رواية أنا لها شمس (كاملة من الفصل الاول الى الفصل السادس والأربعون 46 ) حصري بقلم روز أمين
موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية داخل قسم الشرطةبعد خروج فؤاد ومغادرته للقسم وقف عمرو يتطلع إلى أبيه بيعينين متوسلة بألا يتركه بهذا المكان المستوحش فأكثر ما يفقده إتزانه ويشعره بالجنون هو وجوده بين جدران تلك الحجرة الملعۏنة المسماة بحجرة الحجز وهؤلاء المچرمون المتواجدون بداخلهانطق بصوت عالي متذمر كعادته إتصرف يا بابا بأي طريقة وخرجني من هنا واستطرد بصړاخ يوحي لمدى فقدانه للسيطرة على حاله أنا مش هقعد هنا يوم واحد مش إبن ال... خد اللي هو عاوزةخرجوني بقى صاح ضابط الشرطة بصوت مرعب هادرا بصرامة إحترم نفسك يا بني أدم ومتنساش إن اللي بتتكلم عنه ده يبقى رئيس نيابة واسترسل مهددا ولا تحب أعمل لك محضر سب يضاف لبلاويك! اړتعب نصر من تحول ملامح ضابط الشرطة فبادر سريعا بالحديث ليهم قائلا حقك عليا يا باشاهو مايقصدش ده بيتكلم بس من غلبه وصډمته من اللي حصل قاطعة الرجل لائما بحدة الاستاذ ناسي إنه في قسم شرطة يا سيادة النائب وبيشتم على رئيس نيابة أنا بتأسف لك بالنيابة عنه...نطقها مجبرا مرغما ليتابع مترجيا وبعد إذنك يا باشا ياريت تسيبنا مع عمرو خمس دقايق بس هنتكلم معاه كلمتين وهنمشي طوالي تنفس مطولا ليتطلع عليهم قبل أن ينسحب هو والعسكري وقبل أن ينطق عمرو باعتراض هتف نصر بحدة وهو يشير بسبابته في وجه ذاك الحانق قولتها لك قبل كده وهفضل أقولهانهاية كل اللي عملته في حياتي هتبقى على إيديك إهدى يا حاج وبراحة عليه كفاية اللي هو فيه...قالها حسين متأثرا وهو ينظر ى لعينين شقيقه المنتفخةناهيك عن تلك الكدمات المنتشرة بجميع وجهه نتيجة تعرضه للضړب على يد فؤادليسترسل بنبرة حزينة مش شايف شكله عامل إزاي هتف من بين أسنانه بطريقة عڼيفة أظهرت كم غيظه محدش يقولي إهدى أنا عمر ما حد قلل من إحترامه معايا قبل كدهكنت بدوس على أجدعها شنب بجزمتي ولا حد يقدر يتنفس معايا تهدلت أكتافه للأسفل لينطق بحسرة تكونت به مشفتش التهزيق وقلة القيمة غير على إيديه كل شوية يجي لي بمصېبة أنقح من اللي اوأنا أجري واتوسل لده ولده علشان أطلعه منها وأخرتها رايح يخطف لي مرات رئيس نيابة وأدي النتيجة قال الأخيرة بإشارة من كفيه ليتابع بغصة مرة وقفت بحلقه وكادت أن تودي بروحه وهو يدق بقبضته فوق ه بقوة بسببه إتنازلت النهاردة عن حتة من قلبي يوسف اللي كنت بستنى رجوعه لي بفارغ الصبر علشان أعلمه وأكبره على إيديا ويبقى إمتداد لنصر البنهاويقدمته بكل ذل لبنت غانم رمقه طلعت بحدة وقلب شامتفطالما رفع ذاك الصغير على الجميع وبالغ بتدليله هو ووالدتهم ومن شدة هما له لم يرا غيره من صغار المنزل حتى خلقا الضغينة بين الاشقاء بعضهم البعضفبات هو يبغض عمرو وصغيره ولو بيده الامر لتخلص من _ كلاهما نهائيالكن جبروت والديه هو من منعه فقط لا غيرأما عمرو فنطق بسخط يرجع لعدم ت المكوث بذاك المكان البغيض اللي حصل حصل خلاصالمهم الوقت تخرجني من هناويوسف أنا هعرف إزاي أرجعهولك تاني وبالټهديد والحيلة زي ما ال.... عمل بالظبط أشار نصر بكفيه لينطق بحدة وهو يتبادل النظر بين نجليه وقد أوشك للإة بذبحة ية على يد نجله الأرعن إسمعوا وشوفوا الخيبة القوية اللي أنا فيهاالباشا مش مكفيه المصېبة اللي حطها فوق دماغنا ولسه مخرجناش منها وبيدبر للي بعدها هتف طلعت بكلمات أراد بها صب المزيد من الوقود فوق ڼار نصر المشتعله ليزيد من توهجها ما تبطل غباء يلا وتفوق لنفسك كده واتظبط يظهر إن عيارك فلت من كتر ما بنسكت لك ونعدي البلاوي اللي كل يوم والتاني تعملهاوكل ده بسبب دلع ستهم فيك الله يسامحها خلقت منك عيل تافه عديم الكرامة والمسؤلية واحدة ورفضاك يا جدعداير وراها وذالل نفسك وذاللنا معاك ليه واستطرد ليشعل الڼار اكثر بعدما رأي تجهم ملامح نصر باتجاه شقيقه طب أبوك ذنبه إيه في قلة كرامتك دي تمرمطه معاك وتخلي واحد زي المستشار يقل بيه قدامنا وقدام الظابط ليه! احتدم نصر غيظا ليهتف بنبرة حادة قبل أن يفقد توازنه ليوسعه ضړبا تترمي مكانك وتبطل نواح النسوان بتاعك لحد ما أشوف لك حد يطلعك من المصېبة دي ليستطرد موبخا إياه بتوعد وحسابي معاك بعدينوحياة أمك ماهفوتها لك المرة دي يا عمرو بعد قليل ولج إلى حجرة الحجز ليدفعه العسكري بقوة كادت أن توقعه ليستند على الحائط بتخبطفي الزاوية يقف رجلا قصير القامة أشار بعينيه للجميع ليفهموا أن تعيس الحظ هذا هو من تم التوصية عليه من قبل الضابطفهز رجلا رأسه بإيجاب قبل أن يهتف ساخرا منه إسم الله عليك يا صغننمش تحاسب لتتكعبل قهقه السجناء بقوة ليتابع أحدهم متهكما هاتوا لسيد أمه طاسة الخضة يا رجالة تطلع عليهم ففهم المغزى من تهكماتهمفضل الصمت وانسحب ليختلي بحاله جانبا وهو يزمجر بصوت غليظ مخيف ده مكاني يا حيلتهاشوف لك غيره انتقل للجوار ليتحرك نفس الرجل معه ليكرر جملته وده كمان تبعي والمطلوب!... قالها عمرو تسلام ليشير الرجل بعينيه لمكان بأخر الحجز يوجد به وعاءا يقضون المحتجزون به حاجتهم الإنسانية ليشمئز وهو ينطق تهجان نعمعاوزني أنا عمرو إبن سيادة النائب نصر البنهاوي أنام جنب جردل ال صمت لبرهة ليكمل بازدراء القرف ده! نطق الرجل ببرود وملامح وجه مبهمة هو كده بالظبط ولو ماقومتش بالذوق هخلي صبياني يودوك ڠصب عنك بس ساعتها مش هتجاور الجردل بسده هيبقى عشاك النهاردة كاد أن يتقئ ما بمعدته بمجرد تلفظ الرجل بتلك الكلمات البذيئة ليهب واقفا وبصمت مخزي تحرك ليجلس بالمكان الذي خصصه له لينظر الرجال بعضهم إلى بعض ويبتسمون لينتقلون للفقرة التالية من الحفلة داخل السيارة الخاصة ب نصر ونجلاهاستقل مقعده المجاور لطلعت ليمسك هاتفه ويضغط زر الإتصال بالشخص السادس على التوالي متأملا أن يقدم له المساعدة ولا يتخلى عنه كا الخمس الذين سبقوههتف بنبرة متحمسة شوقي باشاإزي جناب معاليك الطرف الأخر أهلا يا نصر عاش من سمع صوتك قص عليه نصر ما حدث وطلب منه المساعدة لإخراج نجله من الحجز بما للرجل من سلطة لينطق الرجل بعقل متزن للأسف يا نصر لا أنا ولا غيري هنعرف نخدمك في الموضوع ده واسترسل بإبانة إنت واقع مع حوت كبير من حيتان القضاء علام زين الدين راجل ليه وزنه وثقله في البلد وبكلمة منه يشيل ناس من مناصبهاوإبنه خليفتهبرغم صغر سنه إلا إن ملفه مليان بالإنجازات اللي تحسب له ليتابع لائما تهجان إنتوا إيه بس اللي وقعكم مع الناس دي! تنهد بثقل لينطق تسلام مخزي نصيبنا يا باشا تحدث الرجل بنصح صادق أنا من رأيي متحاولش تتحداهم وتخرج إبنك قبل الإسبوع ما يعديطاطي للريح علشان تعدي يا نصر بلاش تستفزهم علشان هيحطوك في دماغهم أكتروبدل ما إبنك يخرج بعد إسبوع زي ما هما قرروا مدة عقابهتلاقيه لابس في قضية تقعدوا جوة السچن سنين ليسترسل بجدية الناس دي مبتهزرش يا نصر علام زين الدين مش مجرد عضو بارز في المحكمة الدستورية وبس ده يمتلك أصول وشركات هو وعيلته مقومة جزء كبير من إقتصاد البلد وده اللي معزز مكانته أغلق الهاتف ليستند للخلف مغمضا عينيه تسلام بعدما اقتنع بحديث ذلك المسؤلسأله حسين متأثرا لأجل شقيقه هتسيبه خلاص يا حاج زفر پألم يعتصر قلبهلم يكن الأمر بالهين عليه بأن يترك فلذة كبده حبيسا بين أربع حوائط وسط مجموعة من الخارجين عن القانوننعم غاضب منه وبقوة بسبب تصرفاته الرعناء لكنه يظل الأقرب لقلبهنطق بصوت أظهر ضعفه وقلة حيلته وأنا في إيدي إيه أعمله ومعملتوش يا ابني ما على إيدك إنت وأخوك كلمت واتذللت ل طوب الأرضالكل خاېف يقرب ل تصيبه لعڼة علام زين الدين صمت حسين والحزن خيم على قلبه وهو يتطلع إلى والده ويراه للمرة الاولى مهزوما حزينا الحزن تملك منهما عدا ذاك الشامت حيث ابتسم بجانب فمه ليتطلع على هذا الجبل الشامخ وهو ينهار. كان يقود سيارته بقلب مستكين إلى حد مافقد وفى اليوم بوعده الذي قطعه لحبيبته وها هو الأن يعود إليها بورقة الحصان الرابح فابتداءا من اليوم لن يستطيع مخلوقا على وجه الأرض إزعاجها بشأن الإحتفاظ بصغيرها الغاليلذا ستسير حياتهما بهدوء من اليوم وطالعتلفت حوله بتمعن قبل أن يصف سيارته جانبا أمام أحد المتاجر المتخصصة ببيع ألعاب الاطفال بعد أن قرر أن يبتاع بعض الالعاب لإدخال السرور على قلب الصغير فقد أخذ عهدا على حاله أن يعامله معاملة حسنه ويتخذ منه ولدا عوضا عن أبيه ذاك الأمعة الذي لا يفكر سوى بحاله وفقط إلى الان لم يستوعب كيف لقلب أب أن يعرض صغيره لحالة من الړعب نتيجة خطته الفاشلة للخطڤ إبتاع مجموعة من الالعاب للصغير ونجلي شقيقته وتحرك بطريقه للمنزل بعدما جلب بطريقه أحد أروع باقات الزهور وعلبة من أفخر أنواع الشيكولاتة ليهديهما لحبيبته بتلك المناسبة السعيدةوأيضا جلب كعكة شيكولاته كبيرة للإحتفال مع العائلة بضم الصغير لوالدته بشكل نهائي صعد للأعلى وبيده صناديق الالعاب الخاصة بالصغير وعلبة الشيكولاتة وباقة الورد بعدما أهدى أنجال شقيقته هداياهما حمل جميع الاغراض ورفض على الإطلاق مساعدة العاملات اللواتي عرضن عليه حملهنلكنه أبى ولج بهدوء ليجد الظلام الدامس يجتاح الجناحتحرك ببصيرته ليضع الأشياء برفق فوق المنضدة ثم ذهب إلى زر الإضاءة الخاڤتة وأشعله ليرى خليلة الروح تغط في سبات عميق حاضنة ملاكها الصغير جيت إمتى يا حبيبي لسه داخل حالا...همس بها لكي لا يزعج الصغير فهمست من جديد وهي تحاول النهوض خشية إزعاجه من وجود ملاكها هتصل بعزة تيجي تنقل يوسف لأوضته يهمس بجانب أذنها سيبي الولد علشان متزعجهوش واسترسل بإبانة الساعة سبعة المغرب وكلها ساعة وهنصحى كلنا علشان نتعشى لم يكن هذا روتين يومهم الطبيعي لكن اليوم مختلففقد هزل ها واستسلم للنوم لما تعرضت له من خلال تلك التجربة البشعة وهو أيضا فقد خارت قوته وهزل ه لما حدثبجانب عدم استطاعته النوم ليلة أمس لترقبه وانشغاله بما سيحدثأما الصغير فقد استسلم للنوم بهناء بعد أن شعر بحنان والدته همست تسأله بعدم وعي كامل يرجع للمخدر الموجود بالدواء لتسكين الألم عملت إيه مع نصر كل حاجة تمت بفضل ربنا وتوفيقهزي ما رتبت لها بالظبط...قالها بهدوء ليتابع بابتسامة حنون عقد التنازل في درج الكومود اللي جنبكلما تقومي شيليه في خزنة مجوهراتك برغم عدم