رواية رايات العشق (كاملة حتى آخر الفصل الاخير) بقلم فاطمه الألفي
المحتويات
ماما ان عندنا ضيف مهم اوى على الغداء
اسرعت إبنته لداخل المطبخ لتخبر والدتها بمطلب والدها .
ربت اسامه على ارجل صديقه وانت عامل ايه يااه على الغيبه يا هاشم وصلت وبقيت سفير زي ماكنت بتتمنى
تحدث باسي وهو يزفر انفاسه بصعوبه وصلت وحاجات كتير ضاعت مني فى طريقي وأنا بحاول أوصل
ايه اللى حصل فريده رفضت ترجعلك ولا ايه حاولت اعرف باي اخبار عنك بس كنت انت قطعت الاتصال اللى كان بينا وكمان شقتك القديمه روحت سالت عنك قالو انها اتباعتك احكيلي حصل ايه معاك
أستمع إليه باهتمام الى ان انهى حديثه فشعر بالحزن من اجله وربت على كتفه مواسيا له
المهم ان ولادك فى حضنك دلوقتي أكيد مش محتاج ازود عليك اقولك انك غلطت لم خبيت عن بنتك بس معلش بقي ده اللى حصل خلينا فى دلوقتي كويس اوي ان ولادك متفهمين ومتسامحين يا هاشم خدهم فى حضنك وهم هينسوى الماضي بكل وجعه وحزنه وربنا يخليهم لبعض ويباركلك فى صحتك عشان تفضل جنبهم وتعوضهم غيابك
الحمدلله كله خير من عند ربنا بيقولو ربه ضاره نافعه اهو ده اللى حصل معايا الشركه اللى كنت شغال فيها كانت على وشك الافلاس وخففت العماله الموجوده ورغم ان بنيت الشركه دى على كتافي وقضيت فيها عشر سنين الا ان كنت بين حلين لاكون من ضمن المستغنين عن خدماتهم لاسافر ماليزيا فرع شركه هناك كانو لسه بيأسسو وقال ايه يستفيدو هنا بالخبرات الشباب اللى لسه متخرج واحنا يبعتونا فرع ماليزيا وقالو بمرتب اعلى وافقت بدون تردد أنا هعمل ايه يعنى وأنا كان عمري 40 سنه ومعايا زوجه وبنات المهم سافرت وبردو شيلت الشركه هناك ووقفت على رجلها والامور ماشيه تمام لحد لم إنتشر الوباء وقالو ماليزيا من
الحمدلله أنا فرحتي ماتتوصفش ان شايفك قدامي والله يا هاشم
ولا أنا والله الحمد لله ان التقينا من تاني أنا بقى لازم امشي عشان ورايا مشوار مهم لازم اعمله وهنتقابل تاني بكره ضروري انت مسموح لك تخرج دلوقتي ولا لسه
معلش يا حبيبي اوعدك المره الجايه هتغدا واتعشا كمان بس قولي الاول ينفع تخرج من البيت
اه طبعا مسموح لي بالخروج واتمشي كمان انا فى فتره نقاهه وهسيبك تمشي بس هتكون هشوفك بكره ونخرج زى زمان
صافحه بقوه وربت على يد صديقه بكفه الآخر ان شاء الله هنتقابل بكره على خير خلى بالك من نفسك
داخل مشفى نبض الحياه...
دلف نزار غرفه المساعدين ليتحدث مع اسر وايسل ..
نهض اسر من مجلسه عندما أقبل عليهم نزار
فى عمليات ماتنفعش تتاجل وعشان كده لازم انهارده بدل ماكنت هدخل عمليات هنضطر نضغط على نفسنا وممكن نعمل اربعه ده لو أنتو هتقدرو تكملو اليوم
اسر بجديه لا ان شاء الله مستعدين
هزت ايسل أيضا رأسها بالموافقه أكيد هنتحمل وجاهزين
عارف انكم متحمسين وعندكم حماس شباب وواثق فى خبرتكم بس أنا مش هقدر افضل واقف طول اليوم من عمليه لعمليه وخصوصا ان العمليات دي مش ساهله وهتاخد وقت ممكن اجي على نفسي وادخل تلاته بس وانتو معايا واخر عمليه هطلب من دكتور عاصي يدخلها وانتو هتبقو الفريق بتاعه ده اللى هقدر عليه
ودلوقتي تستعدو عشان اول عمليه بعد نص ساعه قال كلماته ثم غادر الغرفه ليتوجه الى غرفه التعقيم ليحضر نفسه لاجراء العمليه ..
نظر اسر لشقيقته وهو يشعر بالضيق على فكره انتى مش لازم تتحملي ده أنا هتصرف ممكن اطلب من باسل يكون معايا
ليه وانا موجوده
عشان مش مطلوب منك تتحملي دكتور عاصي باسل قالي على اللى حصل منه قبل كده داخل العمليات أنا وقتها اضايقت جدا وكنت مقرر اروح اتكلم معاه وافهم منه ليه عمل معاكي كده بس وقتها صډمه انك اختى وأنا مااعرفش دي شلتني بس اللى يزعلك يزعلني صحيح دكتور عاصي أستاذي واتعلمت منه كتير وبحبه وبحترمه بس مش على حساب اختى انتي عندي أهم من أي حاجه دلوقتي بس فهمت ليه اول لم قابلتك قولتلي استاذك حاد الطباع ماكنتش فاهم وقتها للأسف بس أنا بقى اخوكي وفى ضهرك واللى يزعلك أنا هجبلك حقك وزي ما چرحك قدام التمريض وفى غرفه العمليات يعتذر ليكي بردو قدامهم عشان انتي ماغلطيش فى حاجه وده تصرف ماينفعش يحصل فى العمليات
عانقته بقوه وهى الان تشعر بمعني كلمه سند الذي أخبرها عنه والدها بان يظلو سند لبعضهم
أنا فخوره بيك اخي
ضمھ لصدره بحنان ومسد
على شعرها برفق مش عايزك تشيلي هم طول ماانا جنبك المهم عندي سعادتك وبس
___________
الفصل العشرون
بعد ان اخبره بهويته وقف حاتم عن مقعده ليصافحه ويرحب به
اهلا وسهلا بحضرتك شرفتني
أنا آسف ان جيت كده من غير ميعاد سابق
ايه اللى حضرتك بتقوله ده تشرفني فى أي وقت
جلس هاشم بالمقعد المقابل له تحدث حاتم بود
نورتني تحب تشرب ايه
ممكن قهوه مظبوط
رفع حاتم سماعه الهاتف وهاتف كافيه المشفى لكي يجلب له القهوه بمكتبه .
زفرا هاشم انفاسه بهدوء ثم تحدث بجديه
أكيد حضرتك مستغرب وجودي دلوقتي بس أنا هنا عشان اشكرك على تربيتك لابني ووقوفك جنبه فى كل لحظات عمره اللى مر بيها وانت واقف فى ضهره وسانده وبتتدعمه مهما قولت مش هوفيك حقك انك ربيت راجل أنا نفسي فخور بالتربيه دي وسعيد من كل قلبي ان اسر محظوظ بأب زي حضرتك أنا اللى خلفت بس انت ربيت وكبرت راجل محترم ودكتور ناجح مش عارف اقولك ايه ولا اوفيك حقك ازاى أنا مديون ليك على اللى عملته وزرعته فى ابني
ابتسم حاتم بحب ونهض من مقعده ليجلس مقابل له وهو يربت على ارجل هاشم
أنا مش محتاج كلمه شكر على واجبي اتجاه ابني اسر ده ابني فعلا واول فرحتي والاب مهما عمل بيفضل جواه إحساس ان قصر مع ولاده ومافيش أي بيعمل حاجه لابنه وبيستني عليها مقابل ولا حتى
كلمه شكر
انسابت دمعه حارقه وتنهد بحزن ولاحت شبه ابتسامه اعلى ثغره انت فعلا والده وليك فيه اكتر ما ليا وعشان كده كان لازم اشوفك واتكلم مع حضرتك
أنا تحت امرك
محى الدمعه العالقه باهدابه ونظر اليه برجاء
أنا مش محتاج اوصيك على اسر لانه ابنك فعلا وعارف انك عمرك ماهتسيبه ولا هتخذله فى يوم عارف انك ضهره وسنده
قاطعه حاتم بود ليه الكلام ده دلوقتي وجودك مع اسر هو السند والضهر دلوقتي اوع تفكر تبعد عنه تاني
استرد انفاسه بصعوبه معلش ممكن ماتقاطعنيش وتسبني اخلص الكلام اللى جاي عشانه
اتفضل
اللى جاي عشانه وعارف انك هتعمل بكلامي وكمان هتنفذه أنا بطلب منك تخلى بالك من ايسل وتقف جنبها وتكون ليها الاب هى كمان ايسل من غيري هتحس انها وحيده رغم ان اخوتها وولادتها وكمان عمها وولاده هيكونو جنبها بس رغم كل عيلتها حواليها الا انها مش هتتحمل بعدي أنا عنها وهتحس بالوحده عشان انا وهى مرتبطين ببعض جدا وصعب حد يعيش بعيد عن التاني اوعدني انك تحاول تعوضها غيابي وزي ماكنت اب لاسر تكون اب ليها ووالدتها يا ريت اكتر وتعوضها عن كل اللى فات أنا مطمن على اسر فى وجودك لكن قلبي مش مطمن على بنتي
ابتلع حاتم ريقه ونظر له بعدم فهم ربنا يخليك لاولادك وتطمن عليهم
معلش اوعدني عشان قلبي يرتاح
اوعدك هنفذ رغبتك بس محتاج افهم ليه
نهض من مجلسه وهو يمد يده ويستاذنه
بشكرك مره تانيه واسف لازعجاك تسمحلي امشي
صافحه بقوه ومازال ممسك بيده وينظر اليه باصرار لمعرفه سبب هذا الحديث
انت عايز تسافر وتبعد عن ولادك تاني ولا خاېف من حاجه تانيه صارحني عشان اقدر اساعدك انت تعبان بتشتكي من اى تعب قولي الحقيقه وبعدين اطمن دلوقتي كل حاجه وليها علاج بس عرفني ليه بتوصيني بالشكل ده على ولادك وانت موجود ربنا يديك الصحه
ربت على كتفه عده مرات وهو يهمس له بحزن
ماعنديش أي اجابه فى الوقت الحالي اشوف وشك على خير ان قدر لينا اللقاء
غادر مكتبه تحت انظار حاتم الصادمه وهو يهز راسه بأسي ويعود يجلس امام مكتبه
واضح ان العناد عندهم وراثه .
رحلت الشمس عن المغيب وحل الظلام وهم مازالو بغرفه العمليات ..
انهى نزار تلك العمليه
متابعة القراءة