شخبطة قلم بقلمي سارة مجدي
المحتويات
الموقف لم يحتمل اى حديث
فقد بدء فى خلع ملابسه و هو يبتسم لي قائلا
انا مصالحك يا ماما صالحيني بقا
لم اجيب على كلماته ليقول
غمضي عينك كده هعملك مفاجئه
ايضا لم اجيب على كلماته ليقترب منى بهدوء و قال
لبسيني علشان اتأخرت على المدرسه
جلست امامه على ركبتي و بدأت فى مساعدته فى ارتداء ملابسه بين قبلات كثيره منه و هو يقول
لابتسم ابتسامه صغيره لاجده يضمني بقوه و لولا تشبثت بأطار الباب لوقعت ارضا و هو فوقي
قبلت وجنته الصغيره و قلت له
انا كمان بحبك يا شطور يلا بينا بقا على المدرسه
ليركض سريعا يحضر زجاجه العطر الخاصه بوالده و قال بلهفه
حطيلي برفان علشان صاحبتي بتحب البرفان ده جدا
لاشعر بالكره الشديد تجاه تلك الفتاه التي قد احتلت قلب صغيري و بدأت الافكار الشريره تتكون داخل عقلي لكننى لن اقوم باي منها انها مجرد فتاه صغيره تراها العين المجرده بصعوبه
غادرت المدرسه و انا اتوعده بداخلى و الشبشب موجود
اخبار المدرسه ايه يا حبيبي
تكون دائما الاجابه
تحفه
و يلتفت الى تلك الفتاه و يلوح لها حتى تختفى تماما من امامه و بداخلى انا ڼار تشتعل غيره رغم اني ابتسم بسعاده كالبلهاء خاصه و هو يقول
ابقى اعملي سندوتشات زياده بكره علشان نفطر انا و صحبتي
من عيوني حبيب ماما
شخبطة ٩
خرجت الى شرفتها ككل ليله بيدها اليمنى كوب قهوتها و بيدها اليسرى كتاب جديد كعادتها
هى تعشق القهوه و الشكولاته و الكتب ... فى شرفه غرفتها مكان جلوسها المميز ... بين ازهار الفل و الياسمين و بين عطر الريحان
ټغرق فى سطور كتابها و لمده ساعه كامله دون ان ترفع عيونها عنه ... بين كل كلمه واخرى رشفه قهوة وعندما تكون الاحداث حاميه وقويه تقطب جبينها بضيق و حين يضم البطل البطله تبتسم بخجل و حين يقول لها كلمات الحب الملتاعه و التي تحمل الكثير من شوقه و لهفته تغمض عينيها لثوان وهى تردد كلماته
يا جدو انا زهقت كل يوم تقعد تشرح لنا تيته بتعمل ايه قبل ما تنام .. و اللى انت اتعودت عليه من قبل حتى ما تتجوزوا من ساعه ما كنت بتراقبها من ورى شباكك خلاص حفظنا
لوى فهمي فمه بضيق و قال لحفيده محمود
انا زعلان منك و مش هتاخد شكولاته النهارده ... يلا امشي روح لأمك
اسمع كلام جدو يا محمود
قالتها ليلي بابتسامه صغيره وهى تقف عند باب الغرفه تستمع الى صوته المميز الذى يخبرها كل مره عن شوقه و ناره و لهفته حين كان يراقبها من خلف نافذته
دون ان يعلم انها لم تكن تقرء شىء وقتها هى فقط كانت تتابع خيال وقفته خلف النافذه و هى تدعوا الله ان يتقدم لخطبتها و يكون لها و تكون له
شخبطة ١٠
وصلت الطائره الى المكان المحدد و بسبب القڈف المتتالي لم تنتظر طويلا
حين غادرها أخرهم حلقت عاليا ... خوفا في كل لحظه وأخري انفجار جديد .... والانفجارات تقترب و الكثير من القټلى و الچرحى يسقطون فى كل مكان .... بيوت كثيره قد هدمت و اطفال كثيره شردت فى الشوارع
كان ينظر حوله بحزن شديد هل هذه هى نفس المدينه الجميله صاحبه التاريخ الطويل ماذا فعل بها الاحتلال!
نظر الى الخلف و قال بحزن
هل أنت مستعد
اومىء عمار بنعم و هو يرفع الكاميرا أمام وجهه ثم أشار بسبابته علامه أن كل شىء جاهز ليبدء قصي فى الحديث
لقد وصلنا اليوم الى مدينه ..
ورفع يديه يشير الى كل الدمار الذي يحيط بهم وأكمل قائلا
تلك المدينه الجميله الساحره التي لم يصبح منها غير بعض الركام ... حطام هنا و هناك ... چثث و اشلاء .. اطفال مشرده زوجات ارامل و امهات ملكومة فقدت اولادها او زوجها و خسړت حياتها و منزلها ... اطفال بمستقبل مجهول و ساسه لا يشغل بالهم سوا السلطه و المال .. عادوا بها الي الاف من السنوات لا كهرباء و لا اى من وسائل التقدم يحصلون على طعامهم بشق الانفس والمتضرر الوحيد هو الشعب الذي لا حول له ولا قوة و هؤلاء الاطفال الذين حرموا من كل شيء ... حتى حياتهم اصبحت على المحك وبينهم وبين المۏت شعره
صمت لثوان و بدأت الكاميرا فى عرض بعض الصور للمنازل المهدمه و السيارات المدمره و الاطفال الذين يجلسون فى الطرقات المظلمه يرتجفون من البرد القارس بملابس ممزقه حفاه الاقدام بحال يقطع نياط القلب عادت الكاميرا الى قصي ليكمل كلماته
الان سوف نأخذكم فى جوله سريعه تحت القصف و الانفجارات المستمره ليس هدفنا ان نقوم بسبق اعلامي خاصه و ان حياتنا معرضه للخطړ و لكن كل ما يهمنا هو ان نوصل للعالم معاناه هؤلاء الاطفال و ان يرى من تسبب فى كل هذا و من يتبعوهم ان ما يفعلونه خطاء كبير و مؤكد عقابه عند الله اكبر
بدأت الكاميرا تصور البيوت المتهدمة بشكل تفصيلي و كانت الموسيقي التصويرية هي صوت القصف و المدافع المستمر ... و صرخات الاطفال التى تؤلم القلب و تبكي العيون ... و فى وسط كل هذا نزلت قذيفه على احدى المنازل بالقرب منهم لتهتز الرؤيه بسبب سقوطهم أرضا اثر ذلك الانفجار الكبير لكنهم وقفوا سريعا لتصوير كل ما يحدث فى ذلك المشهد الحي لاطفال تركض و هى تصرخ و تبكي و يرتسم على وجوههم الړعب و اجساد تسير بلا هدا من التهام الڼار لها ... اجساد تحترق و صوت صرخاتهم يصم الاذان و محاولات مستميته من باقي الاشخاص فى إطفائهم ... و اجساد اخرى تنظر اليهم بعيون جاحظه من اسفل ذلك الركام تخبرهم كيف ماټت بۏحشيه و دون رحمه
كان كل من عمار و قصي الذين ېنزفون الان من عده أماكن من جسدهم و وجوههم ينظرون لكل ما يحدث بعيون تحمل الكثير من الڠضب و الشفقه الحزن و ڼار حارقه من حقد و رغبه قويه فى ترك ما بيدهم و الركض الى من فعل هذا لېقتلوه ثأرا لكل من ماټ و من تألم و من خاف
وصل الى مسامعهم صوت بكاء لفتاه فى مكان قريب من البيت الذي هدم الان ليقتربوا منها و حين شعرت بهم ورفعت عيونها اليهم لتظهر چروح وجهها الغائره لتخفض راسها سريعا وأخفت وجهها و شعرها بيديها التي ټنزف بغزاره و هى تقول
عمو مشان الله لا تصورني ماني متحجبه
ليخفض عمار الكاميرا سريعا كما أخفض عينيه هو و قصي أرضا إحتراما لها و تقديرا ... بعد ان التقطت الكاميرا كلماتها المخټنقه بالدموع و الحصرة و الالم و القهر
ليلتفتوا الى صوت اخر لطفل صغير ينازع تحت احدى الاحجار الكبيره ليقترب منه قصي سريعا يرفع ذلك الحجر حين بدء عمار فى التصوير و الدموع ټغرق عينيه ليضم قصي الطفل الى صدره يمسح عن وجه و عينيه الغبار حين قال الطفل بصوت متقطع
يا الله ما عنا خبز جوعان كتير ... بدي مۏت مشان آكل من خبز الجنه
و اغمض عينيه الصغيره البريئه ... ليبكي قصي بصوت عالي و هو يضم الصغير الى صدره پقهر و عجز
و اهتزت الكاميرا فى يد عمار الذي يبكي الان كالاطفال
لم يتحمل قصي اكثر من ذلك و حمل الصغير بين يديه و هو يقول
لتبدء التصوير عمار
لينظر اليه عمار پقهر و لكنه رفع الكاميرا امام وجه و بدء فى التصوير ليقول قصي پقهر
ما ذنب هؤلاء الاطفال .. بماذا اخطئوا حتى يكون هذا عقابهم ... بماذا أخطئوا اهل هذا البيت وهم يجلسون داخل بيتهم خوفا من القڈف لتهبط عليهم القذائف من السماء كالسيل تؤدي بحياتهم بأبشع الصور ... من المذنب و لما العالم يقف صامت امام ما يحدث فى كل تلك البلدان .. اين العقول التى خلقها الله لنا لنفكر و نعمر الارض ... و بأي مسمى يستبيحوا فعل ذلك
البشر خلفاء الله على الارض خلقهم لعماره الارض فأين هذه العماره وسط كل هذا الخړاب .... اين انتم ايها الصامتون عن حقوق و دماء هؤلاء الاطفال اين انتم
قال قصي كلماته الاخيره بصوت عالي علهم يسمعون اغلق عمار الكاميرا و اقترب من قصي يقبل جبين الصغير و هو يقول
بنعتذر منك يا صغير ... بنعتذر منك ... سامحنا
ليرفع قصي عيونه الى السماء و صړخ بصوت عالي
اللهم إن الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك وقادر عليه أينما لجأ فمعاذ المظلوم بك وتوكل المقهور عليك. اللهم إني أستغيث بك بعدما خذلهم كل مغيث من البشر وأستصرخك إذ قعد عنهم كل نصير من عبادك وأطرق بابك بعدما أغلقت الأبواب المرجوة اللهم إنك تعلم ما حل بهم قبل أن أشكوه إليك فلك الحمد سميعا بصيرا لطيفا قديرا. يا رب ها هم ذا يا ربي مغلوبين مبغي عليهم مظلومين قد قل صبرهم وضاقت حيلتهم وانغلقت عليهم المذاهب إلا إليك وانسدت عليهم الجهات إلا جهتك والتبست عليهم أمورهم في دفع مكروهه عنهم واشتبهت عليهم
متابعة القراءة