد بعد آن أحضرت مذكراتها فتحتها على احدى الصفحات وكتبت بها
لقد وقعت في الحب معك ولا تسألني كيف وأين أو متى .. لكنني اشعر بالجنون إن تخللت أصابعك بين أصابع غيري .. اتسائل عن أسباب الخدوش في أطراف اصابعك .. ألاحظ أبسط تفاصيلك .. اعانقك عناق المكتفي بك عن جميع ما في الكون.. فلا تخذلني .. انا بحاجتك.
وضعتها فوق الطاوله الصغيرة الذي يظل يعمل عليها طوال الليل حتى لا ينام جوارها
ودلفت الي السرير ... تعلم انه سيعود فهو لن يظل خارج الغرفه لم يفعلها يوما منذ زواجهم .. وعليها ان تترك له مساحته الخاصه
أغمضت عيونها حين شعرت بالباب يفتح ... وظلت تكتم أنفاسها والثواني تمر بين ترقب وقلق ... حتي شعرت به يجلس جوارها وهو يقول بهمس
أحبك.
فتحت عيونها ... ليكمل وهو ينظر في عمق عينيها
وأنا أيضا بحاجتك .. وأشتاق لأهتمامك .. وأريد ان اعانقك عناق المكتفي بك عن جميع ما في الكون.
اعتدلت جالسه وعلى وجهها ابتسامة صغيرة ... ليرفع الورقه امام عيونها وهو يقول
أجمل أعتراف بالحب.
لتبتسم بخجل ليقول من جديد
هل لي الان بعناق
لتومأ بنعم ليضمها الي صدره بقوة وهو يهمس لها بكلمات عشقه الدي ظل حبيس قلبه لسنوات ... واستمعت هي لكل كلمه بروحها ومع كل كلمه كانت تشعر ان چروح روحها تختفي وتشفى.
مرت السنوات وفي ذلك اليوم من كل عام يتجدد العهد بينهم باعتراف جديد بالحب
شخبطة ٤١
جلست بجانب الفتاة الجديدة التي حضرت اليوم إلي المستشفى فمنذ حضورها وهي صامته لا يصدر عنها أي حركه وكأنها تمثال من شمع ... ذكرتني بنفسي و بأول يوم لي هنا ... قولت لها بصدق بسبب كل ما مر بي سابقا وما اكتسبته من خبرة
يفعلون بنا كل شيء يؤذينا حتى نصل لمرحلة إننا لا نستطيع مسامحتهم ثم يلوموننا لأننا لا نتمسك بهم ونصبح نحن السيؤن في الرواية ... تعلمين نحن نعلم جيدا اننا بالغنا كثيرا في مسامحتهم وإعطائهم فرص لا تعد ولا تحصى حتى ظنوا أننا بلا كرامة. والأن لم يتبقى لنا طاقة للعفو لذلك نغادرهم كما أتينا.
لم تحرك ساكنا حتى لم يرف لها جفن لأكمل كلماتي
ذات يوم قرأت اقتباس يقول لا ترحل قبل أن تملأ فراغات الأجوبة لا ټعذب أحدا بهده الطريقة. حتى لو كان عدوك وهم دائما يفعلون ينسحبون دون توضيح عن سبب ابتعادهم أنانيون ... لا يهمهم سوا أنفسهم ولا يشغلون بالهم بذلك السؤال المؤلم الذي يظل يطاردنا .. ماذا فعلنا حتى يتخلوا عنا بتلك الطريقة ويظل السؤال معلق دون إجابة.
صمت لثواني أنتظر أن ارى منها أي رده فعل لكنها ظلت كما هي لأقول من جديد
لذلك تعلمت أن أفارق الشيء الذي لا يعطيني قيمتي حتى ولو كانت روحي معلقة به ... مستمعه لنصيحه أحد المجانين هنا بالمستشفى لن تستيقظ كل يوم من النوم وأنت مدرك لمشاعرك .. أوقات تستيقظ وأنت تشعر أن ذلك الألم الساكن بقلبك قد رحل وتحررت منه للأبد وأيام أخرى تستيقظ وكأن الموقف قد حدث ليلة أمس .. لن تشفى جروحك ببساطة والتعافي لا يسير بخط مستقيم ... لكن المهم أن تدرك أنك حين تسقط في لحظة شعورك بالألم من جديد إنك لن تعيد المعاناة مرة اخرى ... وانها قد مرت.
حركت عينيها تنظر إلي وانحدرت دموعها لأقترب منها أكثر وأضمها الي صدري وكأنها طفلتي وهمست بصدق
لا تبكي أنا بجانبك.
في بعض الاحيان لا نحتاج لأحد يخبرنا بحلول لمشاكلنا ولكننا نحتاج أن نشعر أن هناك من يفهمنا ويقدر ذلك الآلم الساكن داخل أرواحنا فقط
شخبطة ٤٢
جلست أمام أستاذي ومعلمي أستمع لما يقولك خاص بحالة النزيلة الجديدة التي أحضرها والدها الي المستشفى واصفا حالتها بأنها متبلدة المشاعر وإنها فقدت إنسانيتها وآدميتها
تلك الكلمات جعلتني أشعر بغصه في حلقي كيف يصف أبا أبنته بتلك الصفات لكن أستاذي الذي غزى الشيب شعره منذ عقدين قال له شارحا بعد أن قام بعملة وجلسات مع الحالة
هل رأيت منها كمية كبيرة من اللامبالاة وبرود مستفز وتجاهل لكل ما يجري حولها .. اليس هذا كل ما لاحظته بها
أومأ الرجل بنعم وقال بابتسامة واسعة
أصبت هذا ما تقوم به دائما .. حتى أنها دائما تسبب لي الإحراج
أبتسم أستاذي الطبيب المخضرم وقال بحزن
أعلم أنك ستقول هذا .. لكنك لم ترى ما أصابها الم تلاحظ تعب ملامحها والهالات السوداء المحيطة بعينيها الم تلاحظ الاڼهيار الذي أصاب عالمها ومؤكد لا تعرف كم مرة هزمتها الحياة وكم قاومت وبكت ليلا لوحدها ... وبالطبع لا تعلم إنها تألمت حتى تخدرت ولم تعد تشعر بشيء
كان الرجل ينظر الي الطبيب بعدم استيعاب ويبدوا على ملامحه الاندهاش ليبتسم أستاذي وهو يقول
لم تفهم شيء مما قلت أليس كذلك
أومأ الرجل بنعم ليقول الطبيب بهدوء
أبنتك ستظل بالمستشفى لبعض الوقت علها تستطيع ان تشفى منك.
ظلت علامات عدم الفهم ترتسم على وجه الرجل لكنه شعر ان هناك شيء خاطىء هو لم يتوقع أن يستمع لهذا الحديث من الطبيب لكن في النهاية قال
سوف أدفع حساب المستشفى وأتمنى أن تعتنوا بها جيدا وتجعلوها فتاة صالحه أتشرف بها
ودار على عقبيه وانصرف .... لأنظر لأستاذي بأندهاش وسؤالي وأضح في عيني ليجيبني بهدؤه المعتاد رغم الألم الواضح على قسمات وجهه
ذلك الأب لا يرى نفسه مخطئا فهو من الآباء الذين يظنون نفسهم من سلاله الأنبياء معصمون وأن أبنائهم هم ابتلائهم في الحياة
زادت تلك الغصه بحلقي ألما ولم أستطع أن اعلق بكلمة واحدة ليقف أستاذ ودار حول مكتبه وهو يقول هل تعلمين ما قالته لي تلك الفتاة
حركت رأسي يمينا ويسارا وارتسم الحزن على ملاحمه وأنا أفهم جيدا سببه ف أستاذي في يوما ما خسر أبنته لنه لم يفهم أنها تعاني من مرض نفسي معروف أنشغل بدراسته وعمله ولم يرى ما كانت تعانيه وحين حضرت تلك الفتاة الي المستشفى شعر إنها أبنته وكأن القدر أراد أن يعطيه فرصه للتكفير عن ذنبه الكبير
لكنه ظل شارت وكأنه يتذكر ما قالته له تلك الفتاة ثم قال وكأنه يستمع لها الان
كل ما كنت أتمناه أن أجد شخص .. أي شخص لكنه لين لا يقسو في العتاب لا يطيق الخصام ولا يسيء الظن بي يصدقني عندما أتحدث لا يستبدلني سريعا أو يمل من أحاديثي اليومية المكررة كم تمنيت أن أتعصر ب شخص لطيف الكلمات يداعب بكلماته الجميلة بين كلماته العادية أحاسيسي ومشاعري يهتم ب أدق تفاصيلي والأهم يستطيع التفريق بين ضحكتي الكاذبة والمزيفة وضحكتي التي تخرج من قلبي .. يسعد بأنجازاتي ويتباها بها مهما كانت بسيطة يدعمني وأنا أركض
متابعة القراءة